شكري عبدالغني الزعيتري
لسان حال موظف في أحد الحقول الإنتاجية يقول: سبع سنين من العمل مرت لزميلي الذي جاء واعتلى كرسي مسؤولية إدارية في حقل عملنا الإنتاجي وبذلك كان مسؤولي المباشر قبل إزاحتي عن طريقه بان اتبع كل أساليب الكيد والخداع وتليق الأكاذيب للوصول إلى من هو أعلى منه "صانع القرار" لإقناعه إبعادي من أمامه... ومن ذلك اليوم يكون سبع سنين مرت على إدارته "زميلي" وكان خلالها ذكياً في رسم مخطط لنفسه لتحقيق "السن": تحقيق سعة من المال والتخلص من طفر.
و"الباء": بيع للمبادئ والقيم.. وبيع الأخلاق إن كان السلطان بتمرير ما يتوافق من الأهداف الشخصية الخفية.
هذا كان نهج زميل المتحدث عند المرحلة الأولى التي انهى خلالها شيد قصراً وراكم مال، وعزم على بدأ المرحلة الثانية لمخطط الأهداف الشخصية والأنانية والمشبوهة منذ بداية العام الحالي 2009م وهي "بناء الفلل للأبناء والأحفاد".. هذا كما روى لي لسان المتحدث عن زميله.
وزاد وقال: دعانا زميلي للحضور إلى بيته في أحد أيام أسبوع مضى وولى وكان "يوم خميس".. أعد فيه يوم ضيافة ووليمة حفلة غداء ومقيل أقامها في بيته في أحد ايام أسبوع مضى وولى وكان "يوم خميس".. أعد فيه يوم ضيافة ووليمة حفلة غداء ومقيل أقامها في بيته بمناسبة اتمام عمارة قصره "الفخم والفاخر" ودوله إليه للسكن وتسمى لدينا اليمنيين في لهجتنا العامية "وكيرة".. وفي اليوم المحدد للدعوة "يوم الخميس" ذهبت بالساعة الواحدة والنصف ظهراً لإجابة دعوة زميلي، وبعد اكتمال تجمع المدعوين بالساعة الثانية ظهراً.ز فرش مائدة الغداء ودعيا الضيوف للانتقال من مبرز المقيل الواسع إلى غرفة الطعام المقابلة للمبرز لتناول وجبة طعام الغداء وتوجه الجميع إلى غرفة الطعام وجلسوا لتناول طعام الغداء، وبعد الانتهاء توجه الضيوف من تناول طعام الغداء، تجمع جميعهم في مبرز "المقيل" وتم إحضار شولات القات الفاخر وتم فتحا وتوزيعها للضيوف ليبدو في تخزين وتناول القات.. وبدأ "خادمه" بتوزيع القات ومن ثم إحضار مستلزمات القات وتروى توجه أحد الضيوف إلى زميلي بسؤاله: بكم كلفتك هذه الخرشة.. "أي النقوش لأحزامة الجدران والسقف المزين بها مبرز المقيل؟ فأجاب زميلي: "بكذا"، وقال آخر: وبكم كلفك المسبح؟ إذا كانت النوافد تشرف عليه ويرى من داخل مبرز المقيل، فأجاب زميلي: بكذا، وقال ثالث: لو عملته مغلق علشان الأطفال والعائلة؟ فقال زميلي: أنا أفكر في ذلك.
وقال رابع: بلاط الحمام لونه جميل ذوقك رفيع بالتأكيد كلفك مبلغ كبير؟ فأجاب زميلي: هذا البلاد وبلاط الحمامات والمطابخ في الفله كامل "الله يحسن إليه فلان" أهداهن لي هدية ومنه بالمجان: نفعناه في مواضيع متعددة وما قصرش معنا ورد الجميل لنا "رجال عند أعملك "نادي صحي عائلي لك وللأسرة".. ولا تنساش ما تعمل سخانات للمسبح لأجل تستخدم المسبح أيام الشتاء...؟ فأجاب زميلي: والله العائلة أم العيال اقترحت على هذا، وقلت لها حاضر واقترح آخر من الضيوف الحاضرين: لو تفعل في الحوض مظلة شمسية وكرسي عائلي "هندل" والعاب للأطفال في الركن الشمالي من الحوش؛ لأن الحوش ما شاء الله كبير وواسع "الله يوسع عليك" أنت رجل تستحق وطيب قالها من باب المجاملة والأولاد عندما تشتري لهم سيارات يقصد المقترح أثناء المرحلة الثانية من الأهداف الشخصية "على حد قول الزميل الواصف لحال زميله المتنفذ"، وفي الوسط تغرس الشجر وحشيش لتكون حديقة جميلة ومنظر رائع، فقال زميلي: افكر في هذا واعزم عليه بالطبع كانت الحوارات والأحاديث تدور أمام "الزميل الذي يتحدث بالقصة أمامي لأنقلها للغازي" ويسمعها إذ أنه كان جالساً ويرى نفاقاً ويسمع كل من جامل وتحدث، وفجأة سأله أحد الحاضرين ممن يحبون النكتة والفكاهة يا "فلان" فأجاب "نعم"، فقال له: وأنت عمرك لك بيت؟ فرد المتحدث الزميل: لا، فقال له السائل: وما تخورش تعمر لك قصر مثل حق زميلك وكان الحضور في سكوت يستمعون للحوار فقال: من أين؟ فقال يتوسط لك زميلك في مكان "دسم" فضحك الحاضرون من باب النكتة والفكاهة في تلك اللحظات ورد المسؤول عن المتحدث الذي يسخر من الشريف نزاهة: ماشتيش قصر اشتي ابني لأولادي غرفة وحسام ومطبخ ملجأ من أملاك إيجار المنازل والشقق، الإيجار الذي ستنزف نصف دخلي الشهري "ويكفي ولله الحمد على ما من وأعطى إن أعطاء ذلك، فالكل تارك، وإلى هنا توقف وصف وحديث الراوي لإبداء أنا بالقول: صحيح فإن الواقع المعاش يقول بأن هذه هي الحقيقة القائمة حيث لا يستطيع موظف في وظيفة حكومية عمارة "فلة" أو حتى بيت صغير هذه الأيام إلا من هم مدراء عموم وما فوق أي من هم أصحاب وظائف عليا أو تجار أو من اغترب خارج البلاد أو ورث مال.
وإذا قمنا باحتساب الدخل "الراتب والمكافئات والامتيازات الوظيفية المالية الأخرى التي يحصلون عليها عينة من أصحاب الوظائف العليا من مدراء عموم وما فوق سنجد ما صح خلال سنوات عديدة لا تكفي لعمارة فلة، وإذا ما قورنت وتم احتسابها "بآلة حاسبة صغيرة" وبحاصل ضرب "الدخل الضهري المشروع للمسؤول المتنفذ العينة من أولئك الذين يمتلكون الفل والقصور عدد سنوات خدمته بالوظيفة لوجدنا بأن حاصل الضرب الناتج لا يتساوى مع قيمة الفله التي يمتلكها ويسكن فيها بل سيكون صغير جداً أمام القيمة للفله أن تم تقدير ثمنها عبر مختصي تثمين وبحسب المكان والزمان، وإذا ما تم الرجوع إلى سجلات وحوافظ صرف المستحقات والمكافئات الشهرية والتي حصل عليها فترة خدمته بالوظيفة والتي بالتأكيد هي "ستكون محفوظة في خلال احتساب حقيقي لدخله طيلة سنوات خدمته بالوظيفة، ولسوف يندهش من يحتسب هذه المعالدة للموظف المسؤول الذي أمامه وفي وجهة عمله إن كان يمتلك فلة فخمة وفاخرة ومجهزة بكل وسائل الراحة ويسكن فيها ذلك المسؤول وكفاك أن تقوم بإطلالة صغيرة عليها من الخارج ومن الشارع الواقع فيه فله من يتم الاحتساب له وأنت مار في الشارع لتتعرف إن كانت فلة بهذه بمواصفات الجودة والرقي والفخامة ولكي تستطيع التثمين للقيمة تقدير قريباً من الواقع والسوق، بل ستجد البعض يمتلك العديد من الفلل والسيارات ولو أراد لأحد ممن يريدون الاحتساب لهذه المعالدة وتطبيقها على مسؤله إن كان لديه "فلة" لشلة لسانه ولربما قطعت يده التي احتسبت الدخل وقيمة الفلة لمسؤوله أن كان يمتلك الفلة ولربما أيضاً حرمه من رزق أولاده العائد من الوظيفة في تلك جهة العمل التي يعمل بها المحتسب رغم أنها قد وظيفة صغيرة لا تؤتي ثمارها ولا يكفي دخلها الشهري لتغطية احتياجاته ونفقات أسرة المحتسب المعييشية وللعيش الكريم، وربما فصل من الوظيفة، وأخرج من جهة العمل من الطاقة وليس من الباب كما يقال باللهجة بتلفيق التهم للمحتسب التي ستلحق به كموظف صغير لتكون مبرراً لفصله من العمل إذاً على كل موظف صغير يعمل في جهة عمل ومسؤوله المتنفذ في العمل يمتلك"فلة" أن لا يدفعه الفضول إلى احتساب دخل مسؤوله المتنفذ وقيمة "فلته" التي يسكنها وعليه إن رغب بالاحتساب التخلي عن ذلك والتخلي بالمثل القائل: "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".