عصام المطري
لقد عقدت القمة العربية في ظروف استثنائية بالغة التعقيد، وقد كانت قمة تاريخية بكل المقاييس، فقد أعلنت المصالحة بين السعودية وسوريا وقطر ذلكم أنه رأب الصدع وحل الانقسام وتجاوز الخلافات العربية العربية مقدمة حكيمة إلى الانتصار وحد الانقسام وتجاوز الخلافات العربية.
ولقد تطلعت الجماهير الغفيرة في الشارع العربي والإسلامي إلى مثل هذا التوافق العربي العربي، فنحن نشجع مثل هذا التوافق، فالأمة لن تنتصر إلا من خلال الاتحاد، فالاتحاد قوة حيث ينبغي تفعيل العمل العربي المشترك وتفعيل التضامن العربي العربي، فقمة الكويت كانت قمة قوية ولها صدى في الشارع العربي والإسلامي، فقد آن للأمة العربية أن تتوحد ناسية خلافاتها السياسية وتهميشها ومغلبة المصلحة الوطنية العليا للأمة على ما عداها من مصالح ضيقة وأنانية، فنحن مع المصالحة العربية العربية، وترجمة ذلك إلى أفعال، فلا نريد أقوالاً، نريد أفعالاً للمارد العربي الجفول الذي روض ترويضاً جيداً في ظل النظام العالمي الجديد تحت رعاية الولايات المتحدة الأميركية راعية السلام الموهوم والغير متكافئ.
فمبروك للعرب حسم الخلاف بين السعودية وسوريا، وبين مصر وقطر، ونريد أن يتجه العرب وبيد واحدة إلى نصرة غزة وإلى تقديم فعل عربي عربي قوي يقدم الأمة العربية كأمة ذات تاريخ وأمة ذات كيان مستقل، فيوم أمس كان يوم عيد المارد العربي الجفول الذي سيوقظ الأمة العربية.
إننا ومن خلال هذا المنبر الحر الشامخ صحيفة "أخبار اليوم" نشيد بالقمة العربية التي عقدت بالكويت، ونرحب بكافة قراراتها، فغزة ألفت بين قلوب العرب في قمتهم، فرب ضارة نافعة، فحتماً إن النصر قادم، وإن الأمة العربية ستقاوم الشقاق والانقسام والخلافات السياسية البيئية في لحمة عريبة كبيرة توحد بين أبنائها ضد عدو واحد، فعلينا أن نقدم العافية السياسية للأمة العربية، فقد كنا نشكوا من الحكام العرب واليوم نؤكد لكم أن القيادات العربية كانت عند مستوى الحدث، واستشعرت مسؤولياتها تجاه الأمة الإسلامية والعربية.
فمبروك يا غزة هذا الانتصار الذي بدأ بتوحيد النسيج العربي، فهتفنا في اليمن للوحدة والكرامة والعزة، فمزيداً من التوحد والاتفاق والوحدة، ومزيداً من المصالحة العربية من أجل النصر المؤزر على قوى الظلام الذين قتلوا أطفالنا ونسائنا فنحن أمة الوسطية والاعتدال نهتف للوحدة العربية وطي صفحات الماضي ونسيان الجروح، والتحليق عالياً في سماء المصالحة العربية والتوحد، فمبروك ثانية يا غزة التي ألفت بين قلوب العرب في قمتهم. <