شكري عبدالغني الزعيتري
بعد الحرب العالمية الثانية تمخض عنها مؤامرة يهودية تهدف إلي تأكيد هيمنة الدول الكبرى علي الدول الصغرى وفقا لنظريتين استعماريتين ظهرت و أصبحتا في ذلك الوقت قاعدة أساسية ركنت إليهما السياسة الدولية فالنظرية الأولي (البيولوجية السياسية ) وكان من مبادئها أن للدول الكبرى حقا في التهام الدول الصغرى وان الشعوب الصغيرة يجب أن تموت أو تفنى أمام الدول الكبرى. ارتكزت هذه النظرية علي نظرية (داروين) في البقاء للأصلح. وقد لقيت النظرية البيولوجية السياسية تأييدا وانتشارا واسعين في القرن التاسع عشر تبريرا لضراوة الزحف الاستعماري الأوروبي علي أقاليم شتي في أنحاء العالم. . وصحبت هذه النظرية نظرية استعمارية أخري أطلق عليها (الأرض التي لا صاحب لها ) وتسمي أيضا نظرية (الملك المباح) وقد نادي إليها غلاة المستعمرين ومن مبادئها إباحة استعمار الأقاليم التي تسكنها شعوب متخلفة أو قبائل منعزلة عن ركب الحياة وغير مسيحية وخارج القارة الأوروبية فان هذه الأقاليم التي تسكنها أمثال هذه الشعوب أو القبائل تعتبر في حكم المناطق المهجورة التي لا يعرف لها صاحب وتصبح هذه المناطق ممتلكات شرعية لأول دولة تستطيع بقواتها المسلحة أو ببعض أفراد منها أن ترفع علمها فوق ربوعها وقد وضع مؤتمر برلين الإفريقي (1884 1885م ) عدة شروط لهذا الاستيلاء حتى يحدث جميع إثارة القانونية في المجال الدولي ومن أهم هذه الشروط هي : (1) شرط الحيازة (2) شرط الإدارة. وبعد ظهور حركات التحرر في البلدان المستعمرة ومطالبة شعوبها بالاستقلال والتحرر واشددن المطالبات بان ظهرت حركات ثورية. . لم يكن إما المستعمر الأوروبي سوى تلبية رغبات الشعوب وجاء المفكرين لديهم بان يتم تلبية الرغبة بمنح الاستقلال والتحرر للشعوب الطالبة (جغرافيا ) وهو الانسحاب من علي الأرض. . مع بقاء الاستعمار السياسي والاقتصادي فذهبوا لترتيب ذلك وأول ما تمخضت فكرة لكيفية الهيمنة كان في مؤتمر أمريكي انجليزي روسي والذي عقد في يالتا بتاريخ 11 /فبراير 1945م والذي اجتمع فيه روزفلت (رئيس أمريكا ) وستالين (رئيس روسيا) وتشرشل (رئيس وزراء بريطانيا ) واتفقوا علي اقتسام مناطق النفوذ في العالم وتمخض الاجتماع عن تشكيل هيئة الأمم المتحدة تضم كل الأنظمة الحاكمة في العالم علي أن تكون السيطرة الفعلية عليها في يد دول خمس من أعضاء هذه المنظمة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة البريطانية وفرنسا والصين بمعني أن إرادة شعب من شعوب الأرض كما تمثلها هيئة الأمم المتحدة وهيئتهم التنفيذية التي يعبر عنها مجلس الأمن غير نافذة إلا إذا وافقت عليها الخمس الدول الكبرى مجتمعة وسموا أنفسهم بأعضاء مجلس الأمن الدولي. . وهكذا وتحت مظلة الأمم المتحدة ومجلسها التنفيذي مجلس الأمن وأعضاءه صودرت إرادة الدول الصغير وما نراه اليوم من تحكم وهيمنة الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية علي قرارات أممية تحفظ الأمن والسلام الدوليين وتسعي هذه المنظمة ويجتهد مجلس الأمن فقط في إصدار قراراته التي تكون في صالح وتلبي مصالح الدول الكبرى ومن يريدون من حلفاءهم (كإسرائيل ودول أوربية ) وما دون ذلك وما كان يخص شئون مصالح شعوب ودول أخري وخاصة عربيه وإسلامية مرفوض. . مرفوض. ولا ادري.
Shukri_alzoatree@yahoo. com