كروان عبد الهادي الشرجبي
كثيراً ما نسمع أن فلانة تركت بيت زوجها وذهبت إلى بيت والدها أي "حردانه" ولكن أن تسمع أن رجلاً ترك بيته لزوجته وعاد إلى بيت والده. لم نسمع بها من قبل ولكنها تحصل بين الأزواج ويتبع الزوج قاعدة " الحرد" حينما تسد طرق التفاهم أي أن الحرد ليس حكراً على النساء وحدهن؟
فهل من المعيب أن يحرد الرجل ؟
قد يكون حرد الرجل خطوة يتجنبها كثير من الرجال بسبب خوفهم من نظرة المجتمع ، ولكن البعض يتخذها في حال عجزه عن التواصل مع زوجته لأن خروج الزوج من البيت لا يكون لمجرد الرغبة في الحرد وإنما نتيجة قرار اتخذه لأخذ استراحة فبذلك يترك الساحة فارغة لخصمه.
هذا ما ذكره تقرير في زهرة الخليج العدد 1550.
فنحن هنا نقول قد يكون الرجل على حق في اتباعه هذه الطريقة لحل خلافاته ولكن هناك سؤال يضع نفسه إذا كان الحرد هو سياسة يتبعها الرجل في تأديب زوجته فهل تفهم المرأة تلك الرسالة وتعلن عن توبتها أم أن غضبها من مغادرته البيت يعمي بصيرتها عن فك خط الرسالة فيذهب ما فعله سُدى؟
لأن المرأة قد تعبر موقفه ردة فعل سلبي في أنه لا يجيد لغة الحوار. لأن المشكلة ستبقى بلا حل وأن الهروب لن يحل الخلاف، وتظل المشكلة قائمة ولكن بالمواجهة قد يتغير الوضع قليلاً.
ومن وجهة نظري إن الحرد قد يكون سهلاً على الرجل ولكن هل ينتظران تذهب إليه الزوجة وتصالحه من أجل العودة إلي البيت أم أنه حين يتعب سيضطر إلى العودة للمنزل بدلاً من "الشحططة" في الفنادق لأن عودة الزوج إلى البيت تعتبر الخطوة الأصعب والأكثر تعقيداً فبعودته سيكسر قراره ..
ومن جهة ثانية سيبقى أصل المشكلة بدون حل، وإذا نظرنا إلى أصل الموضوع هل تستطيع المرأة فعلاً منع زوجها من مغادرة البيت ؟ طبعاً لا .. لأنه ببساطة لن تتمكن من إغلاق باب البيت بالمفتاح وبالتالي فإن مسألة خروجه يتحملها هو شخصياً لأنه اتخذها كي يهرب من مسئولياته فهو بذلك سوف يترك البيت بلا رقيب ولا حسيب ولا حارس يرعي حرمته. وإذا كان الزوج غاضباً ومهما بلغ غضبه من الأصح أن يمارس " زعله أو حرده" تحت سقف بيت الزوجية فأولاً وأخيراً هو رب البيت ولا يجوز تحت أي ظرف أن يحزم أمتعته ويغادر.
لذا عليه أن يتحكم في غضبه ويعالج الخلاف بحكمة وعقلانية.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM