محمد أمين الداهية
اعتقد أن كل إنسان عاقل ميزه الله بالعقل السليم والصواب الحسن يرفض تماماً أن يكون وطنه في يوم من الأيام ساحة لمعتركات سياسية أهدافها شخصية وضحيتها مواطنين يتمتعون بنوع من الغباء وينقادون بسهولة لخدمة أعداء الوطن أرضاً وإنساناً، إن وطننا الحبيب بفضل الله ما زال يتمتع بوجود الأوفياء والشرفاء الذين يأبون بكل إصرار جر الوطن إلى الهاوية، مهما كانت الظروف ومهما بلغت المبررات السياسية أو غيرها، ولكن ورغم ذلك ثمة من يحاول إثارة الفتن في وطننا الحبيب وزرع الفرقة ومبدأ الكراهية والحقد بين أبنائه تحت مبررات واهية لا عقل يقبلها ولا منطق وقد لاحظنا أثر ذلك من خلال المناقشات التي تحدث في مختلف الأماكن سواءً أماكن المقايل والدواوين أو على وسائل المواصلات أو غير ذلك حيث نجد البعض متمسكين بآراء تحمل الكثير من الحقد والكراهية ليس على جهة معينة فقط بل على مستوى المواطنين أنفسهم، يبدو أن مثل هؤلاء الناس غير مستوعبين ومدركين مدى تلك الحماقة التي يمارسونها إزاء حوارات ومناقشات سخيفة تظهر حقداً مستحدثاً وتولد بغطاء يعود أثرها تدريجياً على المجتمع ككل يجب على كل مواطن حرٍ شريف أن يتحمل مسؤولية الحفاظ على هذا الوطن ووحدة أبناءه، إن الوطن اليوم في أمس الحاجة إلى تظافر الجهود والوقوف يداً واحدة ضد كل من يتربص به ويسعى للنيل من مقدراته ووحدة أبنائه، لا بد على وسائل الإعلام أن تقوم بواجبها التوعوي تجاه هذا الوطن وإثراء الشعب عموماً بمختلف فئاته بكل ما يعمق ويوطد الولاء الوطني وحب الوطن الذي نجده يكاد أن يضعف وبالذات عند النشء من الشباب بسبب سيطرة الفضائيات الأخرى على عقولهم والتي أصبحت لا تبحث إلا على ما يشبع رغباتها في مختلف وشتى الأشياء عدا الولاء الوطني، لا بد على وسائل الإعلام أن تستعين بمختصين وعلماء نفس من أجل إيجاد برامج توعوية هادفة ومقبولة عند النشء والشباب في مجال حب الوطن والولاء الوطني الذي لا بد أن نلمس ثمار هذه البرامج في نفوس أبناء هذا الوطن من النشء والشباب، إن النشء والشباب هم من بأيديهم مواصلة طريق الشرفاء في الحفاظ على الوطن وصون مقدراته ووحدته العظيمة، إننا نطالب وزارة الإعلام البت في هذا الشأن ويجب عليها أن لا تتهاون في مثل هذه المطالب ونتمنى أن نرى ونلمس اهتمامها في أسرع وقت ممكن.