;

الإعلام أصبح إعداماً 871

2009-01-27 23:45:05

كروان عبد الهادي الشرجبي

هناك مقولة سمعت عنها تقول: "البطولة ليست أن تصنع الحدث أو تؤثر فيه، ولكن البطولة الحقيقية في ألا تدع الأحداث تغيرك أو تؤثر فيك".

تذكرتها وأنا أشاهد التلفاز وفي يدي "الريموت كنترول"؛ لأن الإعلام أصبح إعداماً، أصبح الإعلام عربة من دون حصان وأن وجد الحصان فهو دون لجام، أصبح عربة تجرف كل ما تجده أمامها فاقدة أهلية التحكم.

فقد بات الإعلام ساحة للمنافسة الشرسة التي لا تعرف ضوابط وكل من يملك يداً أو رجلاً أو حتى ظفراً يكشر عن أنيابه ويبدأ المعركة.

الإعلام أصبح غابة البقاء فيها للأقوى والأقوى هو من يستطيع جذب المشاهد وضمه إلى فضائه لأن المشاهد هو الاستثمار الحقيقي الذي يعود بالمنفعة إلى أصحاب تلك الفضائيات.

فتجد قنوات "باسم الدين" وتضحك على عقول البشر مثل تلك تعرض لحل المشكلات والأمراض فيظهر شخص لا شكل ولا هيئه يشيران إلى أنه حتى مسلم فترى أساور في يده وخواتم في أصابعه إلى آخره وعندما يتكلم ليحل المشكلات يحلها عن طريق القرآن والأمراض أيضاً عن طريق آيات من القرآن طبعاً هو لا يحفظ وإنما يقرأ من ورقة ويقول اقرأ تلك الآية خمس مرات وسوف تشفى.

أنا هنا لا أعترض على القرآن أو الدين ومسألة إدخاله في القنوات ولكن مسألة العبث بعقل المشاهد، هنا يكمن الخطر.

وهناك قنوات أيضاً باسم الدين ولكنه دين غير الدين الذي نعرفه فهي تلهي الناس بأمور تافهة وسطحية، الغرض منها تشويه صورة الإسلام الحقيقية.

وتحت شعار الحرية السياسية انتشرت قنوات تعمل على نشر الفتنة وتستنهض العداوات.

وهناك قنوات تحت ستار حرية مناقشة القضايا الاجتماعية اعدت برامج تناقش أموراً لا يجب أن تناقش، فمثلاً مناقشة العلاقات خارج إطار الزواج، فقد أحضر معد البرنامج فتيات لا يعرفن معنى الأدب، فقد كان كلامهن وقحاً ومبتذلاً.

وما يزيد الطين بله بث تقرير لبائعة هوى وترتدي عباءة ونقاب، وهي تتحدث عن تفاصيل علاقة غير شرعية.

تخيلوا مستوى الانحطاط الذي وصلت إليه قنواتنا وكل ذلك تحت ستار الحرية الإعلامية والواقعية.

أي حرية وأي واقعية تلك؟

لذلك أنا تذكرت تلك المقولة فليست البطولة أن تصنع حدثاً ولكن ألا تترك الحدث يؤثر فيك لأن بعض القنوات أصبحت تبحث عن القضية التي تمثل حدثاً غير مدركة أنها ليست بطولة وليس إعلاماً.

فالمطلوب من أصحاب العقل والمبادئ والقيم والقناعات المطلوب منهم الثبات وسط أعاصير الإعلام وفيضاناته، المطلوب أن يكون العقل واعياً لما يحاك ويطرح، المطلوب المواجهة بالرفض وعدم الانجراف.

KARAWAN2001@HOTMAIL.COM

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد