;

ترويض الدمار والجوع 840

2009-01-24 23:49:49

عبدالباسط الشميري

(1)

التوصيفات والتعابير لا تهم حسب اعتقادي.. حنجرة غزة كلها تشكو من كل شيء، من العدوان الإسرائيلي، ومن العرب ومن السلطة المسماة شرعية، ومن قنابل الفسفور ومن مكر يهود! ومن مجلس الخوف ومن الأرض المحروقة ومن كل شيء.. حتى من الموت نفسه.

كل ما في غزة يئن ويصرخ كطير يذبح ويسلخ ببطء، أطفال غزة منهكون ومتعبون والكل يستغل طيبتهم، لقد تحولوا إلى بضاعة يتاجر بها القريب قبل البعيد والصديق قبل العدو.. هل شاهدتم ظلماً وعذاباً أكثر من ذلك؟ قال صديقي الذي زار غزة قريباً: لم نكد نصل إلى معبر رفح حتى سمعنا دوي انفجارات التفتنا يمنة ويسرة رد علينا ضابط المعبر لا شيء هذا صوت انفجارات، لقد مرت طائرة صهيونية وألقت بحمولتها من متفجرات هناك بجانب المعبر، لم يكد الرجل ينهي حديثه حتى التبس عليه الأمر، فيواصل ويقول في مشهد آخر كان.. أمامنا يقف رجل مسن كنا نعتقد أن الشيخوخة قد أنهكته لكن هذا الظن غادرنا عندما قام الرجل وضرب بعصاه الأرض وقال بصوت الإنسان العاشق للأرض هذه أرضنا ونحن هنا، وسنبقى هنا، وسنموت هنا... وإلخ!

مشاريع الطرق مدمرة، مشاريع الكهرباء مدمرة، مشاريع المياه مدمرة، كل شيء مدمر في هذه المدينة، يقول السكان لقد دمروا كل شيء في هذا المكان، لكن روح المقاومة والصمود لن يدمروها في نفوسنا وسنبقى صامدين.

في مرة قالت إحدى الزائرات لجنوب لبنان ابان الاحتلال والقصف الصهيوني للجنوب. "الاقطاع السياسي مصر على احتكار كل شيء هنا، الأرواح هنا ليست هامة، المهم الزعامات و"الحرتقات"، هذا بينما الشعب في الجنوب يأكله المرض والحرمان، لقد سدت المنافذ في وجوهنا ولم يبق لنا من بديل سوى العمل الشعبي، هذا في الجنوب وفي غزة اليوم ما يشبه الجنوب اللبناني عشرات المرات لقد تجاوزت آلة الحرب الصهيونية المسافة الافتراضية بين الجنوب اللبناني وجنوب وغرب وشرق وشمال غزة، لكن أهل غزة صامدين وستذهب الاتفاقيات والسمسرة والرهان وحتى "البروتوكولات" لم تعد ذات أهمية عند أهالي غزة والبقاء للإنسان.. للروح الفلسطينية الصامدة!

لقد ذهب الجميع لإعادة جمع الفرقاطات والسفن الحربية لتحاصر الحصار ذاته نعم لقد بدأ توافد سفن وفرقاطات المجتمع الدولي بعد أن شاهدوا قوة هذا الشعب، شغب غزة وهم يستقبلون القنابل العنقودية والفسفورية بصدورهم العارية فزعوا بل ارتعدوا فكان القرار حشد القوات والسفن لمحاصرة الحصار وتدمير الدمار، نعم لم يقوى العالم على إيقاف العدوان ولا على فك المعابر فكان القرار حصار الأطفال والنساء والأشجار والأحجار، كان القرار حصار الجرحى والموتى، كان القرار يركز على تشديد الحصار وكما ترون عبر شاشات التلفزة.

أما نحن فلم يكن بأيدينا إلا أن نقول قاطعوا بضائع المجتمع الدولي الأعور، لا تشتروا بضائعهم، لا تقربوا بضائعهم البخسة والمسرطنة، نعم إنهم يدعمون إسرائيل بأموالنا، يدعمون العدو بأموال العرب ويطلقون على حملتهم تلك ترويض الجوع، فهل تقوى أخي الحبيب على هجر كل ما هو أميركي وغربي حتى يعيد هؤلاء الأوغاد حساباتهم، الإجابة والله إننا نقوى لكن كيف؟ ولماذا؟ ومن أين نبدأ؟

هذا هو السؤال الكبير الذي يحتاج لإجابة واضحة وصريحة.

abast 66 @ hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد