محمد أمين الداهية
انتهت الحرب وتوقف العدوان الغاشم على غزة إلى أجل غير مسمى، فرغم هذا النصر الذي حققه أبطال المقاومة والذين فعلاً أثبتوا للعالم أن المقاومة الفلسطينية عصية على الانكسار وهذا فعلاً ما لمسناه من أبطال المقاومة الذين عجزت القوات الصهيونية عن أن تنال منهم ما وعدت به العالم بتصفية غزة واجتثاث جذور المقاومة؛ لأن القوات الصهيونية عجزت تماماً عن أن تحقق أهدافها المنشودة ضد حركة حماس لذلك وجهت اعتدائها إلى الرضع والأطفال والنساء والآمنين من أبناء غزة، وأمام هذه المعادلة نجد أن أبطال المقاومة قد أحرزوا نصراً مؤزراً وقد كبدوا العدو الصهيوني ما لم يكن في الحسبان، وأمام هذا كله وبعد أحداث غزة التي عاشها العالم باهتمام بالغ ونقد حاد للدولة الإٍسرائيلية المستحدثة هناك الكثير من التساؤلات منها.. يا ترى هل بالإمكان أن نشاهد في المستقبل القريب محكمة الجنايات الدولية وهي تطرق أبواب مجرمي ومرتكبي المجازر والإبادة الجماعية من الصهاينة، يعتمد ذلك على أصحاب القضية الفلسطينية ومن يعنيهم الأمر لدى محكمة الجنايات الدولية حسب رؤيتها، إن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية والإسلامية عموماً، فما الذي تستطيع عمله هذه الأمة حتى ترى مجرمي الحرب على غزة في قفص الاتهام وبعيداً عن الوحدة العربية التي لمسناها من الشعوب ولم نجدها من الزعماء، بعيداً عن ذلك ومن خلال تلك النداءات التي خرجت من حناجر أبناء فلسطين في رام الله والذين يدعون إلى الوحدة الوطنية، فما دام أبناء فلسطين يسعون إلى الوحدة الوطنية فما الذي يحول بينهم وبينها؟ وهل تلك الضغوط التي تحجج بها الرئيس عباس عند عدم موافقته على حضور قمة الدوحة حسب ما صرح به رئيس الوزراء القطري لها علاقة سلبية على الوحدة الوطنية لفلسطين، فإذا كان الرئيس أبو مازن قد قال أنه سيذبح من الوريد إلى الوريد إذا حضر قمة الدوحة حسب التصريح الذي تناولته وسائل الإعلام، فكيف سيكون مصيره إذا سعى شخصياً لرأب الصدع وإعلان الوحدة الوطنية والتي لن يكون خلاص فلسطين من الصهاينة إلا بها، فإذا كن الأمر كذلك فهل من المعقول أن يبني فرد حياته على حساب الملايين من أبناء شعبه، طبعاً هناك مبررات لما نسب إلى أبو مازن من تصريح أو محادثة هاتفية على ضوء قمة الدوحة، ولكن الحقيقية قد ظهرت وشاع صداها وخير دليل على ذلك رأي الشعوب العربية والإسلامية في القضية الفلسطينية ومن في نظرهم العائق تجاه طموح الشعب الفلسطيني نحو الوحدة الوطنية.