كروان عبد الهادي الشرجبي
هل تبدلت طبيعة البشر أم أن أحوال الدنيا هي التي تغيرت؟
هل ماتت الرحمة ؟ وانتحرت العاطفة؟ وتحول الإنسان إلى كائن عدائي يسيره الحقد، وتُحدد الكراهية أفعاله وأخطاءه.
هل عدنا إلى عصر الغابة حيث البقاء للأقوى وفيها يفترس القادر منا العاجز والضعيف ؟
أرجو الآ أتهم وأنا أطرح هذه التساؤلات بالتشاؤم والخوف إلى آخر هذه الاتهامات؟
والواقع أن ما يدفعني إلى طرح هذه التساؤلات هو كميات الأخبار الهائلة والمتراكمة التي تطالعنا بها مختلف أنواع وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة في كل ساعة وفي كل محطة في لحظات الليل والنهار.
ومبعث القلق والخوف على الحاضر والمستقبل هو نوعية هذه الأخبار، يصعب علينا إعادة أو تكرار كل ما ينشر ويذاع في هذا الحيز المحدد لنا.
ولكن ما حدث في دافوس أشعرني بخيبة أمل كبيرة وأيضاً اقلقني لأن من كان يدافع ويصر على ما في دماغه على غزة هو رئيس الوزراء التركي " اردوغان" ومن وقف في وجه الرئيس الإسرائيلي ودافع عن أهالي غزة وعن حركة حماس. هو "اردوغان" ومن خرج من القاعة غاضباً هو " اردوغان" ومن بقي منصتاً خاشعاً لما يقوله الإرهابي "بيريز" هو أمين عام جامعتنا العربية.
فيا للعجب لم يخرج حتى من القاعة تضامناً مع رئيس الوزراء التركي، ليكون له موقف شجاع تجاه الحكومة الاسرئيلية التي لم تتوانى عن قتل الأبرياء والأطفال وكان الإرهابي يتفاخر بذلك، مع ذلك أصر" عمر موسى" على البقاء وهذا ما جعلني اقلق واشعر بالخوف فخوفي وقلقي على غزة لأنها ستظل في حصار وستظل تحت رحمة من لا رحمة فيهم. فأمين عام جامعتنا لم يستطع الخروج خوفاً من إسرائيل . ولكن هل تعتقدون أنه كان خوفاً أم تواطئاً ؟ لأن جلوسه يعني الموافقة على كل ما قيل وسيقال وهذا أمر فضيع ألا ترون معي أنه أمر يستحق القلق؟؟!!..<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM