نبيل مصطفى الدفعي
تستعد بلادنا خلال هذه الفترة لقدوم العرس الديمقراطي الهام المتمثل في عمليات الانتخابات النيابية والتي أكدت العديد من الجهات الرسمية على أن إجرائها سيتم خلال النصف الثاني من شهر أبريل القادم من هذا العام 2009م وبمشاركة شعبية فاعلة من قبل العديد من الأحزاب والمنظمات المختلفة المستقلة وغيرها من الفئات الاجتماعية والشعبية ويأتي الحزب الحاكم في بلادنا في مقدمة الأحزاب المشاركة في عملية الانتخابات، فالمؤتمر الشعبي العام صاحب الخبرة المكتسبة في هذا المجال تحديد وبما اكتسبها من تجربة خلال الانتخابات الماضية والتي نرجو أن يقدم في المشاركة بعملية الانتخابات النيابية القادمة بأسلوب جديد في تفكيره السياسي وأن لا يعتمد فقط على الشعارات والتي تم تعاطيها ولا الأفكار التي ورثناها ولا الخطب الخماسية والرنانة التي تحاول تجميل الصورة أو إخفاء المشاكل وتزيينها والكلام الأجوف وأن لا يستعرض المؤتمر الشعبي عضلاته وأنه سيكتسح الانتخابات القادمة وسيفوز على منافسيه بالضربة القاضية، لهذا اقترح على المؤتمر الشعبي العام وإذا ما كان متوفر النسبة الحقيقية الخالصة للفوز بأكثر الأصوات في الانتخابات القادمة وتقديم رؤية شاملة للتحديات الكبيرة التي تواجهه أثناء الانتخابات وبعدها أي رسم خريطة واضحة تطاق تفاصيلها بدفع من أرض الواقع وتضم عدد من التحديات الرئيسية من أبرزها أولاً أن حزب المؤتمر الشعبي له تواجد كبير في الشارع السياسي لكونه أكبر حزب ولكن تواجه في الشارع لا يرقى لحجمه ولا لتمثيله الكبير في البرلمان وعلى الحزب أن يفكر في مواجهة هذا التحدي خصوصاً ضعف التلاحم بين كوادر الحزب المختلفة وعدم وضوح الرؤية الفكر شكل متناسق وتتطلب المرحلة القادمة تفعيل العضوية حتى لا تكون على الورق فقط والاهتمام بالتثقيف السياسي للقوة الضاربة وهم الشباب الذين يطالبون بدورهم ولا تتاح لهم الفرصة للمشاركة في الحياة السياسية وإذا لم يتم إعداد الشباب سياسياً فسيظل المؤتمر الشعبي عاجزاً عن إيجاد الكوادر حتى ولو بالعمل بعد الانتخابات في إطار فكري وعلمي فيضم لتطوير العمل الحزبي فالتطوير عملية مستمرة والبداية الجادة ستكون بعد الانتخابات.
النقطة الأخرى هي استثمار الانتخابات الحالية لفتح آفاق المستقبل أمام الشباب بلغة جديدة وفكر جديد، فليس الهدف فقط هو تحفيز الناس على الخروج والإدلاء بأصواتهم وإنما كيف نعطيهم أملاً في المستقبل ليؤمنوا بأن مشاركتهم نقلة جديدة في الوعي خلال السنوات القادمة تحقق واقعاً جديداً للعمل السياسي في الانتخابات بعد القادمة.
النقطة الثالثة الانتماء الحزبي الذي سيحتاج إلى بعض الوقت لترسيخ مفهومه وإدخال مفاهيم جديدة فما زال المرشح يستمد قوته بما قدمه لأبناء دائرته من خدمات، ولذلك يبرز المستقلون بقوة كبيرة وواقع تعيشه على مدار السنوات السابقة وحتى الآن النقطة الرابعة هي تحقيق هدف الحزب في الانتخابات القادمة الحصول على أغلبية مريحة تتيح للحزب والحكومة تنفيذ برنامجه في المستقبل والموافقة على التشريعات والقوانين التي تيسر أداء الحكومة لمهامها.
ولن يتحقق ذلك إلا بتعبئة الناخبين ليشعر كل واحد بأهمية صوته مع الارتقاء بلغة الحوار بين جميع أطراف العملية الانتخابية.
النقطة الأخيرة التي تواجه المؤتمر الشعبي في المرحلة القادمة هي جذب الأغلبية الصامتة للمشاركة في العمل السياسي والمفترض أن قطاعاً كبيراً من هذه الأغلبية ينتمي للمؤتمر الشعبي ولكن توجد أسباب كثرة لصمت الأغلبية.
كلمة أخيرة من الخطأ أن يعتمد المؤتمر الشعبي العام في حركته على أنه حزب الأغلبية وأكبر حزب على الساحة وأن الأغلبية مضمونة فهذا أخطر شيء يمكن أن يصيب المؤتمر ويمنعه من تحقيق أهدافه فلا بد من السعي وراء كل ناخب في كل دائرة وعلى كب مقعد، فإذا لم يعرف المؤتمر الشعبي بتركيبته الحالية حجمه الحقيقي في الشارع السياسي يكون مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال حتى لا ترى المخاطر التي تحيط بها.
كما أن الانتخابات النيابية الماضية أثبتت أن بعض القيادات الكرتونية التي ظلت متشبثة بالكراسي عدد من السنين أصبحت مثل خيال فزاعة الطيور لا تخيف الغربان ولا حتى العصافير، والله من وراء القصد.