احمد عمرابي
حظيت المقاومة الفلسطينية بثناء خاص في مؤتمر القمة العربية المنعقدة في الكويت، لكنه ثناء فارغ المضمون، فتوجه القادة العرب في البيان الختامي «بتحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة في مواجهة العدوان الإسرائيلي»، كلمات قوية حقاً، ولكن إذا كان هذا الإكبار وهذا الإجلال يعني شيئاً فلماذا لم توجه أصلاً دعوة إلى ممثلي فصائل المقاومة الباسلة للمشاركة في اجتماع القمة ليتحدثوا بالأصالة عن أنفسهم؟ لماذا هذا التغييب.. وبأي مبرر؟
حول هذه المسألة وغيرها اختلف القادة العرب مما تعذر معه إصدار بيان تفصيلي إلى الأمة العربية، ولذا جاء البيان الختامي مقتضباً، وكما قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فإن «الاضطراب العربي القائم أدى إلى الاكتفاء بهذا البيان (المقتضب)». وثمة مسألة رئيسية أخرى احتد حولها الخلاف بين القادة وهي مشروع مبادرة السلام العربية التي طرحت على إسرائيل من خلال قمة عربية قبل بضع سنوات وعرض فيها العرب على الدولة اليهودية تطبيعاً عربياً كاملاً في مقابل جلاء إسرائيلي كامل عن كافة الأراضي العربية المحتلة.
وعلة الخلاف هي أنه بينما طالب بعض القادة بسحب المبادرة أو على الأقل تعليقها فإن البعض الآخر رأى الإبقاء عليها. وهو خلاف غريب لأنه يدور حول مشروع عربي ميت عمليا، فقد قتلته إسرائيل قولاً وفعلاً من قبيل الرد تقدمت الدولة الإسرائيلية باقتراح مضاد مستحيل.. وهو مطالبتها بالاعتراف والتطبيع العربي أولاً.. ومن ثم يصار بعد ذلك إلى مفاوضات حول مستقبل مشروع شبع موتاً؟
لأن إلغاء المبادرة بصورة رسمية على مستوى عربي شامل سيعني أن العرب قرروا إغلاق باب التفاوض، وبالتداعي المنطقي فإن هذا بدوره ينبغي أن يعني بصورة ضمنية أن الدول العربية انتقلت إلى حالة «لا سلام» مع إسرائيل بما يعني بالضرورة أن يعلن العرب رسمياً سياسة جديدة تقوم على دعم المقاومة علناً.
وجاءت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتفضح هذه الازدواجية، ففي أثناء مجريات الحرب تبنى البعض بالاتفاق مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لعبة دبلوماسية لمساعدة الضغط العسكري الإسرائيلي الهادف إلى تدمير فصائل المقاومة.