عصام المطري
المعاناة التي تجرعها متقاعدو تعز جد عظيمة وكبيرة، فقد حرموا من استلام فوارق إستراتيجية الأجور والمرتبات لفترة طويلة ، وصرفت للبعض إلا أن ألف ومائتين وخمسين لم يتسلم فوارق الزيادة أسوة بزملائهم مما أشاع مشاعر التذمر والسخط على الدولة التي لا تراعي الحق العام ومقدرات الضرر الذي يلاقيه هؤلاء المغبونون جراء تأخر صرف مستحقاتهم المالية، ولا ندري ما هي الحيثيات والأسباب الفعلية التي أجازت تأخر صرف المستحقات المالية طبعاً لسياسة إستراتيجية الأجور والمرتبات الجديدة، فالأسعار تضاعفت ، وأصحاب المنازل وملاك البيوت رفعوا أسعار الإيجار على ذمة الزيادة المالية المعلنة التي لم يتم استلامها، فقعد المتقاعدون في أزمة جراء تضاعف الأعباء عليهم، ولم يجدوا حلاً مجدياً لأزمتهم هذه، فبعض المؤسسات صرفت مستحقات المتقاعدين في تعز إلا المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية، والمؤسسة العامة للكهرباء ، فمعظم آبائنا وإخواننا المتقاعدين في تعز المغضوب عليهم لم يتسلموا فوارق الإستراتيجية المالية.
فهنالك في الشارع الشعبي والجماهيري من يبدي تعاطفاً ليس له نظير مع هؤلاء المتقاعدين، وبعض الفعاليات السياسية تعزم العقد على تبني قضيتهم العادلة، وعليهم أن يركبوا البحر، ويركبوا الأخطار من أجل الوصول إلى حق من حقوقهم، ونستغرب في هذا البلد المعطاء لا يأتي الحق إلا بعد مطالبه، وجريان في أروقة المكاتب وعند المسؤولين وصناع القرار، ونحن في صحيفة "أخبار اليوم" إذ نتضامن مع أولئك المتقاعدين لنضع الأمر اليوم بين يدي الأخ النشط الأستاذ / نعمان الصهيبي وزير المالية وكلنا أمل أن نلقى التجاوب ويتم الإسراع في صرف كامل المستحقات لهؤلاء المتقاعدين المغلوبين على أمرهم ولكنا أمل أيضاً أن يتفاعل الوزير النشط مع ما ينشر في صحيفة "أخبار اليوم" تفاعلاً إيجابياً من خلال رفع الحيف والظلم والتعسف عن كاهل هؤلاء المتقاعدين الذين يعيشون اليوم بأجور مهضومة فكيف بالله عليكم سيتمكنون من تغطية العجز في النفقات؟؟
لقد راعني ما قرأت في بعض الصحف بأنه يتم صرف الزيادة وإضافتها على المرتب من الشهر الثاني للزيادة في بعض دول الخليج ولا تتأخر الزيادة إنهم أُناس عرفوا كيف يكسبون شعوبهم وكيف يتقربون لهم ، فالحقوق يجب أن تأتي بدون "ملاحقة" وبدون أي جهد يبذل، فهذا حق مكتسب يأتي أوتوماتيكياً إلا عندنا فإننا لا نحق حقاً ولا نبطل باطلاً فأما الموظف الغلبان لا بد من جرجرته إلى أروقة المكاتب "وبهذلته"، فما بالك بالمتقاعدين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة الدولة، فمن الواجب على الدولة، أن تكرمهم، وكذلك تذليل العقبات والصعوبات أمامهم لتسليم كامل حقوقهم من غيرهم ومن غير أن يبذلوا أدنى جهد ممكن، فنحن معهم وندين الدولة ممثلة بوزارة المالية.. الوزارة المسئولة عن صرف المستحقات المالية لهؤلاء المتقاعدين المظلومين الذين وقع عليهم الحيف والظلم والله حسبنا ونعم الوكيل.
