عصام المطري
لم ينته العدوان على غزة، فغزة مليئة بالجراح، وعلى الأمة الإسلامية والعربية "شعوباً وحكومات وقيادات" سرعة تضميد جراحات غزة من خلال الجهاد بالمال، والإنفاق بسخاء من أجل إعادة البناء والإعمار لغزة المحرقة جراء ثلاثة أسابيع من التقتيل والعدوان والتصفيات الجسدية لرموز فلسطينية ومجاهدين أشاوس، فعلينا لملمة الجراح ولا ننسى العدو الصهيوني وأن يكون لنا رغبة في الانتقام جامحة من أجل الثأر للدم الإسلامي العربي الغزاوي كي لا يسير هباءً.
ولئن أوقفت الحرب على قطاع غزة فإنه من الأحرى بنا أن نجري عملية تقييم متأنية ومستبصرة نقيم من خلالها عملية تحرك الشارع العربي والإسلامي وأنه في مسيس الحاجة إلى عملية التعبئة الممنهجة من خلال الإعلام العربي الرسمي والأهلي والحزبي، المقروء والمسموع والمرئي من أجل إعادة الصياغة والتشكيل للنشء والشباب العربي والإسلامي مع الدعوة لرأب الصدع في العلاقات العربية العربية، والدفع بالعمل العربي المشترك قدماً إلى الإمام، وكذلك تفعيل التضامن العربي العربي، واستهداف مشروع الوحدة العربية بكل الرعاية والاهتمام، فقوتنا في وحدتنا، وتعاضدنا وتآزرنا، ولن تبنى غزة بعد الحرب إلا بتعاون كافة الأشقاء العرب والمسلمين، فلنمد أيدي العون وبسخاء من أجل تعمير غزة بعد أن استهدف العدو البنية التحتية وأصابها في مقتل.
إن غزة بعد الحرب حالاً يصعب على الكل، فالخراب مخيم عليها ما نحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات لإعادة إعمار غزة، فعلى الشعب العربي والإسلامي البطل المساند مد يد العون إلى غزة في جمع التبرعات في المساجد وفي المدارس وفي الجامعات، فغزة بعد الحرب مقطعة الأحشاء، ممزقة الجسد بادٍ عليها الإعياء والمشقة والتعب، وها هي اليوم وبعد الحرب تستغيث لإنقاذها من الخراب والدمار.
ولئن كان هذا هو وضع الأمة في غزة بعد الحرب فإنه من الأجدر بنا أن نسارع الخطى لإعمار هذا الجزء الغالي، ومطالبة الكيان الصهيوني بأن يتحمل تبعات إعمار غزة لقاء ما اقترفت يداه من خراب على هذه الأمة الإسلامية والعربية، وعلى رئيس السلطة الفلسطينية سرعة تقديم عريضة إلى المحكمة الدولية يطالب فيها بتقديم القيادات الصهيونية إلى المحاكمة بفعل استخدام الأسلحة المحرمة وتخريب غزة، واستهداف بنيتها التحتية بدفع تعويضات مادية.
إن على الأمة الإسلامية والعربية أن تتحد على مستوى القيادات والزعامات العربية والإسلامية ذلكم أن الشعب العربي والإسلامي موحد، وهو الآن صاحب قضية موحدة هي إعادة الحياة الدافئة لقطاع غزة عن طريق التبرع بمزيد من المال، فغزة بعد الحرب أضحت حالاً يصعب على الكل والله المستعان.