عبدالباسط الشميري
كان الأجدر بالسيد عمرو موسى إن يشاطر الرجل العظيم طيب اردوغان الموقف وينسحب من منتدى دافوس الصهيوني لا أن يجلس على الكرسي الذي تركه السيد رجب طيب أردوغان ورحل وأعلن اعتزامه مقاطعة هذا المنتدى المشبوه الذي يسمح لرجل إرهابي من الطراز الأول بالحديث عن الاقتصاد والسياسة والحرب ويصور ما جرى في غزة بأنه أمر طبيعي، واعتقد أن الرد كان شافياً وكافياً "أنتم تعرفون جيداً كيف تقتلون"، نعم هكذا قالها أردوغان في وجه الإرهابي "بيريز" في الوقت الذي لم يجرؤ أحد من قادة العرب إن يقول ذلك، بل نرى من يحتفظ بعلاقاته الحميمة مع تل أبيب وبصورة مستفزة لمشاعر شعبه قبل الشعوب العربية وحتى لا نخرف أو نهرف بما لا نعرف أقول لكل القيادات العربية التي تحتفظ بعلاقات مع الكيان الصهيوني.. أقسم لكم وأنا على يقين من صحة وسلامة هذا القسم إن المجرم "بيريس" وأركان حكومة الكيان العبري والشعب الصهيوني يحترمون أردوغان ويقدرونه أكثر من ذي قبل، بل أؤكد لكم جازماً أن احترامهم لهذا الرجل أكثر بكثير مما تظنون ولا تساوي مواقفكم الهزيلة أمام مواقف هذا الرجل أي شيء يذكر، إن ما حدث كان صفعة لأوروبا وأميركا وتل أبيب وصفعة مدوية لكل مسمياتهم المهترئة من حقوق الإنسان ومواثيق المنظمة الدولية وكل هيئات الأمم المتحدة وها نحن نرى كيف صار الأمر بدلاً من فتح المعابر لإغاثة المساكين ذهب العالم أجمع لمحاصرة غزة فوصلت الفرقاطات ولا زالت البحار تعج بالسفن الحربية من دول أوروبا وأميركا لا تستغربوا زيارات السفراء الغربيين والسفير الأميركي بالقاهرة زياراتهم المتواصلة والمكثفة لمعبر رفح والحدود المصرية مع غزة وما تلك الكاميرات والأجهزة إلا واحدة من مسلسل طويل سيطال البر والبحر والجو لغالبية دول الشرق الأوسط الجديد والذي بشرت به رايس سابقاً، أما غزة فهي محاصرة ومنذ زمن "وما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها" أو هكذا هو الحال، فما الجديد؟ إن الحصار القادم هو حصار للوطن العربي وتقسيمه إلى مربعات وكنتونات وستشرف السفن والبارجات والفرقاطات على هذا الإجراء ولن يكون بمقدور أحد أن يعترض لأن ما جرى في تسعينيات القرن الماضي لم يتعلم منه العرب وها نحن نجني حصاد ذلك "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، إن الأخطاء مستمرة والانقسام لا يأتي بأية نتائج غير التشرذم والتشتت..
إننا لسنا بصدد محاور وإعادة فرز المنطقة فالمنطقة أصبحت مفروزة وجاهزة للاشتعال ولا يحتاج الكيان الصهيوني إلا الشيء اليسير لإكمال مهمته في التفرد بالمواقف وفرض الأمر الواقع، فهل نصحو ونتعض من كل الوقائع والأحداث أم أننا ما زلنا بحاجة لدروس ومحاضرات من "بيريز" أو من قيادات البيت الأبيض الجدد.. ثم لله الأمر من قبل ومن بعد والله المستعان!.<
abast 66 @ hotmail.com