كروان عبد الهادي الشرجبي
من منا لم يكن يتابع الأحداث والمجازر التي كانت تحدث في غزة وكلنا كانت أعيننا على شاشة التلفاز تراقب وتحدق ، وأثناء متابعتي لقناة الحرة كانت تستضيف قادة من حركات فتح ، كان ذلك في الأيام الأولى للهجوم على غزة الباسلة فقد كان واضحاً وضوح الشمس الانقسام الفلسطيني المروع إذ بدا ذلك جلياً من حديث ذاك القائد " دحلان" وبدا وكأنه فرحاً بما يجري ..لماذا ؟ لأن إسرائيل سوف تقضي على الخصم السياسي لحركة فتح وهو حماس هنا تذكرت مثلاً قديماً كلنا نعرفه وهو أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ولكن الذي حصل في فلسطين كان في البداية عكس هذا المثل إذ كان ابن عمي مع الغريب وليس ضد الغريب وهذا ما أثر فينا جميعاً لأن انقسام الفلسطينيين أوصلهم إلى ما وصلوا إليه وجعلهم هدف سهل المنال لعدوهم المشترك.
يجب أن يدرك الفلسطينين كلهم أن إسرائيل عدوهم المشترك ولا يجب التهاون في ذلك وكما قال الرئيس بشار الأسد: إسرائيل قتلت أي مبادرة للسلام بعدوانها على غزة، ووصف الكيان الصهيوني بالإرهابي.
وعلى ضوء ذلك يجب أن يعمل الفلسطينين جميعاً ولا يقبلوا بغير المقاومة من أجل استعادة الحقوق وأن تكون تلك المقاومة الوطنية الباسلة الإسلامية التي استطاعت ببطولة أن تصمد وتحقق انتصاراً عظيماً بالرغم من الدمار الهائل الذي لحق بالمدينة والقتل الذي لحق بأهلها- تلك المقاومة يجب أن تكون أمام أعين الجميع. وليستمد الكل قوتهم وعزيمتهم من هؤلاء الأبطال الرافضين الذل والإهانة والمصممين على استرجاع أراضيهمن ومن أجل ذلك يجب أن تتوحد الفصائل وتتحقق المصالحة وأن يكون الشعب الفلسطيني متماسكاً موحداً. على العموم هذا ما سيحدث إن شاء الله بفضل الجهود العربية.
وعلى الرغم من أن ما حدث في غزة يعد كارثة فظيعة إلا أنه عمل نجح فعلاً في تحقيق الوحدة الإسلامية إذ هبت الجموع الإسلامية من كل قارات العالم لنصرة أهالي غزة. فكما يقول المثل " رب ضارة نافعة".
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM