;

متى سيكون للإنسان اليمني "ثمن وقيمة"..؟ 862

2009-01-27 23:40:26

شكري عبدالغني الزعيتري

إن الإنسان العربي والمسلم يعتز بنفسه ويتفاخر بأنه عربي ومسلم كما يسعى نحو الأمان والسلامة لجسمه من أي مرض بالوقاية ومن أي عوارض باتخاذ إجراءات السلامة، إلا أن الغرب الأوروبي في أوروبا وأميركا يرون بأن العربي بدوي، بربري، متخلف، وكثير من الأوروبيين عند الجلوس مع بعضهم وسماع كلامهم يتحدث عن العرب، وبنقد حاد والذي يصل لدى بعضهم إلى "اشمئزاز"، وتلحظ من البعض عدم المبالاة والاعتبار للإنسان العربي، ويرى بأن لا قيمة ولا ثمن للعربي المسلم، مقابل الأوروبي، فترى أن قتل أو مات نفر من الغرب "قامت الدنيا وقعدت"، وترى إن قتل ومات الآلاف من العرب المسلمين لا ضير في ذلك ولا اهتمام.. وعند أنظمة الحكم والحكومات في الأوطان العربية عامة، وفي بلدننا اليمن خاصة ولدى حكومتنا البارة يظهر لنا ويتجلى بأن لا قيمة للإنسان اليمني ولا ثمن له، وتتضح الصورة شاهدة لما نقوله إهمال الجهات الحكومية المختصة لإجراءات السلامة والأمان المرورية وخاصة في طرق السفر الطويلة ما بين المدن اليمنية إذ لفت انتباهي عندما انطلقت مسافراً بالأسبوع الماضي "من أمانة العاصمة إلى مدينة إب ومن ثم مدينة تعز ثم مدينة المخا ثم مدينة عدن ثم الرجوع إلى مدينة تعز"، ورأيت إهمالاً شبه كامل لإجراءات السلامة والأمان المرورية في طرق السفر الطويلة التي سلكتها وغيرها، فعلى سبيل المثال وليس الحصر: وجدت بأن كثيراً من خطوط الشريط الوسطي "الأبيض" المرسوم في منتصف الطرق قد محيت ولم تجدد رغم أهميتها للسائقين كمعلم فاصل بين "الذهاب والإياب" لسيارات المسافرين، كما أن كثيراً من سراجات العاكس الفسفورية المثبتة على شريط الحزام الوسطي "الأبيض" قد تقادمت ولم تعد تعكس أضواء للسائلقين "ليلاً" ولم تجدد، بل طرق سفر أخرى لا يتواجد فيها هذا النوع من سراجات العاكس الفسفورية التي تعكس الإضاءة رغم أهميتها "ليلاً" كمعلم فاصل بين سيارات المسافرين "الذهاب والإياب"، وأيضاً اتجد أن الخطوط الصفراء التي ترسم على جانبي طرق السفر بعضها محي والبعض من طرق السفر لا توجد بها رغم أهميتها كمعلم للسائقين لكي يتنبهوا لحالات الخروج عن خطوط سيرهم عند السير الإسفلتي وبالتالي تفادي حوادث خروج السائقين عن خط السير الإسفلتي ولما قد يعرضهم لانقلاب سياراتهم، كما تمثل هذه الخطوط الصفراء على جانبي الطريق كمعلم عند نزول "الضباب" أو هطول الأمطار الغزيرة والتسبب في انعدام رؤية لدى السائقين، وأيضاً ستجد انعدام الإشارات المرورية "إلا ما قل منها" في بعض خطوط طرق السفر ولما ثبت قبل سنين مضت ولم تجدد لما تقادم منها رغم أهميتها كمعالم مسبقة للسائقين بما قد يواجهه من انحدارات أو منعطفات أو متعرجات أو هبوط أو صعود أو انتشار نقاط عسكرية تفتقر للإضاءات رغم أهميتها لتنبيه السائقين "ليلاً" بأن أمامهم نقطة توقف "عسكرية" ليهدئ السائق من سرعة سير سيارته إذ نجد السير في خطوط "مظلمة" ليلاً" مما يؤدي كثيراً لمفاجأة سائقين بالنقطة العسكرية بل في بعض نقاط عسكرية تعرض رجال الأمن في نقاط تفتيش لحوادث مرورية "ليلاً" بسبب الظلام وعدم رؤية سائقين من مسافة مسبقة للنقطة، وأكثر إهمال من ذلك نجد وجود قصور في الإسعافات الأولية للمصابين في حوادث مرورية ابتداء بانعدام توافر المعدات لتفكيك الحديد لسيارات تتعرض لحوادث الاصطدام أو الانقلاب ويؤدي إلى التواء حديد السيارة وتداخله مع بعضه ويؤدي ذلك إلى انغلاق منافذ السيارة ومخارج للركاب المصابين وبعضه يؤدي إلى صعوبة الوصول بيسر لجثث موتى في حالة وجود "وفيات" مثلاً انعدام توافر المعدات "كمناشير كهربائية والآلات تفكيك الأكسجين ومقصات الضغط اليدوية والرافعات واليات الشد وحبال أسلاك حديدي والونشات وغيرها.." لدي رجال الإسعاف الموزعين والمتواجدين بسياراتهم "الإسعافية وشرطة النجدة" في البعض القليل من مواقع طرقات وخطوط السفر، حتى مراكز الإسعافات الأولية لم تتوافر بل ينعدم وجودها في كثير من المدن الثانوية، فيموت المواطن المصاب بحادثة مرورية لنزف دم أو جراح كان من الممكن إسعافها لتفادي الموت، حتى من يريد من المواطنين التطوع لإسعاف مصابين يتخوف من إجراءات الأمن واتهامه وعرقلة عودته بعد تطوعه الخيري إلى حياته الطبيعية بانصرافه من إدارة الأمن أو المرور إلا بعد ساعات من الاستجواب شديد اللهجة، أو أيام حتى يثبت بأنه ليس الفاعل بالمصاب وأنه ليس من صدمة في الطريق إن مات المصاب.. كم .. وكم .. وكم سنتحدث عن أخطاء تتواجد في طرق سفر تؤدي بكثير من المواطنين المتعرضين لحوادث مرورية إلى الهلاك أو الإعاقة المستديمة نتيجة قصور في الإسعافات الأولية، لماذا لا تتنبه جهات حكومية مختصة "إدارة المرور ووزارة الصحة ووزارة الأشغال والطرق وغيرها من ذات الاختصاص" للإسهام في التقليص من الحوادث المرورية وتبعياتها من الهلاك للكثير من المواطنين إلا يدلل هذا الإهمال من جهات حكومية لإجراءات السلامة والأمان المرورية لا قيمة ولا ثمن للمواطن اليمني ونقول لوزراء ومتنفذين في الجهات الحكومية المختصة: متى سيكون للإنسان اليمني "ثمن وقيمة" عندكم..؟

نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الإلكتروني للكاتب Shukri alzoatree @ yahoo

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد