;

فتح الحدود واستمرارية المقاومة قبل المرجعية 795

2009-02-03 00:36:44

حسن بن حسينون

لا يمكن الحديث عن أية مرجعية للثورة وللمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الذي يعيش بأكمله في سجن كبير اسمه الضفة والقطاع ما لم يتم فتح أبوابه الواقعة على الحدود المحيطة بهذا السجن لأكثر من دولة عربية وخصوصاً مصر والأردن وسوريا ولبنان، وإذا تعذر على من أبرام معاهدات مع الكيان الصهيوني كمصر والأدرن ولفترة قد تطول أو تقصر قبل إعادة النظر في هذه المعاهدات، فلا عذر أمام كل من سوريا ولبنان إغلاق حدودها واستمرارها مغلقة أمام شعب محاصر يذبح على مدار الساعة من قبل الكيان الصهيوني وآلته العسكرية الضخمة، ولا مبرر لكلا الدولتين الانتظار حتى الإجماع العربي على فتحها.

ومع إن ممثلي النظام العربي الرسمي في مقر الجامعة العربية أثناء الحرب العدوانية الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة ونتيجة للضعوط الشعبية التي عمت الشعب العربي من المحيط إلى الخليج وكذا بقية شعوب العالم اتخذوا قراراً بالإجماع على فتح المعابر إلى القطاع رغم كل ذلك إلا أنها مع الأسف لم تفتح وظلت مغلقة.

وإذا كان ذلك قد حدث أثناء المذابح والمجازر والقتل الجماعي للشيوخ والنساء والأطفال وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة وشعبه لأكثر من ثلاثة أسابيع بقى فيها العالم كله بمنظماته الدولية صامتاً وحكوماته التي أدارت ظهرها تجاه كل ما حدث حتى توقفت الحرب من طرف واحد وهو الطرف الإسرائيلي.

وبعد أن توقفت الحرب وتوقفت المقاومة التي دائماً ما تعقبها المشاريع والمخططات واللجان والمبادرات التآمرية التي لم تكن حديثة العهد بالقضية الفلسطينية ولم ينفذ حلاً أو قراراً واحداً من عشرات القرارات التي اتخذت من قبل الجامعة العربية وفي المقدمة مجلس الأمن والجمعية العمومية خلال فترة ستة عقود من عمر هذه القضية المزمنة والمعقدة التي تكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب وازدادت تعقيداً بعد التخاذل العربي والمعاهدات التي أبرمت مع هذا الكيان الغاصب، ليس هذا فحسب، بل إن العديد من الأنظمة العربية قد أصبحت شريكة الكيان الصهيوني في حروبه ومؤامراته على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وآخرها الحرب المدمرة على قطاع غزة وضد حركة حماس تحديداً.

إن أية دعوة لإقامة مرجعية للثورة وللمقاومة الفلسطينية بدلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية التي يعترف بها العالم كله كمثل وحيد للشعب الفلسطيني خاصة بعد أن توقفت المقاومة وكل الحدود والمعابر إلى فلسطين لا زالت مغلقة فإن هذه الدعوات ستكون سلبياتها أكثر من إيجابياتها بالنسبة لوحدة الصف الفلسطيني وأحزابه وتنظيماته داخل فلسطين وخارجها في المخيمات التي تتواجد في أكثر من بلد عربي وفي أنحاء مختلفة من العالم.

إن الخروج من هذا المأزق الكبير والمزمن ليس بالتنظير والبحث عن مرجعيات تدخل الجميع في متاهات وحلول ومعالجات عقيمة وإنما من خلال وحدة الصف الفلسطيني في إطار وحدة وطنية وحكومة وطنية واحدة تضع حداً للمكايدات السياسية بين الأطراف وظاهرة الخيانة والعمالة والتآمرات التي ابتلت بها القضية الفلسطينية التي فتحت الأبواب للتدخلات الإقليمية والدولية على أساس الولاءات وبيع القضية بأبخس الأثمان كان ثمنها غالياً وباهظاً، وكانت السبب في ما وصلت إليه فلسطين والشعب والقضية الفلسطينية اليوم بعد ستين عاماً، هذا أولاً.

وثانياً: استمرارية المقاومة بكل أشكالها وأنواعها بما فيها المسلحة، هذه المقاومة التي أثبتت جدارتها وقدرتها على التأثير على الشعوب العربية وتضامنها في دعم المقاومة بقوة والضغط على النظام العربي الرسمي وجعله يتخذ مواقف منعدمة لصالحها بل إن استمراريتها سوف تتساقط تحت تأثيرها لا محالة، تلك النظم التي تصر على ربط مصيرها ومستقبلها وبقاء الكراسي والعروش بالقوى الاستعمارية، وقد أظهرت المقاومة الباسلة الأخيرة في القطاع جملة من هذه المؤشرات ولا ننسى إن هذه المقاومة قد أفرزت الصالح من الطالح بحيث وقف الصالح مع المقاومة والطالح مع التآمر والخيانة والقوى الاستعمارية والصهيونية.

أما في الجولة القادمة للمقاومة والتحرير فيمالو تخلصت من جميع مشاكلها وأمراضها الداخلية التي سبق وأن أشرنا للبعض منها فبالتأكيد سيكون الخلاص لفلسطين وللشعب الفلسطيني المسلمين منهم والمسيحيين وكل المقدسات التي يتصدرها المسجد الأقصى الشريف على يد رجال التي لا تخلو منهم الساحة الفلسطينية والعربية الإسلامية من أمثال صلاح الدين الأيوبي.

أما إذا ظلت القضية الفلسطينية تراوح مكانها بعد كل حرب تدميرية أقدم ويقدم عليها الكيان الصهيوني في المستقبل والسير على العادة والمألوف، زيارات وفود، مساعدات وإعادة إعمار، اجتماعات ومؤتمرات قرارات، ابتسامات وربت على الاكتاف، مصالحات ترقيعية، استقطاب، تآمر، اتفاقات، هدنة، مقابلات، ندوات، حوارات تلفزيونية، مهاترات تفضي إلى لا شيء، مكايدات، خلافات حادة بين الفصائل المتعددة كل ذلك يعطي مبرراً للكيان الصهيوني على ارتكاب جرائمه بالحروب والدمار والإبادة الجماعية للفلسطينيين كما يمثل كل ذلك أيضاً أسطوانة تعود الشعب الفلسطيني على سماعها طيلة عقود من الزمن.

أما السؤال المحير الذي يحتاج إلى دراسة وتشخيص الباحثين من مفكرين، علماء ومثقفين عرب ومسلمين ألا وهو لماذا الخونة والعملاء والمتآمرون هم من العرب والمسلمين الذين يسقطون في أحضان أعداء الأمة من صهاينة وقوى أجنبية استعمارية بالمئات والآلاف ويتحولون إلى كارثة على هذه الأمة في كافة المجالات بينما لم نشاهد عميلاً خائناً صهيونياً أو أميركياً أو بريطانياً أو فرنسياً أو ألمانياً واحداً يعمل لصالح العرب والمسلمين وللقضية الفلسطينية على وجه الخصوص؟ وإن حدث فقد تم عن قناعة ومواقف إنسانية لا تخضع للبيع والشراء؟

كما أن ذلك وتلك الظواهر لا تقتصر على القوى الأجنبية بل تشمل أيضاً النظم والحكومات العربية التي تعادي وتتآمر على بعضها البعض وتستقطب الآلاف من الخونة والعملاء الذين يعملون ضد شعوبهم وبلدانهم.

وعلى العمالة والخيانة وشراء الذمم تنفق هذه النظم الفاسدة والمستبدة المليارات من الدولارات خوفاً على الكراسي والعروش المعبودة عندهم أولاً وأخيراً، بالإضافة إلى بناء الجيوش الجرارة وأجهزة الأمن والاستخبارات، وأيضاً شراء صفقات الأسلحة بالمليارات بينما الفقر المدقع يعم كافة شرائح المجتمعات العربية.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد