شكري عبدالغني الزعيتري
تحتل الخامات الذرية (النووية ) وأساليب البحث والتنقيب عنها وتقدير احتياطياتها مكانه هامة في أي برنامج معتمد متكامل لاستخدام الطاقة النووية في الاقتصاد القومي للبلد التي تستهدف استخدام الطاقة النووية والعالم العربي علي امتداده الشاسع يزخر بالتوضعات المختلفة للمواد الذرية سواء علي شكل خامات تقليدية أو ضمن خامات الفوسفات الواسعة الانتشار في منطقة الشرق الأوسط. وبصفه خاصة فان العديد من الخامات الذرية (خامات اليورانيوم تتواجد في بلدان عربية منها (مصر، و سوريا، و الأردن، وليبيا، واليمن. . ). وقد أنشئت بعض الدول العربية أقسام جيولوجيا تختص بعملية البحث عن الخامات الذرية (خامات اليورانيوم ) بداء عمل بعضها في وقت مبكر منذ عام 1956م حيث اسند لها الاختصاص بإجراء البحوث والدراسات والتجارب للكشف عن موارد الخامات ذات الأهمية في الطاقة الذرية (النووية ) واستخراجها وتصنيعها وتنظيم عمليات استيرادها وتصديرها وتداولها واستخدامها. ولكن توقف هذا النشاط في دول عربية إذ تم ممارسة ضغوط عليها من قبل دول كبري لتعليق نشاطاتها في هذا المجال لأسباب (سياسية وأمنية ) وبعضها لأسباب (اقتصادية وفنية ). . وعموما فان البحث عن اليورانيوم تتم بعدة طرق منها ما يسمي بالتخريط الجيولوجي و المسح الإشعاعي الجوي أو الجييولوجيا التصويرية والاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية أو المسح الإشعاعي الأرضي وهي من أكثر طرق الاستكشاف استخداما في البحث عن اليورانيوم أو بطريقة الجيوفيزيقية والجيوكيميائية أو الحفر الآلي. ويرافق ذلك الدراسات المواكبة لإعمال للاستكشافية الحقلية والميدانية العديدة من الدراسات التي تجري علي العينات التي تجمعها الجيولوجيون أثناء عملهم وتشمل التحاليل الكيميائية والمعدنية والإشعاعية والدراسات البيروجرافية وغيرها. . . وبعد هذه المرحلة الأولي يتم الانتقال إلي المرحلة الثانية وهي استخراج خام اليورانيوم في منطقة ما إذ يتم فتح المنجم المناسب ويعتمد ذلك إلي حد كبير علي ظروف وطبيعة الخام فمثلا إذا كان الخام عميقا في باطن الأرض يتم استخراجه بمنجم تحت سطحي وذلك بحفر نفق راسي إلي قاع الخام ثم التفرع من هذا النفق الراسي علي الجانبين في مستويات متعددة صعودا ويستخرج الخام من هذه الأنفاق الجانبية وينقل إلي قاع النفق الراسي ثم يرفع إلي السطح وينقل إلي مواقع تشوينه. أما إذا كان الخام قريبا من السطح فيفضل في هذه الحالة استخراجه بواسطة المنجم المكشوف وهو عبارة عن حفرة كبيرة تزال منها الصخور التي تغطي الخام ثم يكسر الخام وينقل إلي أماكن التشوين أما إذا كان الخام مكشوفا علي سطح الأرض فيتم تكسيره مباشرة وتشوينه وعند تشوين الخام فانه يقسم إلي أكوام حسب رتبته أي نسبة اليورانيوم فيه حتى يسهل إمداد مصانع التركيز بالرتبة المطلوبة بخلط الكميات المناسبة من الرتب المختلفة وتحدد رتبة الخام عند تشوينه علي أساس شده الإشعاع المنبعث منه ويتم ذلك بإمرار كل حمولة خارجه من المنجم بين مجموعة من أجهزة قياس شده الإشعاع التي تمت معايرتها مسبقا لتحديد نسبة اليورانيوم في هذا الخام بناءا علي شدة الإشعاع المنبعث منه وعلي أساسها يتوجه سائق الناقلة إلي الكومة المناسبة وعادة ما تتراوح نسبة اليورانيوم في الخام المستخرج من المناجم بين (1'0 %) أي كيلوجرام واحد ألي عشرة كيلوجرام في الطن ولكن قد تزيد هذه النسبة أو تقل كثيرا حسب ظروف كل خامة خاصة إذا كانت تستخرج من الخام فلزات أخرى كناتج ثانوي كما يحدث في جنوب إفريقيا حيث تبلغ نسبة اليورانيوم في خاماتها حوالي ( 025'0 % ) أي ربع كيلوجرام في الطن الواحد فقط. . . إذ أن دورة وقود مفاعلات الماء الخفيف تشمل ثمانية مراحل هي : (1) استخراج خامات اليورانيوم من لمناجم (2) استخلاص اليورانيوم من خاماته (3) تنقية الركاز الأصفر (4) إثراء اليورانيوم او تخصيبه (5) تحويل اليورانيوم (6) تصنيع وحدات الوقود (7) احتراق الوقود (8) معالجة الوقود المحترق. . . تابع بالعدد القادم الحلقة الخامسة بعنوان( مرحلة استخلاص اليورانيوم وتنقية الركاز الأصفر )
Shukri_alzoatree@yahoo. com