;

لماذا عقدت القمة الطارئة في الرياض 866

2009-01-20 22:49:28

سراج الدين اليماني

قمة خليجية عقدت في الرياض بالمملكة العربية السعودية بدعوة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز في يوم الخميس الموافق 11/1/2009م لمدة ساعات وحضرها كل زعماء دول مجلس التعاون الخليجي عدا السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان حيث أرسل وفداً على رأسهم نائب رئيس الوزراء العماني، وكذلك حضره بعض وزراء خارجية دول التعاون، والأمين العام لمجلس التعاون حمد بن عبدالرحمن العطيه، فهل هذه القمة كانت على المستوى الإيجابي أم السلبي؟ ولماذا عقدت هذه القمة؟ فما هي الأهداف التي تحققت من هذه القمة الطارئة؟ وهل كانت عند مستوى المسؤولية؟ أو عند المستوى المطلوب منها؟ كل هذه الأسئلة طرحها الشارع العربي والخليجي وكان يريد لها حلولاً إيجابية من قبل المجتمعين فأقول:

هذه القمة الهدف منها أولاً وأخيراً إعادة اللحمة للبيت الخليجي بعدما تفكك نوعاً ما وحاول المغرضون من توسعة الهوة وزيادة الرقعة وتقسيم اللحمة وقد نجح بعضهم نوعاً ما ولم ينجح إلى حد يثير الإعجاب أو يستحق النصر والإشادة به.

هذه القمة عقدت من أجل كبح جماح القمة القطرية وإفشالها بعد أن دعا لها السيد أحمدي نجاد على لسان وزير خارجيته القطري حمد آل ثاني؛ لأن القمة لم تكن قطرية بالشكل الواضح وإنما قمة المراد منها توجيه إهانة واضحة لأكبر دولتين عربيتين في قارة آسيا وأفريقيا مصر والسعودية من خلال التواجد الفارسي في الخليج وداخل أروقة الجامعة العربية وإن لم تكن من ضمن دولها ولكنها استعملت لها دعاة في المنطقة كأمير دولة قطر الذي يرى أنه أصبح وزير خارجية إيران وهذا الاستنتاج جاء نتيجة ثلاث قضايا ذات الشأن العربي الإيراني ألا وهي:

1- أولاً التدخل القطري لحل النزاع اليمني الإيراني بمعنى النزاع الذي قام بين الحكومة اليمنية مع أفراد عصابة التمرد الحوثية التي تدعمها إيران بشكل واضح وعلني وبشكل سافر.

2- القضية اللبنانية عندما لم يستطع اللبنانيون على اتفاق بشأن انتخاب رئيس لهم وخصوصاً بسبب التدخلات في الشأن اللبناني حيث اسهمت قطر بعد إيعاز من أحمدي نجاد على المساهمة في حل القضية ونجحت إلى حد ما.

3- كذلك ما يجري الآن في قطاع غزة واتهام منظمة حماس بأنها مع إيران وهذا خارج عن الحسبان لأسباب سأتناولها في أطروحات أخرى، وأن قطر تريد أن يكون للدور الإيراني الحضور البارز والفاعل حسب وجهة نظرها، لكنها لا تعلم المغزى الحقيقي من هذه المساعي الإيرانية وإلى ماذا تهدف؟ فلذلك هي تبرعت ب "250" مليون دولار عندما رأت أن القمة ستفشل وهذا في حد ذاته قد أبان لنا الموقف القطري المنهزم والمتخاذل تجاه القضية الفلسطينية بما يوافق الموقف الإيراني تماماً لأن إيران هي من دعت لعقد قمة في الدوحة، وهي من سعت لإفشال هذه القمة ونجحت في كسب الشارع سياسياً بإعلانها التبرع والتطوع بالمقاتلين وهو من باب كسب العواطف وذر الرماد على العيون وكذلك قطر عندما أثارت في الشارع السياسي العربي أنها تريد حضوراً إيرانياً مما أثار حفيظة أيهود مبارك وجعلته يترك صلاة الفجر في القاهرة ليصليها في الرياض ويبدي وجهة نظره للملك عبدالله وهذا مما قوض همة الملك وجعله يبدي رفضه العلني في عدم الحضور إلى قمة الدوحة وليس هذا فحسب، بل أعلن قمة خليجية طارئة مما أطاح بقمة الدوحة وضغط على بعض الحكام الذين قد وافقوا من أول العدوان على حضور قمة أي كانت وأينما كانت فجعلهم يعلنون وبكل وقاحة وصلافة ودعارة سياسية أنهم معتذرون.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم التوافق العربي أو الخليجي وكذلك يدل على التواطؤ لهذه الدول مع الكيان الصهيوني من أجل أن يقضي على ما تبقى في غزة من أجل حفظ ماء الوجه؛ لأنهم يبررون للعدو هذه المجازر بل ويتيحون له الفرصة أمام استكمال مشروعه الذي بدأه في غزة منذ الحصار وحتى المدة التي اتفق عليها الجانب الصهيوني مع هؤلاء الزعماء وهي "3" أسابيع للعدوان الهمجي الغاشم، ومن المؤكد أن اليهود يريدون وقف إطلاق النار الفوري في غزة ليبررون فشلهم الذريع حيث أنهم لم يحققوا أي شيء على الأرض وهم الآن متورطون، أهم بالذين يستمرون في استنفاذ الطاقات وكثرت الخسائر بين أوساط الجنود والعتاد، أم أنهم ينسحبون؟ فلماذا أصلاً دخلوا حرباً كهذه وليس عندهم خطة محكمة تمكنهم من جماجم قادة حماس، فكانت حساباتهم خاطئة للغاية، فلذلك أميركا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي يحاولون الضغط على زعماء العروبة والأصالة والحوار للحضارات وللدول الجاراد أن يقوموا بمبادرات مهزومة تحفظ للكيان ماء وجهه ويخرج من المعركة بهذه النتيجة ليس إلا، فهمتوا يا عرب لماذا فشلت القمة والعمم.

الباحث في شؤون الإرهاب

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد