عصام المطري
بعدما تحققت المصالحة العربية العربية بين السعودية وسوريا، وقطر ومصر، صار وشيكاً أن ندشن المصالحة الوطنية الفلسطينية بين جميع فصائل المقاومة ونتجه لرأب الصدع، وإشاعة أجواء التحاب السياسي، ومناخات التوافق الوطني الذي يعد صخرة صلبة تتحطم عليها أعتى المؤامرات على الشعب العربي المسلم، وعلى الشعب الفلسطيني الأبي، فندعوا كافة الفصائل الفلسطينية إلى تقدير الموقف والحدث والاتجاه صوب تحقيق اللحمة الفلسطينية التي نادى بها الزعيم الراحل/ ياسر عرفات رحمه الله.
وإذا كانت المصالحة الوطنية الفلسطينية مهمة في هذه الأثناء، فإنه يتوجب علينا كزعامات وقيادات عربية وإسلامية الدفع بمختلف فصائل الجهاد والكفاح الفلسطيني التي تمثلها وتحقيقها أي المصالحة الوطنية الفلسطينية في استفادة كبيرة من دروس الماضي المظلم، والسياسات غير الممنهجة التي كانت تتعامى عن الوحدة الوطنية الفلسطينية بين جميع القوى والتيارات والمجاميع والفصائل الذائدة عن حمى الوطن، فمستقبل فلسطين المحتلة مرهون بتحقيق الوحدة الوطنية بين جميع فصائلها وكتائبها، وهذا يستدعي بالضرورة الترفع عن الصغائر، وطي صفحات الماضي البغيض، وعدم محاكمة التاريخ، والولادة من جديد، وتنقية الصدور من الضغائن والأحقاد.
ولئن تباينت وجهات النظر واختلفت الرؤى والأفكار والثقافات فإن حبيبات العرق في خندق المقاومة والإباء كفيلة لتوحيد أمتنا الفلسطينية وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية حلم مختلف الاتجاهات والمشارب السياسية والفكرية والثقافية، فلا بد أن نحمي اللحمة السياسية والوطنية، فقوتنا تكمن في وحدتنا، وكلما قطعنا شوطاً كبيراً في الوحدة فإننا سنحقق المزيد والمزيد على جبهات القتال، فأمامنا مسؤولية تحرير هذا الوطن من المحتل الأجنبي الدخيل، وهذا لن يتأتى إلا بمزيد من الوحدة الوطنية عنوان العزة والكرامة والإباء والشموخ، فلا بد من تقديم التنازلات، وتقديم التضحيات، وهذا ليس ضعفاً في أن نتنازل لبعضنا البعض، إنما الضعف هو التنازل للمحتل الغاصب، وغض الطرف عن ممارساته الجبانة.
إن مشروع الأمة القومي والإسلامي النهضوي التقدمي هو تحقيق المصالحة الوطنية للقيادات والقوى والمشارب السياسية والثقافية والفكرية الفلسطينية، فلن نقهر العدو إلا بوحدتنا، ودرس غزة اعتقد أن الجميع قد استوعبه، فعلى قيادة فتح إطلاق الأسرى الذين لديهم لتقديم حسن النوايا وتقديم الحب على الكراهية والله حسبنا ونعم الوكيل.