شكري عبدالغني الزعيتري
إن أعمال المهن والحرف كثيرة ومتنوعة وكلا منها تحمل تخصصا .. ولكل عمل مثمر إنتاج سواء سلع أو خدمات .. ويكون أصحاب العمل في تصنيف إداري و بين مراتب ودراجات وظيفية .. فتجد الرئيس والمرؤوسين .. والمدير والموظفين .. والمشرف والعمال .. والمهندس والفنيين .. وكلا له اختصاص عمله الذي يقوم بأدائه .. وتجد القائد أو الرئيس أو المدير العام لحقل العمل والذي يعتبر الرجل الأول ومتخذ القرار وصانعه في حقل العمل وهنا سا نسميه (صاحب الحلقة الأقوى) إذ انه يتمتع بالصلاحيات الواسعة وباختصاصات كبيرة تكون شاملة وله حق في الإشراف الاعلي سواء الإداري أو الفني وله الحق في تفويض من ينويه .. كما أن له القبول والرفض في الصرف المالي ... ( إلي هنا جيد ) .. وما بعد ذلك : تجد أصحاب الحلقة الثانية ذات التخصص الإداري والإشرافي المباشر علي المرؤوسين والذين هم اقل مرتبة من صانع القرار ونسميهم هنا (أصحاب الحلقة الوسطية) والذين هم المدراء المختصين في حقل العمل ويكونون اعلي من مراتب المرؤوسين المستخدمين كمختصين ذات اختصاص أدق ونسميهم هنا (أصحاب الحلقة الأدنى ) وبعدها وعند هذا المستوى ترى (أصحاب الحلقة الوسطية )يضعون أنفسهم في حالة تسابق لإرضاء الرجل (صاحب الحلقة الأقوى) وكسب وده وعطفه وتلقي عطاءه ورغم انك تجد في مواقع عمل كثيرة لدى (أصحاب الحلقة الوسطية) فيهم من قد يكون اصغر سنا واقل علما وادني خبرة وأضيق فهما وقلة سنين خدمة مقارنه بغيره من ذوى الكفاءات في نفس حقل العمل من ولدي (أصحاب الحلقة الأدنى ) ولكن الأقدار وضعته ليكونون (أصحاب الحلقة الوسطية) ولأن فيهم من هو ابن ذوى وجاهة أو لأنه من أبناء سياسة ..او لان علاقته طيبة وحميمة مع صاحب الحلقة الأقوى .المهم نعود بالقول : وفي حالة يذهب (صاحب الحلقة الأقوى) إلي تكليف احد ما ممن هم (أصحاب الحلقة الوسطية) حسب السلم الإداري .. تري (أصحاب الحلقة الوسطية) يلقون بالعمل علي مرؤوسيهم من الموظفين المستخدمين (أصحاب الحلقة الأدنى ) وإذ يضع نفسه (صاحب الحلقة الوسط ) في مفصل ليكون الوسيط بين (صاحب الحلقة الأقوى) وبين (أصحاب الحلقة الأدنى) المرؤوسين في هبوط التوجيهات والمعلومات من اعلي إلي أسفل .. وتكليف الأعمال والمهام من اعلي إلي أسفل ... و تصاعد البيانات الأعمال المنجزة من أسفل إلي اعلي .. كما يكتفي (صاحب الحلقة الأقوى) بالأمر والنهي .. وتلقي السمع والطاعة لا يزيد عن ذلك شيئا.. ويلي ذلك بان ينحصر (أصحاب الحلقة الوسط ) بالعمل كمراسلين في حقيقة الأمر بين (صاحب الحلقة الأقوى) وبين (أصحاب الحلقة الأدنى) المرؤوسين .. و فقط يكتفي بإطلاق التوقيعات والبصم علي المنجز من . وأي بيانات عمل صاعده من (أصحاب الحلقة الأدنى) المرؤوسين ... فلا تري إدخال ابتكار أو تجديد أو تحديث أسلوب أو أدوات أو طرق أو آليات عمل وبما يتماشي مع ظروف الحقبة الزمنية ومتطلباتها ومستجداتها.. فتري الكثير من حقول العمل وخاصة العامة في حالة جمود لما اتخذ (سابقا ) وفي حقب زمنية عند التأسيس وهم في حالة (محلك قف ) .. ولهذا يكون الفشل وزيادة نفقات الانجاز وتردي أنتاج الكادر قائما في كثير من حقول العمل وان ظهرت أنها في حالة نجاح فالنجاح المحقق بنسبة (50% ) وربما النجاح الحاصل هو آثار لعمل من سبق وذهب وليس ثمار الحاضر .. مع انه يمكن تجاوزه إلي نجاح أكثر وبنسبة (100%) .. كما انه في حالة طلب (صاحب الحلقة الأقوى ) انجاز عملا ما تري(أصحاب الحلقة الوسطية) يتقافزون وان كان غير اختصاصهم ليكونوا السباقين وتنشئ حالة تسابق ليس لهدف العمل وإنما لكسب ود وعطف وتلقي عطاء(صاحب الحلقة الأقوى )... وبعد تكيفهم من قبل (صاحب الحلقة الأقوى ) يتجه(أصحاب الحلقة الوسط) ممن تكفلوا بانجاز العمل للبحث عن (أصحاب الحلقة الأدنى) لإسناد إليهم العمل ولا يكتفي بهذا بل يضع نفسه أي (صاحب الحلقة الوسط) في حالة استعجال يريد انجاز العمل في حينه وساعته بعد تكليف من اختاره من أصحاب الحلقة الأدنى .. ويعمل فقط بإطلاق أوامره بالقيام بالعمل مباشرة وتسريع الانجاز .. بل تجد أن هذا صاحب الحلقة الوسط يذهب إلي أن يتبع أحيانا ممارسة الضغوط علي من القي إليهم مهمة انجاز العمل دون مراعاة الظروف التي قد تحيط بعملية الانجاز أو العاملين كمثلا أن يكون العمل المطلوب انجازه معقدا أو بحاجة إلى معرفة علمية وواسعة أو وجود قصور لخبرة عملية لدي المستخدمين الموظفين من (أصحاب الحلقة الأدنى) و من اسند لهم انجاز العمل أو أن تكون الإمكانيات لما يجب توافره منعدم وما هو متاح من الإمكانيات في حالة من التدني أو القصور .. وترى أيضا بان يتبع ذلك ولا يكلف نفسه (صاحب الحلقة الوسط) بان يسعي إلي معرفة المصاعب والمعوقات التي يمكن أن تتخلل انجاز العمل لتذليلها .. و تجده لا يهتم بهذا ويري لا دخل له بكل هذا المصاعب والمعوقات سوي انه يستمر ويزيد من ممارسة ضغوط نفسية علي (أصحاب الحلقة الأدنى) من اسند لهم انجاز العمل وهم يدبروا أنفسهم ويظل في حالة متابعة ومطالبته العجلة ودون تأخير والمطالبة بلا شي من الأخطاء عند الانجاز وليس لديه الاستعداد أن يغفر أي أخطاء مع انه لم يقدم أي معونات أو نفقات مالية تحفيزية للمرؤوسين لانجاز العمل ولا يطالب(صاحب الحلقة الأقوى ) حتى لا يغضبه أو يزعجه فيزعل منه .. ويريد أن يثبت له بأنه صاحب المهمات الصعبة .. وتجد أحيانا عدم مراعاة أن من اسند لهم العمل لم يقوموا بانجاز مثله عمل (سابقا ) ولم يتعلموا له سابقا ويفتقروا إلي وجود خبرات عملية سابقة لنفس العمل المطلوب ... وهكذا في جو من العمل يعاني(أصحاب الحلقة الأدنى) العاملين من ضغوط من مرؤوسهم .. فيحاول الكثير من العاملين التصرف بحذر وبما يضمن له حماية النفس من أي تهمة تقصير أو خطاء .. وحماية النفس حتى وان كان باتهام أو إلقاء اللوم علي الغير في حالة وقوع الخطاء .. وتجد أيضا البعض في أوقات كثيرة يحاول (أصحاب الحلقة الوسط) التهرب من تحمل مسئولية وانجاز عمل بنفسه وان كان يتوافق مع مهارته وكفاءته العالية أن وجدت والتهرب حرصا علي راحة نفسه وبعدا عن وجع الرأس أو حدوث الفشل لعجز في القدرات وتجنبا المسألة ويختلق الكثير من المبررات الكاذبة لتبرير الفشل وإعفاء نفسه من المسألة وانجاز العمل . وأحيانا عند وقوف الخطاء يتم تقديم (أصحاب الحلقة الأدنى) من اسند لهم انجاز العمل كبش فداء يحمل تبعيات وجزاء وقوع الخطاء ... المهم ترى (أصحاب الحلقة الوسط) في حالة من التهرب بقدر الإمكان أمام (صاحب الحلقة الأقوى) بان يرمي بالعمل إلي أحدا ما من (أصحاب الحلقة الأدنى) وتبعيات وقوع الخطاء ويختلق المبررات العظيمة أمام (صاحب الحلقة الأقوى) لتقبل تحميل العمل لأيا من (أصحاب الحلقة الأدنى) المرؤوسين .. وكثيرا ما يحدث هذا في حقول عمل.. ولا يكتفي (أصحاب الحلقة الوسط) بهذا بل أن فشل الإنجاز أن فشل العمل يتم تحميل الفشل لصاحب الحلقة الأدنى الذي حمل قهرا وأن كان غير ذي تخصص أو كانت هناك معوقات خارجة عن إرادته ولأسباب تخص حقل العمل وإمكانياته و رغم أن العمل فرض علية وتقبل التكليف بالعمل من قبل (صاحب الحلقة الوسط) مع عدم القبول للرفض حينها وان حدث الرفض لعدم مقدرة أو لوجود معوقات (يؤنب ويعاقب)... أما في حالة نجاح العمل يتسابق (صحاب الحلقة الوسط) نحو (صاحب الحلقة الأقوى) متناسيا انه تهرب في بأذى الأمر من العمل و يتم تفاخره غير المعقول وتفضيل النفس على زملاءه ممن أنجزوا العمل (أصحاب الحلقة الأدنى) المرؤوسين والإدعاء بأنه صاحب النجاح لقطف ثمرات النجاح لمصلحته الشخصية وحباً شديداً لذاته وارتفاع درجة الأنانية وحب النفس في أعماقه ولتكون حصة الأسد من المزايا له وحده (والفتات) من التشجيع إيانا كان نوعه إن وجد لمنجز العمل الحقيقي (صاحب الحلقة الأدنى) ... ومن المر (مر الصبر والعلقم) انك تجد أحيانا علم (صاحب الحلقة الأقوى ) بحقيقة الأمور و المنجزين وعلمه الأكيد بأنهم أكثر كفاءة من أصاحب الحلقة الوسط) ولكن (صاحب الحلقة الأقوى يغض الطرف) لأسباب شخصية . .. أو لعدم الارتياح لشخصية وصفات ذاتية لدي الأكفاء من (أصحاب الحلقة الأدنى) .... فيلحق هذا الظلم بقطاع العمل والبلد و بمن أنجزوا العمل من أصحاب الحلقة الأدنى المرؤوسين... هذا ما نجده في كثير من قطاعات وحقول العمل من ظلم جائر يوقعه الرؤساء بمرؤوسيهم والمدراء على صغار موظفيهم... ويزيد من ذلك وبالاً وظلماً غياب الهيكلة التنظيمية وضبابية تحديد المهام والاختصاصات لكل درجة وصفة وظيفية .. ولكل اختصاص وظيفي في حقل العمل...