عماد زيد
عندما تصير محرقة غزة موطن تجاذبات للعديد من القمم فثمة أمر يشير بالتشظي في مستوياته العليا. . !
وعندما تناقش ضمن قمة اقتصادية فثمة ما يشير بالخزي والعار والمتاجرة بالقضية.
عندما تنادي جماعة "ناطوري كارتا" اليهودية بضرورة إسقاط دولة إسرائيل في وقت تربط بعض الأنظمة العربية بقاءها ببقاء هذه الدولة الغاصبة فنحن أمام يهود عرب وعرب صهاينة!
عندما تقدم دول من أميركا اللاتينية "فنزويلا بوليفيا" على قطع علاقاتها مع إسرائيل في وقت لا زالت بعض الأنظمة العربية على علاقة مع إسرائيل فهناك ما يوحي بأن هذه الأنظمة تفتقر لجينات العزة والشرف والكرامة والعروبة. !
الحقيقة أننا أمام مأساة تعاظمت على الحبر حتى استقال عن كفاءة التدوين.
مأساة طولها ألم الشارع العربي وعرضها صرخات الإستغاثة التي أطلقتها نساء غزة.
لا أعلم أي مساحة للحزن ستحتويني على هذه الصفحة.
لا أعلم أي لون من ألوان الكتابة يتناسب مع هذا الحزن!
فإن يتعذر نجدة أخواننا في غزة طيلة فترة الحرب فسلام على الأنظمة ووداعاً للعروبة.
وطوبى لأهل غزة، تلك المدينة الصامدة التي جعلت من الموت حياةً ومن الحياة خلوداً.
مدينة ظل الموت ثاوياً فيها، ظلت خاوية إلا منه، ورائحة النصر التي كانت تنضح من أقبيتها، شوارعها، دهاليزها، مساجدها، بيوتها.
مدينة العزة، مدينة المروءة، مدينة الزيتون، أرض الرباط، موطن الشهداء، باب السماء، غزة العزة والسيادة والبقاء والنصر.
مدينة لم تعترف بمعايير القوة، وإنما بالإرادة والثبات والمبادئ والقضية.
مدينة جعلت الكيان الغاصب يفشل في هذه الحملة، عدا تحقيق رزمة من الخروقات للقانون الدولي والإنساني كاستهداف المدنيين، دور العبادة، دور الثقافة، المؤسسات الإعلامية، المؤسسات الحياتية التي لا غنى للسكان عنها، المنشآت الصناعية. . . إلخ
ختاماً. . وقد انتصرت المقاومة في غزة:
نقول للأنظمة العربية عليكم أن تعلنوا عبريتكم أنى شئتم!
لسنا أغبيا بما يكفي للوقوف على عمالتكم وتواطئكم.
ندرك الجغرافيا الزمنية التي أعطيت من قبلكم للكيان الغاصب لتحقيق كامل أهدافه على الأرض.
ندرك عجزكم، ندرك بأنكم لا تعبرون عن آراء الشعوب.
فغطوا بتوراتكم حتى يأتي أمر الله!!
وتذكروا قوله تعالى: "ومن يتولهم منكم فإنه منكم".
EMADK 325 @ YAHOO. COM