سراج الدين اليماني
في حين فرح الكثيرين من تصالح القادة العرب في قمة الكويت الوعد المكذوب والحقنة المفترة للغضب العربي الملتهب في جميع الدول العربية.
أقول وبكل صراحة: إن الخلافات العربية العربية لم تحل أبداً، لماذا؟ لأن النفوس لم تخضع لإطلاقات الألسنة وقد يتهم كل إنسان نفسه أو يوبخها على ما أقدمت عليه من الموافقة على التصالح والتسامح.
لماذا؟ لأن الواقع يفرض نفسه لا يمكن يجتمع فارسي أو تابع له مع موحد في الجزيرة العربية أبداً ولا يجتمع علماني مع كنسي إلا فيما يتفق عليه بينهما في خدمة الصهاينة، لماذا؟ لأن المتفقين كلهم متفاوتون في الخدمة المقرشة للصهيونية العالمية، ذاك يخدم باقتراح بناء غزة على أيدي الصهاينة ودعم بمليار دولار وهو يسدي خدمة مقرشة للصهاينة لكي يسيطروا على هذه الأموال العربية التي ضغطت عليهم المنظومة الدولية المعادية للسامية والإسلام والعروبة من أجل أن يخرجها العرب غضباً عنهم من أجل بناء غزة ولم يكن العرب لديهم السخاء في بذلها أو التبرع بها لكن الضغط هو الذي ولد انفجاراً عند باراك العرب وجعله يعلن المليار وهو يعلم أنه سيسلمها لباراك الصهاينة من أجل دعمه في إعادة الخسائر التي افقها في الحرب حتى يعود للحكم في تل أبيب.
وكذلك ذاك العجوز الكهل أعلن بنصف مليار من أجل إعمار تل أبيب وهو يحتضن العلمانيين عنده لمهاجمة المقاومين في غزة ويدعون لباراك وليفني وأولمرت من أجل الانتصار على غزة أي حماس وأن يواصلوا العدوان من أجل انكسار غزة أي حماس وأنهم يدعموا العدوان من أجل انحسار مقاومة غزة أي حماس وذاك الذي يتبرع بربع مليون فإنه على علاقة وطيدة بالصهاينة كما لمح عنها رئيس وزارئه في المؤتمر الصحفي الذي عقد في الدوحة بعد قمة حسبي الله ونعم الوكيل وكذلك ذلك الجار السوء الذي يعد من أقرب الجيران للقطاع باع نفسه للشيطان وساعد على مواصلة العدوان بل إن العدوان لم ينطلق على القطاع إلا من عنده وبمباركته وموافقته عندما رأى ليفني مبتسمة فحاول أن يعينها على ما أرادت وغمز بعينيه يعني موافقة قلبية وليست كلامية أو على ورق لكن كما يقولون في مصر: ما في القلب يكون في العين بادي، فهو وافق لها قلبياً حتى أنها قالت عنده: أنها ستقضي على حماس وقادة حماس، فهل حماس هم من جنوب أفريقيا العنصرية أو من أقليم التبت عباد النار أو من يوكوها ما عباد البوذا وأنت تصرخ وتقول مصر مساندة للقضية الفلسطينية وهي مع الفلسطينيين من "60" عاماً وقدمت لها أكثر من "120" ألف شهيد، فهل حماس ليست مع الفلسطينيين؟ وأنت تدرب دحلان على القدرة على الاستيلاء على كل المقرات والمكاتب لحماس عند انتهاء العدوان.
وهل حماس من جزيرة غوانتانامو الكوبية حتى ترفض قبول جرحاهم إلا بعد انتهاء العدوان من يدري، وكذلك عدم السماح بفتح المعبر عند المتوهجين لخدمة إخوانهم في القطاع مما جرى لهم من المذابح والمجازر والمحارق على أيدي الجلاوزة والجلادين والبلاطجة من العلوج وأعوانهم من العرب المستعربين المتنكرين لأصل العروبة حماس فلسطين غزة المقاومة.
أليست هذه دعارة سياسية فضحت أصحابها الممارسين لها مما جعلت شعوبها تطالب المحاكم بإقامة الحد الإلهي على هؤلاء المتواطئين مع الكيان الصهيوني هؤلاء الذين تصالحوا وتسامحوا وبعدها تفرقوا وما زال الحقد يكتنف قلوبهم كلهم يوجد في صلب أراضيهم كنائساً للصهيونية والمسيحية والنصرانية التي تدعم الصهيونية على الإسلام والمسلمين.
قد يقال إن السعودية لا يوجد فيها كنائساً فأقول: يوجد فيها كنائس على مساجد في المملكة بنتها البوذية عبر الجاليات المستقدمة هناك وأنهم يمارسون العبادة الكنسية اليهودية والنصرانية في المملكة أكثر من أي دولة من الدول العربية لأنهم يؤمنون بأنهم سيتربعون على عرش مكة والمدينة وسيرفعون العلم الصهيوني فوق تلك المدينتين وأن يهوداً يدرسون في الجامعات الإسلامية السعودية بأسماء نصارى أعلنوا إسلامهم ومسيحيين أعلنوا إسلامهم وهم ينخرون في عضد هذه الدولة وأن السعودية فيها من أكبر التيارات الليبرالية العالمية العلمانية وتدعم العلمانية العالمية بأموال الحجاج والمعتمرين من المسلمين.
إذاً علينا أن لا نخادع أنفسنا ونعرف الحقيقة التي تدور حولنا ولا نستمر في التغافل عن معرفة هذه الحقيقة وبكل جلاء.