فؤاد قنة
المقاومة هي العز والشرف والسؤدد لأي أمة تريد العيشة الكريمة المعززة رافعة الهامة شامخة بين الأمم، تخضع لها الدنيا وتعيش مرفوعة القامة في أعالي السماء والمقاومة هي سراج يضيء سبيل السالكين الأحرار إلى طريق نور الحرية والكرامة، وهي دمار وحرائق لأعداء الأمة، وهي درع حصين للأمة لكل من تسول له نفسه للقيام ضد الأمة.
إن المقاومة لا تقوم إلا على أنهار وبحار من التضحيات ولا يستقيم أمور الأمة إلا بالمقاومة والمقاومة شريانها الدماء والأشلاء والتضحية بكل غالي ورخيص في سبيل العزة والعيشة الهنيئة التي لا تنقصها الذل والهوان والاستعباد.
ولنا عبرة في التاريخ فالتاريخ مليء بالعبرة والحكم لمن أراد التزود بخيرات وبركات المقاومة، إن الأمم إذا أرادت العيش وهي رافعة رأسها أمام أعدائها غير مطئطئة الرأس.
إن المقاومة والفداء والتضحية هي من مقومات الحياة ولا تستقيم الحياة إلا بها، وهي سلاح الضعفاء ضد الجبابرة والدول العظمى، إنه سلاح فتاك وذو تأثير في الحياة السياسية والاقتصادية والمقاومة هي من تضع العظماء سواء كانوا رجالاً أو دولاً أو أحزاباً وهي من تغير مسار الحياة بجميع نواحيها، وهي المقاومة شوكة وكبده في صدور المتغطرسون بقوتهم الجبارة وسلاحهم الفتاك الذي تمتلكه الدول العظمى، إن المقاومة هي القلب النابض، وهي مقياس حيوية الشعوب من عدمها، والمقاومة هي غذاء الشعوب المستضعفة ضد المعتدين والمتغطرسين.
والمقاومة هي الرئتين للشعوب تستنشق الهواء الذي لا بد منه، وإلا فإن الجسم ميت، المقاومة هي الماء الذي تشربه الشعوب ضد المعتدين ولا تستقيم الحياة إلا به.
والمقاومة هي العين الساهرة التي تبصر بها الشعوب وإلا كانت الشعوب عمياء لا ترى ما حولها، ولنا في التاريخ المعاصر عبر ودروس من المقاومة التي لا تمتلك إلا السلاح الخفيف إلا أنها أخضعت دولاً عظمى وجعلتها ذليلة مهانة تلاحقها الهزائم أمام مقاومة بسيطة لكنها تمتلك رجال لديهم روح معنية فولاذية وعقيدة قتالية لا سبيل لها إلا النصر أو الشهادة وهي تعشق المقاومة عشق الهائم وتتمنى وتندفع إلى الشهادة في سبيل الله وفي سبيل العزة والكرامة وهي تعشق الموت وتحب الشهادة أكثر من متاع الدنيا وهي لا تساوي عند أبطال المقاومة جناح بعوضة.
أمثلة للمقاومة في العصر الحديث
1- المقاومة الأفغانية التي هزمت الاتحاد السوفيتي الدولة العظمى وهي أحد أقطاب وأهم قوة عسكرية جبارة في المعمورة كونها تمتلك ربع الكرة الأرضية ولكنها هزمت وشربت كأس الذل والهوان وخرجت من أفغانستان وهي مطئطئة الرأس مكسورة الشوكة تسحب وراءها الخزي والعار أمام المقاومة بسيطة لا تمتلك إلا السلاح الشخصي وقد وقفت صامدة لمدة "13" سنة صامدة صمود الجبال أمام دولة نووية مرعبة.
2- مقاومة فتنام في وجه الولايات المتحدة الأميركية وخرجت وهي مهزومة تجر ورائها الندم والحسرة لما تكبدته من خسائر فادحة.
3- دخول الأميركان أرض الصومال التي عجزت أمام مقاومة تعتريها الجوع ولكن أبطال المقاومة كسروا كبرياء الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأميركية وأخرجوها وهي مشبعة بالخوف والهلع لما لقته من مقاومة لم تكن في حسبان الأميركان ولقنت المقاومة الصومالية الأميركان درساً لن ينسوه أبداً مهما سولت لهم أنفسهم غزو هذا البلد الجائع المنكوب العائش في حروب منذ 1990م إلى يومنا هذا رغم أن نفوس الأميركان تلهث وراء الصومال إلا أن رعب المقاومة الصومالية لا زالت في عقولهم راسخة.
4- المقاومة في العراق لقد وقفت أمام قوة جبارة تقودها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وخلفهما دول إلا أن المقاومة في العراق صمدت وكبدت قوات التحالف خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات رغم ما يمتلكه هذا التحالف من عتاد عسكري وقوة بشرية هائلة إلا أن التحالف قد وقع فريسة في يد المقاومة وفي مستنقع العراق تستغيث بالخروج من هذا المستنقع الذي كبدها الذل والهوان وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأميركية وهي تراوغ وتدعي أنها حققت نصراً إعلامياً إما على الأرض فالعالم يعرف الحقائق وإلا إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تدعي أنها حققت نصراً فلماذا تريد الخروج من العراق ولعابها يسيل على نفط العراق وهي التي عملت أفلام سينمائية ضد العراق بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل وهي تعلم علم اليقين أنه لا يوجد سلاح دمار شامل بل أن الهدف لغزو العراق هو الاستيلاء على منابع النفط وحماية إسرائيل وتعتبر الاستيلاء والسيطرة على منابع النفط في الشرق الأوسط هدفاً استراتيجياً يجب المحافظة عليه وتحت سيطرة الولايات المتحدة الأميركية كون الولايات المتحدة الأميركية تريد الخروج من العراق بماء الوجه أمام الرأي العام أنها منتصرة ولكن في حقيقة الأميركان أنهم منهزمون في قرارات أنفسهم ولكن المقاومة هي من نغصت عليهم الاستيلاء على النفط وهي تذرف دمعاً ودماً وحسرة على النفط والمقاومة هي من كسرت يد الاحتلال ولفت أيديهم خلف ظهورهم مكبلين لا حول ولا قوة لهم أمام إصرار المقاومة رغم أنها استعانت بالخونة والمرتزقة من الأوغاد والمنهزمين من الدول العربية والمجوس من إيران للقضاء على المقاومة ولكن دون جدوى وها هي تستغيث وتناشد القادة السياسيين بالخروج من مستنقع العراق بأي حال وبأي وجه وبأي طريقة المهم الخروج من أرض العراق.<