;

اليمن.. مهام صعبة في مواجهة القاعدة المصطنعة 853

2009-02-03 00:34:43

عبدالوارث النجري

بعد إعلان تنظيم القاعدة وحدته تحت مسمى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" لم يعد خافياً على أحد من المهتمين بشؤون الجماعات الإرهابية حقيقة هذا التنظيم الذي صار وهماً لا وجود له ولا قيادة ولا أفراد خاصة بعد ملاحقة القوات الأميركية للزعيم الروحي للتنظيم أسامة بن لادن إلى كهوف وأكواخ تورابورا، فالقاعدة الشاذة عن روح الدين الإسلامي هي اليوم صناعة أميركية صهيونية إيرانية بشكل خلايا إرهابية قائمة تتلقى كافة الدعم المالي واللوجستي من مخابرات الدول السابقة الذكر إلى جانب الدعم المادي لتظل على أهبة الاستعداد حين تقتضي المصالح السياسية لتلك الدول وما يواكب المتغيرات الإقليمية والدولية تمهيداً لتنفيذ مخططات احتلال واستعمار أعدت مسبقاً تستهدف منطقة الجزيرة العربية خاصة بعد سقوط العراق والانقسام الكائن اليوم داخل الصف الفلسطيني إلى جانب الخلافات العربية العربية، فإعلان التنظيم وحدته عبر شريط الفيديو وقيادته المشكلة من اليمن والسعودية، واختيار اليمن مركز التواجد وممارسة النشاط الإرهابي يكشف باليقين عزم أركان المشروع المخابراتي السابق الذكر لاستهداف اليمن من خلال تلك الخلايا القائمة، وعبر عدة محاور تهدف جميعها إلى إثارة الفوضى وانعدام الأمن ومن ثم القضاء تدريجياً على نظام صنعاء إذا لم يستجب لأهم مطالب تلك القوى الإقليمية والدولية المعادية لبلادنا وفي بدايتها تحويل جزيرة سقطرى إلى قاعدة عسكرية أميركية غربية، أما تلك المحاور التي سيتم إثارتها وممارسات الضغوط على اليمن حولها فهي أولأً القرصنة ومحاربتها في حوض البحر الأحمر والخليج العربي وإظهار اليمن أطول شريط ساحلي بالعاجز المتفرج الذي يشكو هو الآخر من ممارسات قراصنة البحر ومن يقف وراءهم ثانياً: إعادة الحياة والنشاط إلى أجساد تلك الخلايا النائمة للإرهاب والتي ظهرت مؤخراً بحيوية ووحدة أكثر من ذي قبل، تساعدها في تنفيذ المهام الموكلة إليها الكثير من العوامل الطبيعية مثل التضاريس الجبلية ووعورة الطرق داخل المديريات النائية، عدم وجود انتشار أمني مكثف في أهم المحافظات الحدودية وفي مقدمتها المحافظات الوسطى مأرب، الجوف، شبوة، إلى جانب محافظات صعدة، حضرموت والمهرة، ولعل إعلان رئيس الجمهورية بدمج قوات حرس الحدود بخفر السواحل من أهم المعالجات الهادفة لمنع تسلل تلك الجماعات الإرهابية إلى البلاد عبر الحدود البرية والبحرية، إلى جانب العوامل الاجتماعية مثل انتشار ظاهرة الثأر وحمل السلاح والتي بدأت الحكومة تسعى للحد منها خاصة في المدن الرئيسية، أما المحور الثالث فيتمثل من خلال سعي تلك القوى الاستعمارية التوسعية لإثارة الفوضى والقلاقل من خلال العمل على إشعال حروب أهلية مستمرة وطويلة لعدة سنوات سواء القبلية منها أو المذهبية كما هو حاصل في صعدة إلى جانب ما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية من قلاقل تحت مسمى "حراك المحافظات الجنوبية"، لذا فإنه من الصعب التعامل مع جملة من القضايا المتعلقة بالأمن الوطني شديدة الحساسية في وقت واحد، خاصة في عصرنا هذا وما وصل إليه العالم من أحدث التقنية التي ساهمت في تطوير الجريمة وغموض مخططاتها وأهدافها وهوية عناصرها فلو أخذنا على سبيل المثال المساعي الصهيونية للسيطرة على الممر الدولي باب المندب وعلاقة الموساد الإسرائيلي بما شهدته سواحل اليمن منذ العام 90م إلى اليوم من مؤامرات خارجية بغية تحقيق ذلك الهدف وفي مقدمتها حرب صيف 94م وكذا احتلال جزيرة حنيش من قبل أرتيريا وأخيراً صناعة ما يسمى بالقرصنة الصومالية، ومما لا يدع مجالاً للشك أن دمج حرس الحدود مع خفر السواحل سيساهم بشكل كبير في كشف الكثير من الغموض حول ما يحاك ضد بلادنا من قبل القوى المعادية والمخططات الخارجية، لكن الأمر يجب ألا يقتصر في عملية الدمج فقط بل يجب تنفيذ خطة انتشار أمني واسعة داخل مديريات تلك المحافظات الحدودية مأرب، الجوف، شبوة، صعدة، حضرموت، المهرة، هذا من جانب ومن جانب آخر يجب مراقبة كافة أنشطة المنظمات المدنية المشبوهة وخاصة تلك التي لها ارتباط بمنظمات مدنية خارجية معروف عنها بأنها مؤسسات مخابراتية، إلى جانب وضع كافة العناصر العائدة من السجون والمعتقلات الأميركية والغربية والإيرانية والإسرائيلية تحت مراقبة العيون الساهرة والسعي لدمجها بكافة شرائح المجتمع والتحاور معها وهي طليقة لا داخل السجون مع وضعها في نفس الوقت تحت الرقابة، العمل بجدية وإخلاص في القضاء على عناصر الفساد وخاصة داخل الأجهزة الأمنية وفي مقدمتها التعامل بالرشوة الوساطات والمحسوبية، وقبل هذا وذاك إيجاد حلول ودراسات اقتصادية ناجحة لإخراج الوطن والمواطن من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والتي تزداد سوءاً إلى جانب تفعيل القطاع الإعلامي وبالذات الرسمي إلى مستوى الإعلام العربي والعالمي في مجال التوعية وتنمية أفكار المواطنين حول خطورة ما يحاك ضد الوطن بصورة مستمرة وكشف خطورة بعض العادات والتقاليد السيئة والأفكار المغلوطة الدخيلة على قيم وعادات شعبنا اليمني ومنها ثقافة الكراهية والمناطقية والمذهبية وغيرها، ودعم كافة المؤسسات الإعلامية التي تسعى لمحاربة تلك الممارسات والأفكار الدخيلة على شعبنا، وقبل هذا وذلك القضاء على إخطبوط الفساد المالي والإداري المتجذر في كافة المرافق الحكومية من خلال تفعيل كافة القوانين وسيادة مبدأ الثواب والعقاب وإبعاد الوظيفة العامة عن العمل الحزبي. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد