محمد أمين الداهية
هل من الضروري الاهتمام بالمبدعين والمتميزين وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم وتهيئة الأجواء الملائمة لصقل مواهبهم وإبداعاتهم إن لم نقل تبنيهم، اعتقد أن الإجابة معروفة ولا تحتاج إلى التأني أو التفكير وقد يستغرب البعض على سؤال كهذا، ولكن في ظل الظروف الحالية التي نعيشها، وفي ظل المبدعين الذين يشكون موت إبداعاتهم واختفاء مواهبهم تدريجياً بسبب عدم معرفتهم إلى أين يتجهون وما هي الجهة الأصلية التي تحتضن مواهبهم وإبداعاتهم حتى وإن وجد المبدع الجهة المتعلقة بإبداعه فالمسافة تكون بعيدة جداً بين إبداعه الذي يحاول أن يبرزه وبين المسؤول في الجهة التي يرى أنها هي المسؤولة عن اختفائه وتقديم المساعدة اللازمة له من أجل الإبداع لا غير، والمبدع في الغالب لا ينظر إلى المقابل المادي، فنظرته وطموحه لا يكون إلا عن الجهة التي يرى أن من واجبها الاهتمام به وبإبداعه، وليس عكس ذلك إهماله وتهميشه، أتحدث عن هذا المجال وذلك بعد تلك المناقشة التي دارت بيني وبين الأخ/ وليد الزبيري والذي كان الحديث عن الإبداع والمبدعين نقطة التعارف بيننا فالأخ وليد فنان تشكيلي له مشاركات عدة داخلية وخارجية حسب ما حدثني، ولكن نظرته حول الاهتمام بالمبدعين وحديثه عن ذلك فيه الكثير من الألم والحسرة، فمثلاً هو مبدع في الفن التشكيلي وله مشاركات في ذلك إلا أنه يرى أن وزارة الشباب ووزارة الثقافة بعيدتان جداً عن الاهتمام بالمبدعين ولا توفران للمبدع أدنى اهتمام أو رعاية، فيتمنى وليد أن تستغل بعض المساحات في الجمهورية وإن تسارع وزارتي الثقافة والرياضة إلى إنشاء المكاتب الثقافية وأيضاً الأندية الرياضية على مستوى كل مديرية فأغلب المديريات يفتقرن إلى حد كبير مثل هذه المشاريع..
حيث لا بد أن تتوفر خدمة للإبداع والمبدعين وأيضاً الإعلام والذي لا بد على وزارة الإعلام أن تظهر المبدعين الشباب وأن تسلط الضوء عليهم وعلى إبداعاتهم فقد يحدث ذلك أثراً إيجابياً لوزارتي الثقافة والرياضة، وربما من خلال ما سيظهره الإعلام سيحظى المبدعون بشيء من الرعاية والاهتمام.
الشباب هم بناة الأوطان وهم من بأيديهم مجد وسمو أوطانهم، فمن أجل الوطن ومن أجل سموه لا بد أن يحظى المبدعون بالاهتمام اللازم، ولا بد أن توجد مراكز خاصة في كل مديرية تهتم بالإبداع وترعى المبدعين فذلك سيخدم الوطن كثيراً.