محمد أمين الداهية
الآن وغزة الحبيبة تنتظر الإعمار وإصلاح ما أفسدته آلة الحرب الصهيونية، يا ترى متى سيبدأ إعمار غزة وكيف ستساهم الدول العربية في عملية الإعمار هذه بغض النظر عن المليارات التي قدمتها الدول العربية لإعادة إعمار غزة وإنقاذ أهلها الجياع المشردين في وطنهم والذين يبحثون عن دورهم وأراضيهم التي جعل منها الركام تختلط ببعضها جراء القصف الصهيوني الحثيث الذي لم يستطع أن يحقق الجزء اليسير من هذه الحرب التي انتصرت فيها المقاومة وأيدت ذلك النصر بالمهلة التي أعطتها للدولة الصهيونية للانسحاب والتقهقر عن أرض العزة والكرامة، غزة الإباء والكبرياء، الآن المليارات العربية والإسلامية تتدفق على غزة ورغم هذه المليارات إلا أن العدو الصهيوني لا زال بمساندة من ربيبته أميركا يحكم الحصار على الحبيبة غزة ومتمسكاً بعدم السماح لأي دولة عربية أو إسلامية إمداد المقاومة البطلة بالسلاح اللازم الذي يمكنها من الدفاع عن أرض فلسطين عموماً وإننا الآن ننتظر أولاً متى سيتم البت في إعمار غزة وبأي طريقة وتحت إشراف من سيكون الإعمار، فإذا نجحت خطوة الإعمار وأعادت ما دمرته الحرب عندها سيبقى السؤال الذي ننتظره نحن العرب والمسلمين هو "نكون أو لا نكون" وما نخشاه حقاً أن تقف الدول العربية والإسلامية صامتة بذل تجاه الشروط الإسرائيلية والتي تفرض على الدول العربية والإسلامية عدم دعم المقاومة بأي نوع من الأسلحة أو الذخائر بينما الكيان الصهيوني والمعركة حامية الوطيس يتلقى الدعم من أميركا على مرأى ومسمع من العالم أجمع ونحن نعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية والإسلامية وواجب الدول العربية والإسلامية الدفاع عن هذه القضية بكل الوسائل وبمختلف الأساليب وعليها أن لا تعير الشروط الإسرائيلية أو الإملاءات الأميركية أي اهتمام، وأن أبطال المقاومة يجب أن يتلقوا الدعم بمختلف أشكاله وهذا أقل واجب تقوم به الدول العربية والإسلامية تجاه قضيتهم مع الكيان الصهيوني، فإذا استسلمت الدول العربية والإسلامية ووقفت عاجزة عن مناصرة أبطال المقاومة وإمدادهم بما يضمن تصديهم للكيان الصهيوني الذي يسعى إلى تحقيق حلمه الأحمق وإقامة دولته من النيل إلى الفرات عندها تكون الدول العربية والإسلامية قد مدت يد العون للكيان الصهيوني وساعدته على المضي قدماً في مخططه الهمجي، أما المقاومة فبمثل ما أيدها الله بالنصر في حربها مع الكيان الصهيوني، فلن ينساها الرب أبداً، وسيكون معها في كل وقت وحين.