إسماعيل صالح السلامي
يعاني الشعب اليمني حالياً من أزمة اقتصادية لم يسبق لها مثيل حتى كادت أن تنعدم جميع الضروريات لحياة الإنسان، بل إن معظمها قد انعدم، فعلى سبيل المثال الأزمة الخانقة في الغاز وارتفاع الأسعار وتدني مستوى المعيشة.. إلخ، كل ذلك ينعكس سلبياً على المجتمع اليمني بكل شرائحه.
فالنساء في الأرياف يجمعن عيدان الحطب لاستبدال الغاز الذي بات منعدماً وإن وجد بأسعار عالية جداً يصعب إيجادها في ظل هذه الظروف المتدنية، أما في المدن فقد اطفئت النار ولجأ الناس إلى المخابز يقاتلون على حبة الخبز ليسدون بها جوعهم.
والأطفال على أبواب الجوامع وفي جولات الشارع يتخللون السيارات ويبعثون بكلمات تثير الشفقة والرحمة مستغلين مهنة التسول كمهنة لجلب المال بدلاً من مواصلة مراحل التعليم كما إن معظمهم يقومون بأعمال مهنية ليست بمستوياتهم وبأجور بسيطة فقد تركتهم أسرهم بفعل العبء الاقتصادي الذي يعانون منه مع عدم وجود مراقب أو محاسب فقد ضاعت حقوق الأطفال حتى أصبح الطفل منذ بداية قدرته على الكلام يبدأ البحث عن وسيلة لطلب الرزق فلا يستمتع بطفولته ولا يحظى بالتعليم الجيد لا سيما مع صعوبة التعليم وانتشار البطالة من المتعلمين وخريجين الجامعات وزيادة تكاليف التعليم في المراحل العليا إضافة إلى ذلك إن شهائد التعليم والاختبارات أصبحت كأي سلعة تباع وتشتر ى وظهور أنواع جديدة من التعليم كتعليم المنازل والانتساب كل ذلك يعمل على زيادة نسبة الأمية في صفوف الأطفال وأجيال المستقبل.
أما الرجال فقد هاجروا إلى الخارج تاركين أطفالهم ونساءهم للأقدار بحثاً عن الرزق من جراء تعاظم البطالة والفقر فأصبح الابن لا يعرف أباه إلا حين وصوله من الغربة حتى لحظات اللقاء يتقابلون وينظر كلٌ منهم إلى الآخر باستغراب ذلك الأمر الذي المدهش الذي يثير التساؤل مكامن ظلم الابن؟ ومن ظلم أباه؟ أما لحظات الوداع فهي موت يتكرر وحزن يتجدد ومآسي تزيد، فلا كان له من رزق ولا كان لها من دولارات ولا كان لها من حياه، أتغني تلك الدولارات عن تلك الماسي؟
أما كبار السن والأارمل فقد اعتنت بهم الدولة وحظوا بالضمان الاجتماعي وهو مبلغ مالي وقدره ستة ألف ريال يمني في كل ثلاثة أشهر ويعادل وجبة يوم من كل شهر يصومون عليها حتى الشهر الآخر إضافة إلى ذلك تدني مستوى الخدمات الطبية في معظم المستشفيات الحكومية والأهلية مستغلين جهل الناس لبيع أدوية منتهية وغير فعالة في بعض المستشفيات وأطباء لا يهمهم سوى تحقيق الأرباح للمستشفى بغض النظر عن حياة المريض أو مصيره فأصبحت ارشاداتهم دائماً هي "أربع قرط وأربع زرط وارجع الأسبوع القادم لتكمله الجرعة" هكذا يقيد المريض بالمستشفى حتى يبيع كل ما لديه مأملاً الشفاء فأين وزارة الصحة؟ وما دورها تجاه تلك الفرق الضالة التي تبيح أرواح وأموال الناس؟.<
Esmail alsalami @ yahoo.com