شكري عبدالغني الزعيتري
عند العرب ومنذ القدم وحتى اليوم يوصف الرجل بالرجولة والنخوة إن تحلي بصفات مثل الصدق في الكلام والشجاعة ونبذ الكيد للآخرين والبعد عن الأحقاد والإقدام والمبادرة لفعل الخير والكرم بمعاملة الاحترام وتقدير الذات للآخرين وتقدير مشاعرهم والتأدب في الكلام وممارسة كل تعامل يصون إنسانية الإنسان، ومن يريد اكتشاف نفسه إن كان رجلاً مكتمل صفات الرجولة الحقة ونخوتها.. فليقس نفسه ورجولته وفق معايير مكارم الأخلاق الفاضلة.. ومعايير المعاملات الطيبة مع الناس، فتلك هي المعايير المتعارف عليها بين الرجال في الماضي والحاضر والمستقبل ويقرها ديننا الإسلامي الحنيف.. وحيث قد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وفيه صفات اجتماعية ومنها: الميل الاجتماعي والحب والود والرحمة والعاطفة وكل الخير وكثير من الصفات الإنسانية الطيبة التي تتوافق مع فطرة الإنسان كمخلوق اجتماعي ومكتمل بصفات الرجولة، فإن الرجال المتصفين باكتمال صفات الرجولة: هم أصحاب النفوس الإنسانية الطيبة المنغرس في أعماقها نور الإيمان وقيم الأخلاق وفضائل الأعمال، فإن أصابتها السيئة من الناس لتختبر فيها الحسنة فترد السيئة بالحسنة، وإن بليت بالخيانة من غيرها فتجد فيها الوفاء، وأن واجهت البغضاء من أناساً فتقابلهم بالحب، وأن تأتيها اللعنة من غيرها فتصفح بالمغفرة وأن اقحمتها غيرها في الفتنة فتنح نحو الصلح، وإن تكال بصغائر وكبائر الشر فتهب العفو، وإن تدعي إلى أعمال السوء فتذهب نحو الإصلاح، وإن تجر إلى لهو الحديث واللعب فتسموا بفضائل الأخلاق، وإن استدرجت إلى ملذات الشهوات المحرمة عفت بذاتها عن الحرام، وقد جعل الله سبحانه وتعالى في كل النفوس الإنسانية أصلاً صغيراً يجمع كلها أو بعضها، وقد يصغر الإنسان نفسه بحمل سوء الأخلاق واتباع رذائل الأعمال والجري وراء الشهوات الحيوانية، كما جعل الله سبحانه وتعالى الحب في النفوس الإنسانية وأن النفس الإنسانية تمر بكل أنواع الحب أو تمر بنوع من الحب سواء "من رقة النفس أو رحمتها أو ودها أو عطفها أو غير ذلك"، فإن كان نفس إنسان ما ينافي أنواع الحب من كراهية وحقد وقسوة وغيبة وكيد وكذب وافتراء ورذائل الأعمال وقبائح العواطف هبطت بجسم صاحبها.
كما أن الإنسان في ذات الوقت مخلوق يميل إلى الصلاح والإصلاح سواءً لنفسه أو لغيره من البشر ويسعى نحو الوصول إلى الأفضل في الأخلاق وفي التعامل مع الغير.. ومع هذا من حب الخير والصلاح ومع ذاك من الميل الاجتماعي وتلك الصفات الاجتماعية إلا إنك عزيزي القارئ تجد البعض من الرجال "أمثال: عبدالبصير" الذي لا يبصر الله ولا يخافه من يتحولون ليكونوا أنصاف رجال تؤثر فيهم الظروف وعوامل البيئة المحيطة ومكوناتها وتذهب بهم بعيد عن الصفات والسجايا الإنسانية الخيرة والطيبة التي فطرهم الله سبحانه عليها إذ تجعلهم ظروف البيئة المحيطة بهم أناس يحملون صفات مناقضة لما أودع الله فيهم من صفات الخير والطيبة فتجعلهم أناس قساة القلوب في التعامل مع الغير أو عدائيون بل ويتمادى بعضهم من أولئك أنصاف الرجال فيذهبون إلى الإجرام فيكونون مجرمين وكارهين لغيرهم ليكون وبامتياز من أنصاف الرجال الذين يحملون صفات الشيطان "خداع .. وفجور .. وكذب الكلام .. وأكل مال سحت وحرام.. وقلة دين وإيمان.. والظلم بالا ستقواء على الضعفاء.. وغدراً بالأقوياء".. ويرون أنفسهم بأنهم أكابر الناس فيتكبرون ويحقرون الرجال.. ويرون أنفسهم بأنهم علماء واعلم الناس والآخرين دونهم ذوي جهل وغباء.. وحين يجلسون بين الناس يتباهون وبافتخار وغرور .. ويسخرون ويستهزئون بالرجال دونهم.. ويكون عندهم "المال" معياراً للاحترام.. والحاذق عندهم من جمع بين اليدين كثيراً من "الذهب والعقار" وإن كان من حرام أو من جهود ودماء الرجال أو من أعراض النساء.. وعندهم الرجال "الشرفاء" الذين يحملون صفات من صفات الرحمن والإحسان بلهاء وذي هبل وذي جنون.. وبهم يسخرون ويستهزئون ويضربون بهم الأمثال.. وعندهم أصبح ميزان الرجال "مال وفلل وقصور وسيارات فاخرة".. ولا يهم إن كان سرقاً ونصباً واحتيال.. أو حرامي لمال عام أو ذي لف ودوران هؤلاء أنصاف الرجال هم غير سويين، إذ أنهم من أهل الشر والإجرام ممن غرست لديهم مفاهيم وسلوكيات الرذائل قبائح الأعمال فتجدهم سرعان ما ينجرون إلى وحل ممارسة الأخطاء في حياتهم العملية وفي تعاملاتهم مع الناس والتي تصل ببعضهم إلى ارتكاب الجريمة بحق الآخرين من الأبرياء "الشرفاء" بفعل ودافع سلوكيات وممارسات لتصرفات إلى ارتكاب الجريمة بحق الآخرين من الأبرياء "الشرفاء" بفعل ودافع سلوكيات وممارسات لتصرفات عملية تجذرت فيهم.. أو ما قد تكونت بفعل غرس أحقاد وكراهية في نفوسهم على آخرين ممن يحققون نجاحات في حياتهم من جوانب أخلاقية واجتماعية من "الشرفاء" وفي نهاية جهدهم ومطافهم يصح أن نقول بأنه: ينال الأول صاحب النفس الطيبة الرجل المكتمل بصفات الرجولة حب الناس من حوله ورضي خالقه الله سبحانه وتعالى.. وينال الثاني صاحب النفس الخبيثة من هو نصف رجل مكرهة الناس ممن حوله ونبذ مجتمعه له وينال غضب الله سبحانه وتعالى. فأسمو بنفسك "يا عبدالبصير" لتكون نفساً طيبة وتحمل صفات حميدة ولا تقوم إلا بفضائل الأعمال.. فتجني حب الناس وخالقهم وتعيش جسداً حياً "فإنما الحياة حياة وذكراً لذوي النفوس الطيبة".. وابعد نفسك "يا عبدالبصير" عن ذرائل الأعمال والكذب والكراهية والبغض والكيد والافتراء والقسوة للآخرين وكل ما خبث تكسب توقير الناس واحترامهم ورضى خالقهم ويكون مثوى نفسك الطيبة وجسمك الزكي جنة النعيم خالداً فيها. ولك "يا عبدالبصير" الخيار إما أن تكون نفسك نفساً طيبة وإنسانية خيرة.. أو تكون نفسك نفساً خبيثة حيوانية متوحشة.
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الإلكتروني للكاتب Shukri alzoatree @ yahoo.com