محمد أمين الداهية
الإرادة هي النقطة الأولى للانطلاق السريع نحو ما ينشده الإنسان ويأمل في الوصول إليه، ولا يمكن للإرادة أن تحقق نجاحاً ما لم تكن هناك عزيمة وإصرار للوصول إلى نقطة النهاية في الحلقة الأولى من الطموح، لقد أصبح حال الشباب في هذه الأيام يدعو لوقفة جادة من قبل علماء الاجتماع ومختصي علم النفس لدراسة حديثة حول الركود الشبه المسيطر على الغالبية من الشباب، الذين لم نعد نراهم إلا وجوهاً عابسة وقلوباً مكسورة، وكلاً لديه أسبابه التي يراها مقنعة، رغم أن رؤيته سلبية للغاية؛ لأنه يجبر نفسه على تقبل تلك المبررات التي يصطنعا، ولكن ما هو الحل؟ وإلى أين يذهب مثل هؤلاء الحيارى من الشباب؟ ومن هي الجهة التي من واجبها احتضانهم؟ وهل من المفترض أن تكون هناك جهة تبحث عنهم أم أن عليهم التوجه كلاً إلى الجهة التي يرى أنها مسؤولة عليها وبأمكانها أن تقدم له ولو جزء بسيطاً من خدماتها تجاه هذا الشاب إذا كانت مسؤولة عليه؟ كوزارتي الثقافة والرياضة والتي من اختصاصهما رعاية المواهب والمبدعين والعمل على صقل مواهبهم وإبداعاتهم كلاً في مجاله وتخصصه هذا جزء من الهم المخيم على المبدعين الذين لم يجدوا من يحتضنهم، أما الفئة الأخرى فتكمن في خريجي الجامعات والذين قد مر على تخرجهم سنين وإلى اليوم ما زالوا على أرصفة الجولات بزنابيلهم البلاستيكية ومجارفهم ينتظرون من يأتي إليهم من المواطنين للحصول على قوت يومهم، إن مثل هؤلاء الشباب نجد أن اليأس قد استحوذ عليهم وأن ملفاتهم في الخدمة المدنية لم تعد تعني لهم أي شيء فيا علماء الاجتماع ويا علماء النفس هل بإمكانكم معالجة المسؤولين عن مثل هؤلاء الخريجين منذ سنين؟ لعلهم يفيقون من غفوتهم وبدورهم يمكن أن يشفى هؤلاء الخريجين من مرض اليأس والعداء للواقع، وأنتم من جعلتم اليأس يمتلككم ألم تسمعوا أيها الشباب عن الإرادة والعزيمة والإصرار على تحقيق الطموح فمهما كانت الأقدار أقوى منكم ومهما تصورتم الواقع بأبشع صورة ومهما حاول البعض أن يعيق طموحكم وأن يوجد فيكم وباء اليأس وندب الحال والواقع لا بد بل يجب عليكم أن تكونوا أقوى من كل شيء لا بد أن تجعلوا ثقتكم بالله أكبر من الواقع وأشواكه ومطباته ثقوا أنكم أقوياء وبإمكانكم أن تحققوا طموحكم بإمكانكم أن تقتلعوا جذور اليأس من صدوركم وأن تغرسوا بدلاً عنه الأمل المصحوب بالإرادة القوية فلنحاول جميعاً أن نحرق صفحات اليأس وأن نبدأ حياة جديدة نرسم أهدافنا فيها ونصنع خطة للوصول إليها وبالصبر والإرادة تكمن السعادة. 
