;

بعدما توقفت العاصفة خرجت الضواري من أوكارها 754

2009-01-20 22:55:14

حسن بن حسينون

بعد صمت طويل دمرت خلاله الآلة العسكرية الصهيونية الضخمة براً وبحراً وجواً قطاع غزة بأحيائه السكنية والتجارية ومؤسساته التعليمية والصحية وغيرها من المؤسسات الخدمية بما في ذلك دور العبادة وحولتها إلى أنقاض وإلى خرائب وأطلال بعد أن دكتها بآلاف الأطنان من القنابل الضخمة المدمرة والقنابل والصواريخ بكل أنواعها وأشكالها وأحجامها ومنها الأسلحة المحرمة دولياً، وقد استمرت تلك الحرب العدوانية لثلاثة أسابيع متوالية نهار وليل دون توقف، حرب لم تشهد المنطقة العربية وغير العربية مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية التي تذكر المرء بدمار وأنقاض وأطلال مدينة برلين وغيرها من المدن الأوروبية الأخرى، وبقى العالم كله وأعني الحكومات والمنظمات الدولية مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الجميع يتفرجون على ما يحدث في غزة ولشعب غزة دون أن يحركوا ساكناً حتى تم الإعلان من طرف واحد وهو الكيان الصهيوني على وقف تلك الحرب التي خلفت آلاف الضحايا والأبرياء بين قتيل وجريح في غالبيتهم من الشيوخ والنساء والأطفال.

وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى خرجت الضواري من أوكارها وكهوفها المظلمة والذين كتبت عليهم الذلة والمسكنة من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو كعادتهم وديدنهم التآمري ليتداعوا إلى عقد اللقاءات والمشاورات وإرسال المبعوثين بالرسائل وبالاتصالات عبر الأثير تمهيداً لعقد قمتهم التآمرية وكل منهم لديه أجندته الخاصة التي لا يكشف عنها إلا عندما يلتقي بأسياده في البيت الأبيض وداونتق ستريت "10" ولقد اتسمت قمتي الدوحة والكويت كغيرها من القمم السابقة بحرارة الاستقبال واللقاء بالأحضان وبالابتسامات التي لا تخلوا من الأحقاد والغل الكامن في الصدور في ما بين هؤلاء جميعاً التي ابتلت بهم هذه الأمة المغلوبة على أمرها لعقود طويلة من الزمن تميزت بالظلم والقهر واستعباد الشعوب التي عبثوا بثرواتها وأنفقوها على ملذاتهم وعلى بناء القصور وصفقات الأسلحة بالمليارات التي دائماً ما تعود إلى مصانعها بعد أن أكلها الصدأ وحرارة شمس صحراء الجزيرة العربية بهدف إعادة تصنيعها من جديد ومن ثم شحنها من حيث أتت وبصفقة جديدة بالمليارات وهكذا دواليك.

التم شمل أصحاب الفخامة والجلالة والسمو في قمتي الدوحة التي أطلقوا عليها قمة غزة، وقمة الكويت لمناقشة تداعيات الحرب العدوانية على غزة بعد أن صمتوا طويلاً وغابوا عن الأنظار أطول، لا لشيء سوء التآمر على القضية الفلسطينية التي كانت السبب في بقائهم على الكراسي والعروش لأكثر من ستين عاماً، ولكن تحت شعارات براقة ومزايدات فريدة من نوعها والتنافس في تقديم العروض والدعم المالي حتى وصل إلى مستوى المليار، يتنافسون ويزايدون حول ذلك في قممهم أثناء الاجتماعات والكل يريد أن يحقق أكبر عدد من النقاط وكأنهم يمارسون ذلك في أحد أسواق المزاد العلني، توافدوا إلى الكويت وقطر اعتقاداً منهم أنهم يستطيعون أن يتطهروا من الدنس والجرم والخزي والعار الذي لحق بهم وموقفهم أثناء الحرب الصهيونية على القطاع، بينما هم في حقيقة الأمر قد توافدوا من أجل التآمر على المقاومة والقضية الفلسطينية لكل حتى تنتهي إلى الأبد غير مختلف المبررات العقيمة التي خرجت من أروقة المخابرات الأوروبية والأميركية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد