شكري عبدالغني الزعيتري
ارتبط ذكر الطاقة النووية والإشعاعات والمواد المشعة واستخداماتها بتكوين صورة متباينة من الذعر والخوف لدى الكثير من الناس في أنحاء العالم وذلك بحجم الدمار الشامل الذي أحدثه إلقاء القنبلتين الذريتين علي (هيروشيما ونجازاكي ) في العام 1949م وانهيار المفاعل النووي (تشرنوبل) في الاتحاد السوفيتي (سابقا ) . وقد عزز هذا الخوف الصورة القائمة لمقدار التلوث الهائل الذي حصد آلاف البشر وانتشار الغبار الذري الذي حول العديد من مناطق العالم إلي سلة نفايات لأغذية ملوثة ... ولهذا رأيت من الضروري الكتابة عن الطاقة النووية والمواد المشعة وفوائدها وأضرارها ... في سلسلة مقالات تحت عنوان رئيسي (من خفايا الطاقة النووية) أهدف بها إعطاءك عزيزي القارئ معلومات معرفية تتعلق بالطاقة النووية وعلومها (العلم ) الذي ما زال محتكرا علي الدول الكبرى ويتم حوله كثير من الجدل والصراع بين أنظمة حكم وسياسات دول حول اقتناء هذا العلم . إذ حرصت من سلسلة مقالاتي هذه على تكوين معرفة ووعي ثقافي ومعرفي وعلمي لدي الكثير من القراء إذ انه يصعب علي الكثير من القراء الحصول علي علم معرفي بشأن (الطاقة النووية ) لأسباب متعددة أهمها الاحتكار حول تدفق المعلومات وندرة الكتب المعرفية والعلمية التي تتحدث عن علم الطاقة النووية بالأسواق اليمنية والعربية (وباللغة العربية) .. ولهذا عكفت ابحث في المراجع والكتب العلمية التي جمعتها من ذوي اختصاص في شئون الطاقة النووية ولطيلة شهرين من الاطلاع والقراءة لاستخلاص سلسلة مقالاتي هذه التي اكتبها لك عزيزي القارئ إذ وستكون حلقتنا هذه وهي الأولي بعنوان (المادة والنواة) وستكون الحلقة الثانية بعنوان (الطاقة والقوة) والحلقة الثالثة بعنوان (التعريف اليورانيوم) والحلقة الرابعة بعنوان (البحث والتنقيب عن اليورانيوم ) والحلقة الخامسة بعنوان (مرحلة استخلاص اليورانيوم وتنقية الركاز الأصفر ) والحلقة السادسة بعنوان (دورة الوقود النوويه وتخصيب اليورانيوم وتخليق البلوتونيوم) و الحلقة السابعة بعنوان (الانشطار النووى والتفاعل المتسلسل) و الحلقة الثامنة بعنوان (المواد المشعة ) و الحلقة التاسعة بعنوان (الإشعاعات ) و الحلقة العاشرة بعنوان (من أضرار المواد المشعة) و الحلقة الحادية عشر بعنوان (الوقاية الطبية من الإشعاعات ) و الحلقة الثانية عشر بعنوان (من فوائد المواد النووية ) و الحلقة الثالثة عشر بعنوان (المفاعلات النووية .. أنواعها وأهميتها ) والحلقة الرابعة عشر بعنوان (من مخاطر وأضرار ومشكلات مفاعلات الطاقة النووية ) والحلقة الخامسة عشرة بعنوان (إنتاج الكهرباء بالطاقة النووية ) والحلقة السادسة عشر بعنوان (المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء وإجراءات السلامة والأمن) والحلقة السابعة عشر بعنوان (المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء .. مخاطر وأضرار ) والحلقة الثامنة عشر بعنوان (الطاقة النووية وأول مشروع لصناعة القنبلة النووية في أمريكا) و الحلقة التاسعة عشر بعنوان (الطاقة النووية وأسلحة الدمار الشامل) و الحلقة العشرون والأخيرة بعنوان (أبعاد التلوث الإشعاعي للبيئة الناتج عن المواد المشعة واستخدامات الطاقة النووية )... وإبد الكتابة بالقول إن كل مادة من المواد الموجودة في كوكبنا مهما كان اسمها ونوعها ولونها وغرضها مؤلفة من عنصرين أو أكثر . وكل ما حولنا من مكونات بيئية حتى الإنسان ومادة (جسمه من لحمه وعظمه ودمه ) .. مؤلفة من اتحاد عناصر و تفاعلات كيميائية لعناصر مجتمعة عنصرين أو أكثر . والمادة توجد علي شكل ثلاث صور (الصلبة والسائلة والغازية ) . والعناصر في الطبيعة عددها مائة عنصر ونيف .. أخفها عنصر الهيدروجين .. ومن أثقلها عنصر اليورانيوم . وكل عنصر من العناصر مؤلف من وحدات صغيرة تسمي جزيئات . وكل جزيء واحد مؤلف من وحدات متناهية في الصغر تسمي الواحدة منها الذرة ... والذرة قريبة في كتلتها وأبعادها من الجزيء . وتعرف كل ذرة من الذرات بعددين هما العدد الذري وعدد الكتلة . والذرة مؤلفة من نواة صغيرة واقعة في مركز الذرة وحولها عدد من الالكترونات تحيط بالنواة وعدد الالكترونات في الذرة هو عددها الذري . والإلكترون جسيم ذو كتله أصغر من كتلة اخف الذرات وهي ذرة الهيدروجين بألفي مرة . ويحمل الإلكترون شحنة كهربائية سالبه يمكن أن نتصور مبلغ صغرها إذا علمنا أن التيار الكهربائي الذي يسري في مصباح كهربائي عادي ينقل في الثانية الواحدة شحنة كهربائية تعادل شحنة مليار إلكترون . وتكاد النواة تحتوى كل كتلة الذرة وقطرها أصغر من قطر الذرة بمائة ألف مرة فكثافتها (أي مبلغ تركيز الكتلة فيها ) عالية . وتتألف النواة من بروتونات ونوترونات . والبروتون جسيم كتلته اكبر من كتلة الإلكترون بألفي مرة . ويحمل شحنة كهربائية تساوى شحنة الإلكترون ولكنها موجبة بينما شحنة الإلكترون سالبة . والنوترون ذو كتلة اكبر قليلا من كتلة البروتون ولا يحمل شحنه كهربائية وعدد البروتونات في نواة الذرة يساوي عددها الذري . ولكن شحنة النواة موجبة وشحنة الالكترونات سالبة فالشحنة الكلية للذرة معدومة أي أن الذرة في حالتها الطبيعية محايدة كهربائيا . ومجموع عددي البروتونات والنوترونات في نواة الذرة يساوى عدد الكتلة فيها واخف الذرات هي ذرة الهيدروجين وأثقل الذرات هي ذرة اليورانيوم الطبيعي الذي كتلته الذرية (238) . ونظيره القابل للانشطار هو اليورانيوم الذي عدد كتلته الذرية (235) ... تابع بالعدد القادم الحلقة الثانية بعنوان : (الطاقة والقوة).<
Shukri alzoatree @ yahoo.com