احمد عمرابي
ما الفارق في توجهات السياسة الخارجية بين إدارة أوباما وإدارة بوش؟ فيما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي الذي وعد الرئيس الجديد بتحسين طبيعة العلاقة الأميركية معه هناك خمس بؤر رئيسية اتخذت إدارة أوباما حتى الآن مواقف مبدئية بشأنها. . وهذه البؤر والمواقف كما يلي: العراق: رغم أن الرئيس أوباما أكد على التزامه بوعده بسحب القوات الأميركية في الأراضي العراقية في غضون 16 شهراً إلا أنه استدرك قائلاً: بعد اجتماعه مع كبار العسكريين الأميركيين أن «الحكمة» تقتضي عدم التقيد بجدول زمني محدد تاركاً لنفسه خيار تأخير الانسحاب.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي: تحميل حركة «حماس» مسؤولية الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة مع وعيد بإرسال قطع بحرية أميركية إلى البحر الأبيض في سياق منع وصول إمدادات أسلحة إلى حماس في قطاع غزة والتعهد في الوقت نفسه بمواصلة إمداد إسرائيل بأحدث ما تنتج مصانع تكنولوجيا الأسلحة الأميركية. فالولايات المتحدة يقول الرئيس أوباما تبقى ملتزمة بمتطلبات أمن إسرائيل. . إيران: سعي الإدارة الأميركية الجديدة للحيلولة دون تطور البرنامج النووي الإيراني إلى مستوى إنتاج أسلحة نووية. أفغانستان: تصعيد الحرب التي تقودها الولايات المتحدة هناك لمواصلة مطاردة تنظيم «القاعدة» في سياق الحرب الأميركية العالمية على «الإرهاب». . مع دعوة دول الحلف الأطلسي إلى إرسال المزيد من القوات.
دارفور: الإصرار على أن ما يجرى هناك هو «حرب إبادة». . وتحميل المسؤولية ضمنياً للحكومة السودانية وبالتالي تبرئة حركات التمرد المسلح. هذه هي المواقف التي تتبناها إدارة الرئيس الجديد باراك أوباما تجاه العالم العربي والإسلامي. فما الجديد إذا استعدنا إلى الأذهان أنها هي نفس المواقف التي اتخذتها إدارة بوش؟
هناك عامل جذري يربط بين إدارة اليوم وإدارة الأمس وما سبقهما من إدارات يتمثل في إسرائيل. هذا هو المرتكز الأساسي الذي تنبع منه كافة مواقف التحرك الخارجي الأميركي تجاه كافة البؤر في العالم العربي والإسلامي، فالعراق ينبغي أن يظل تحت السيطرة لضمان بقائه بمنأى عن الصراع العربي الإسرائيلي، والبرنامج النووي الإيراني يجب أن يقتل في مهده لتبقى إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة التي تتملك رادعاً نووياً.
وحماس ينبغي أن تصفى نهائياً كقاطرة للمقاومة الفلسطينية المسلحة، ويجب منع طالبان من استعادة السلطة في أفغانستان كقوة حاكمة ذات طابع إسلامي راديكالي يشكل قاعدة آسيوية معادية لإسرائيل، ودارفور يجب أن تبقى بؤرة قتالية لإضعاف الشمال العربي الإسلامي في السودان. . هكذا تأتي إدارة أوباما كمجرد امتداد لإدارة بوش. <