كروان عبد الهادي الشرجبي
لا أعرف إذا كان الجميع يشاركونني هذه المشاعر الطيبة تجاه البطاطا أم أن لها في نفسي وقع خاص وذكريات طفولة لن تنسى فقد ارتبطت البطاطا بالمدرسة فقد كان المصروف نشتري به "الشيبس" وحتى عندما كبرنا لا نذهب إلى السوق إلا ونشتري "الشبس" فإنها ترتبط معي بعلاقة وجدانية لأنها دائماً معنا وتشاركنا اللحظات الحلوة والمرة ولم تفارقنا يوماً لا في السراء ولا في الضراء.
والحقيقة أن البطاطا صنف معطاء من الخضار، مرة تأكلها مسلوقة ومرة مقلية ومرة محشية إضافة إلى أنها سريعة التآلف مع أي صنف آخر فلا مشكلات بينها وبين بقية الخضروات فهي ممكن أن تطبخ مع اللحوم والأسماك ومع كل أنواع الخضار ومن درجة تواضعها تقبل بالتوافق مع البصل والثوم.
ومن شدة تواضعها كانت تسمى غداء الفقراء.
والدليل على ذلك غناء الصبوحة "عالبساطة البساطة قد يش مستحيلة عيش جنبك يا بوا الدروايش تغذيني جنبه وزيتونه وتعشيني بطاطا" لا تستغرب عزيز القارئ فما أردت أن أوصل من هذه المقدمة هو أن البطاطا التي كانت تسمى غداء الفقراء أصبح الفقراء لا يستطيعون الوصول إليها لغلائها.
والله يكون في عون الجميع ،،
