جمعه إبراهيم منصور
كثيرة تلك الحقائق والوقائع التي تعبر عن الدسائس والطعن في جسم القضية الفلسطينية والتي تمت الإشارة إليها بشكل عابر، إضافة إلى ما ورد في مقابلة محمد نزال، ومنها عمليات التجسس التي يقوم بها جهاز الأمن الوقائي برئاسة دحلان، وما تقوم به المخابرات الفلسطينية من تجسس على الأنظمة العربية والإسلامية.
ولست أدري لصالح من يتم توظيف ذلك؟ وأخيرا عملية تدريب مجموعة من عناصر الأمن الفلسطيني بمصر تحت إشراف دحلان، وذلك قبل الاعتداء الإسرائيلي على غزة؛ وحسبما أذيع فإن الغرض من إعداد هذه المجموعة هو لاستلام غزة بمجرد انهيار المقاومة والقضاء على حماس من قبل إسرائيل، وذلك لإعادة غزة إلى بيت الطاعة برئاسة محمود عباس، حيث حسب تقديرهم ستكون مهزومة مكسورة وستعود طائعة.
وهذا الأمر يبدو أنه متفق عليه بين إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية "سلطة عباس"؛ هذا الثلاثي الذي أثبت أنه منذ البداية كان يعلم بالعدوان وموافق عليه، وهذا ما أكدته مواقفه وربما مباركة بعض الأنظمة العربية له وبرعاية أمريكية.
ومما يؤكد ذلك تصريح رئيس وزراء بني صهيون أولمرت الذي قال إن بعض الحكام العرب طلبوا منه عدم إيقاف العدوان حتى يتم القضاء على المقاومة، وتبعه تصريح رئيس الكيان الصهيوني بيريز الذي قال إن بعض الحكام العرب طلبوا من إسرائيل تخليصهم من حماس هذه الشوكة التي تسبب لهم الأرق وعدم الراحة للسيطرة على شعوبهم.
وكل ما أتمناه لمن يعطيه الله طول العمر أن يتمكن من الاطلاع على محتوى الوثائق السرية لهذه البلدان التي عادة يفرج عليها بعد انقضاء مدة معينة حسب قانون كل بلد ليروا الحقائق والفضائح والخيانات، وعليهم إطلاع الجيل الصاعد عليها الذي بحكم سنه لم يعِ هذه الدسائس والخيانات التي مورست وهم في مرحلة الطفولة حتى يعرفوا تواطؤ الحكام العرب في مختلف مراحل الصراع، بدءا من كامب ديفيد إلى مدريد وأوسلو ووادي عربة إلى مبادرة الخنوع والاستسلام..
وجميعها قدمت أرض فلسطين لإسرائيل على طبق من ذهب وأعطتا الكثير ولم يؤخذ منها شيء سوى الرفض والتعنت والتمادي في العدوان على شعبنا بفلسطين؛ والشيء الوحيد الذي أعطته إسرائيل للحكام العرب هو الرفض والذل والإهانة والتسفيه، وآخر ذلك بعد العدوان على غزة الصفعة التي أعطتها لرئيس النظام المصري الذي يدعي أنه صاحب مبادرة؛ فمتى يستيقظ الحكام العرب ويعدلون عن سياساتهم ومواقفهم التي تمثل الخنوع والخيانة؟<
