شكري عبدالغني الزعيتري
مهما جمعت من أموال بالطرق غير المشروعة والمنبوذة ديناً ومجتمعاً ومن خلال أساليبك الملتوية.. ووسائل اللف والدوران أو تلفيق الأكاذيب بالخداع والغش على الآخرين ممن يتعاملون معك.. أو الاجتهاد في أكل حقوق وأموال الغير والسطو عليها.. ومهما كان شكل قصرك الذي شيدته بالأحجار المنجورة "بالوقيص" والملونة التي جلبتها من جبال صعدة "البيضاء والخضراء أو من جبال الراهدة الملونة الحمراء المموجة وتكلفت الكثير من المال لأجور نقلها ونحتها لتزيد من قصرك جمالاً، ونجرت جلياً رخاماً لحوشك، وغرسته أشجاراً مخضرة لتجلب إليه الروعة والإبداع والإعجاب لكل مشاهد "مار بجواره وزائرا".. ومنازل الفلل لأبنائك ومهما حافظت على صحتك وعافيتها ليطول عمرك عيشاً رغيداً باستخدام "السونا والجاكوزي والنادي الصحي" ملحقات قصرك التي جهزتها، ومهما مارست رياضة المشي فجراً، ومهما اتبعت إرشادات الأطباء بفحوصات وتحاليل طبية دورية لجسمك الذي ينمو سحتاً، ومهما أكثرت من شرب العسل الذي يهدى لك ابتزازاً من راشوك وأكثرت من تناوله إيماناً بقوله الله تعالى: "وفيه شفاء للناس" مع تناسيك قوله تعالى: "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"، ومهما جمعت من أصدقاء ومناصرين حولك لمساندتك وتأييد أفعالك الشيطانية وتدليسك على الآخرين وخداعك وابتزازك أموال الناس بعذر تقديمك خدمات المنفعة وتحت مبدأ "انفعك تنفعني"، وان اجتمع حولك أناس "نفرا" عديمو الدين والأخلاق والمبادئ أمثالك، ومن صغار القوم وحثالة المجتمع المستغلين بين الحين والآخر فما هم إلا متمصلحين من وراء خداعك وتلصصك لأموال الوطن والشعب المظلوم، هذا الشعب الممتحن ببلاء اعتلاءك الوظيفة العامة ذات الصلاحيات والنفوذ الواسعة، وإن استطعت جمع أهل الأرض جميعاً حولك ولن تستطيع لأن الشرفاء سيأبون ويرفضون مقت الاجتماع حولك وهم أكثر من أعوانك ومناصريك للشر وظلم الآخرين وأكل حقوق الغير، وإن صعدت ليكون مقعدك بين النجوم لا يطولك أحد وقويت ليكون سلطانك وقوتك تفوق سلطان وقوة فرعون، وإن صلت وجولت وسعيت سعي الوحوش الضارية وجمعت مالاً يفوق مال "قارون"، وإن جلبت وسائل وأدوات "العيش الرغيد الهنيء المرفه" فلن ينفعك ذلك شيئاً، فوالله عمرك الذي تحرص عليه سيكون إلى "السبعين" عاماً وقد يزيد أو ينقص قليلاً فلن تعمر أبداً ولن تشتري عمراً آخر بأموالك المشبوهة، فستكون "ميتاً" وإن طال عمرك عن "السبعين" وأكثر أو أقل نيفاً، في نهاية المطاف أنت عظاماً نخرة وتراباً في لحد قبر تحت الأقدام، ولن تذكر بكلام "طيباً" وإنما بأقبح القدح من الكلام "ذماً"، وربما لن يكون لك من دعاء ولد صالح لأنك اجتهدت في إطعامه سحتاً وحين تأتيك ساعة اللقاء ليوم الاحتضار بنزول "عزرائيل" إليك لقبض روحك حينها ستترك كل شيء وكل ما جمعت من أموال خزنتها، وقصراً وشيدته جمالاً ورونقاً وفلل بنيتها، وما ستأخذ معك إلا قماش "ابيضا" وقليل عطر اسمه "جنة الجنتين وآخر اسمه جنة النعيم ومثله" تنبذه اليوم حياً وتتهرب من رائحته "فرسخا" حتى لا يذكرك باليوم المشؤوم عندك حين تلقى ملائكة "السين والجيم" وحين يكون قبرك حفرة من جهنم، فاتعظ واعتبر: أين "فرعون وهمان وقارون" من كانوا أشد منك قوة وعتاد ومالاً..؟
هم اليوم في جهنم، والعياذ بالله منها لي ولكل رجل "عابد" يرى الله تعالى أمامه "البصير" وهذا اسم من أسماء الله الحسنى وصفاته "العليم والعالم والمحيط والقريب والسميع.." أي الله المطلع على كل شيء، العالم بسرائر وكنايات النفوس والمحيط بما في الصدور، والعليم بالذرة ونواها، والسميع بالنمل وما تحيك في جحورها، فما أجملها من أسماء وصفات لمن يتق الله في كل أعماله وأفعاله.
واختم القول: ندعوكم يا عباد الله ممن تتلصصون ونقول لكم: متى ستكون التوبة؟ والموت قريب وقادم والعمر ثوان ودقائق.<
Shukri alzoatree @ yahoo