كروان عبد الهادي الشرجبي
أصبحت اللغة الإنجليزية في الفترة الأخيرة شيئاً مهماً في حياتنا وليتنا نعمل على تدريسها لأطفالنا وذلك عن طريق المدارس الخاصة. وذلك ليس خطئاً وإنما شيئاً ممتاز لأن اللغة الإنجليزية باتت حلقة الوصل مع أحداث التطور.
هذا كلام الكل يعرفه أعلم ذلك ولكن ما وراء كتابتي هو أن البعض يستخدم اللغة الإنجليزية في كل وقت وفي كل مكان بداعي وبغير داعي.
إذ ظهرت موضة بين الشباب والشابات وهي خلط الكلام فنجدهم يتكلمون كلمة عربي وعشر كلمات انجليزي ، فمرة من المرات كنت أتجول في عدن مول لشراء بعض الأغراض فصادفت مثل هؤلاء كثيراً ودفعني فضولي لأسأل إحدى الفتيات عن جنسيتها فأجابت أنها يمنية وكانت إجابتها بالإنجليزية.
فأخبرتها إذا أنت يمنية لماذا لم تردي على سؤالي بالعربي؟ كانت إجابتها أن اللغة العربية لغة صعبة ومعقدة وهي وصديقاتها يعجزون عن التعبير باللغة العربية وأن اللغة لكثر بساطة ونحن محاطون بها طوال الوقت وعلى العموم هي لغة غير مكلفة وهي التي تربينا عليها في البيت والمدرسة والجامعة وسوف تفتح لنا أبواب العمل في المستقبل هذا كان مفاد إجابتها وطبعاً أثناء حديثها كانت تخلط بين اللغتين أنا لست ضد الإنجليزية فقد باتت حلقة الوصل مع أحداث التطور وباتت مهمة كثيراً ولكن يقولون اللغة مرآة الشعوب فهل أصاب مرآتنا خدش فباتت الصورة ممزقة بين عربي باللسان والصعوبة وآخر لسانه تسللت إليه اللغة الأجنبية لم يعد يمتلك من هويته العربية سوى الاسم على الورق ولابد لنا أن نتساءل من المسؤول عن الخلطة اللغوية التي ضيعت حواراتنا اليومية حتى بتنا نسمع لغتين أو أكثر في جملة واحدة.
إذن نحن سلمنا بالأمر الواقع واعترفنا بأنه لا مفر من تقبل اللغة الأجنبية خاصة بعد أن فرضت نفسها في كافة نواحي الحياة ولكن في المقابل علينا أن لا نهمل لغتنا العربية فهي لغة الضاد ولغة العروبة وعلينا أن نخلق حالة توازن بين ما هو مطلوب وما هو ضروري وما هو بديهي وأساسي . فاللغات الأجنبية ضرورية ولكن لا بد أن تكون لغتنا العربية سليمة تماماً فاللغة العربية مطلوبة حتى وأن كان الاهتمام بها قد تضاءل للأسف في الآونة الأخيرة.