;

ما بعد غزة ووحدة القاعدة 734

2009-01-28 23:42:54

عبدالوارث النجري

هكذا كان تخوف الملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة الأردنية وهو المشهد السياسي لما بعد حرب غزة، خاصة وأن قمة الكويت خرجت بابتسامات مزيفة بين الأشقاء العرب، فالمحوران الممانعة والاعتدال لا يزال كل محور منهم يراهن على تولي الريادة العربية، وذلك بوهم من المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي لكل المحورين مع أنه في حقيقة الأمر لم يعد هناك وجود لأي بوادر تآلف ووحدة عربية فما بالك بالريادة، وأصبحت الوحدة العربية والأخوة والتآلف العربي والجامعة العربية مجرد مقر وموظفين لا عمل لهم سوى صياغة القرارات الجوفاء السابقة لكل قمة واجتماع يتم حشوها بعبارات الشجب والتنديد والاستنكار، لذا فإن حرب غزة وصمود المقاومة الفلسطينية البطلة وكافة أطفال ونساء وشيوخ فلسطين أمام الصواريخ والقنابل الفسفورية لجيش الكيان الصهيوني هذه الحرب وذلك الصمود أظهر ما كان تحت طاولة الجامعة العربية إلى فوق الطاولة وأمام مرأى ومسمع كافة الشعوب العربية والإسلامية حيث ظهرت تلك الأنظمة العربية الممانعة منها والاعتدال ليست سوى أنظمة ديكورية تتحرك بالريمونت كنترول من داخل البيت الأبيض ودهاليز الموساد الإسرائيلي ..حرب غزة وصمود المقاومة أظهر حجم خلاف تلك القيادات الهشة فيما بينها تحت مبرر الريادة، ولكن ماذا بعد غزة وانتصار المقاومة الفلسطينية وتقهقر جيش العدو الصهيوني؟ لا شك أن هذه الأنظمة ستظل في خلافاتها الواهية التي لا تخدم أي قضية عربية كانت أو إسلامية بقدر ما هي تخدم مخططات وسيناريوهات مخابراتية غربية صهيونية إيرانية الهدف منها تقاسم الكعكة ومن ثم شفط الثروة وقتل وتنكيل وتجريد الأمة من كافة القيم والمبادئ والأخلاق والتعاليم الإسلامية السمحاء، نقول ذلك لأنها حقيقة صارت ظاهرة للعيان لا يمكن السكوت عنها أو التغاضي بمبررات مضللة لم يعد يؤمن بها الشارعان العربي والإسلامي، فالمشروع الإسلامي الذي قتل منذ عدة سنوات وشاركت في القضاء عليه بعض الأنظمة العربية الحالية شجع ذلك إلى لهث وطمع المشاريع الأخرى لرسم سياساتها داخل المنطقة والاستيلاء عليها ونهب ثرواتها، فالكيان الصهيوني لديه مشروع احتلال توسعي لا يقتنع بتل أبيب وغزة والقدس بل يخطط ويحسب حاخامات اليهود لدولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل والاستيلاء على مكة المكرمة والمدينة المنورة لإحياء سوق بني النضير وبني قينقاع، ناهيك عن اللهث أمام تلك الثروة العربية التي تزخر بها جزيرة العرب، والغرب ممثلاً بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية لديهم المشروع الصليبي وإعادة إيجاد الدولة الصليبية بعد انتصار صلاح الدين وخروجهم من بيت المقدس وقد أكد على ذلك الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأصغر عند انهيار المجمع التجاري بنيويورك وإعلانه الحرب على الإسلام تحت مبرر "الإرهاب" حيث قال بصريح العبارة: إنها حرب حضارات، وأن المسيح أمره بالقضاء على "الإرهاب" الذي الصقوه بالإسلام، وإيران هي الأخرى لديها المشروع الفارسي والحكم بإعادة أمجاد أجدادهم والسيطرة على الجزيرة العربية والخليج العربي المسمى عندهم بالخليج الفارسي، وهؤلاء هم أصحاب المشاريع التوسعية في المنطقة أو ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير والذين يسعون اليوم لتقاسم الكعكة، بعد فشل سايكس بيكو في تقاسم تركة الرجل المريض "الدولة العثمانية" لكن السؤال الأهم من ذلك هو ما علاقة تنظيم القاعدة في كل ما سبق؟ وهنا ما يجب أن يتم طرحه بقوة لتوعية كل من لا يزال لديه ذرة إيمان وقيم وعقيدة إسلامية، فتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية ما هي إلا عبارة عن وسيلة تستخدمها المخابرات الغربية والصهيونية والإيرانية بين الحين والآخر بهدف القضاء على الهوية الإسلامية من قلوب أبناء المنطقة ومن ثم تصوير هذا الدين وشرعيته السمحاء بأنه دين وتطرف وغلو وظلم، مع أننا جميعاً وأصحاب تلك المشاريع الاستعمارية والتوسعية نفسها يدركون جيداً أنه دين محبة وسلام ورحمة للعالمين، فهذه الخلايا النائمة لما يعرف بتنظيم القاعدة يحركها من خلال المال السخي لوبي مخابراتي خارجي ويستخدمها بين الحين والآخر لإقلاق السكينة العامة داخل البلدان العربية وقتل العزل من إخوانهم المسلمين أو رجال الأمن وكذا السياح الأجانب العزل من، فهذه الجماعات التي تدعي الإسلام تتحدث اليوم عن وحدة فيما بينها داخل الجزيرة العربية وهذه الوحدة لم يكن لها أن تحدث لولا تعزيز العلاقات المتينة بين اليمن والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وتسعى من خلال ذلك للقضاء على هذه العلاقة الأخوية كما سعت الكثير من القوى الخارجية المعادية تضربها من قبل، كما أن هذا الإعلان قد جاء مواكباً لإعلان الرئيس الأميركي أوباما عن السعي لإغلاق معتقل غوانتاناموا بعد عام تقريباً وهذا الإعلان الجديد للقاعدة يعد بمثابة تراجع من قبل المخابرات الأميركية والإسرائيلية عن هذا الإعلان، الغريب في الأمر أن مثل هذه الجماعات الإرهابية ومنها القاعدة يظن أفرادهم أنهم يتبعون خطط وتعاليم أميرهم لكن في حقيقة الأمر أن تلك الخطط والأوامر من إعداد وطباخة المخابرات الصهيونية والغربية والإيرانية ذات المشاريع الاستعمارية التوسعية بهدف خلق الفوضى داخل البلدان العربية ومن ثم القضاء على أنظمتها من الداخل لتتحول إلى دويلات صغيرة متناحرة تعلن وراءها المشاريع التوسعية لتلك الدول التي بدورها تنهب ثرواتها وخيراتها مقابل الحماية والدعم المسلح.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد