شكري عبدالغني الزعيتري
بعد اكتشاف ظاهرة النشاط الإشعاعي ظهرت أهمية المواد النووية وظهرت استخدامات جديدة للمواد المشعة لتوليد الطاقة النووية الهائلة والتي أصبحت سمة من سمات حضارة الإنسان المعاصر. ومع تزايد الحاجة للكشف عن مكامن خامات العناصر المشعة تم توظيف جوانب من علم الفيزياء النووية في توجيه عمليات التنقيب الجيولوجية في الكشف عن مواقع تواجد هذه الخامات في مختلف صخور القشرة الأرضية بالاعتماد على صفة الإشعاع التي تنفرد بها العناصر المكونة للمعادن المشعة وتم تصميم أنواع كثيرة من أجهزة الكشف عن الإشعاع سهلة الحمل لأغراض التحريات الميدانية ولمسح ولقياس شدة الإشعاع المنبعثة من مختلف الصخور في أماكن تواجدها وتثبيت مناطق الشذوذ الإشعاعي وتحديد العناصر الباعثة لهذه الإشعاعات بواسطة تحديد طاقاتها المختلفة. و تم التركيز في عمليات التحري والتنقيب على ترسبات خامات عنصر اليورانيوم (U235) ويسمي اليورانيوم القابل للانشطار وهو العنصر الوحيد الذي يتميز بخاصية الانشطار النووي تحت ظروف خاصة. وقد وأفادنا الأستاذ المهندس / جمال عبدالجليل الزعيتري مدير مشروع المواد المشعة بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية بوزارة النفط والمعادن اليمن صنعاء بالقول : (( أن المقصود بالنشاط الإشعاعي : هي عبارة عن انحلال تلقائي : انحلال يحدث للنواة بحيث يتغير العنصر الأصلي إلي عنصر آخر مع انبعاث جسيمات وإشعاعات وتحدث هذه الظاهرة بسلسلة اليورانيوم والثريوم في المعادن الموجودة في باطن الأرض. . واليورانيوم هو من أهم العناصر المشعة وهو عنصر يستخدم كمصدر للطاقة النووية. ومن الناحية الكيميائية هو عنصر كيميائي نشيط للتفاعلات الكيميائية وينتمي إلي مجموعة عناصر اللثيوفايل الهامة في الجدول الدوري الحديث ويمتاز بأنه عنصر ثقيل الوزن تنطلق من نواته أشعة ( جاما ) بطاقات مختلفة وجسيمات مختلفة ويستفاد من هذه الخاصية في الكشف عنه ومعادنه الطبيعية حيث يتواجد بإشكال وصور وهيئات مختلفة مرافقة لعناصر كيميائية ومعادنها الرئيسية أو الثانوية التي قد تكون خامات لها جدوى اقتصادية أو لا. وهذا يعتمد علي تكلفة استخلاصها. وعنصر اليورانيوم لة ثلاثة نظائر معروفة وهي النوع الأول : يسمي اليورانيوم الطبيعي والوزن الكتلي له (238) وينتشر في الطبيعة بشكل كبير وبنسبة ( 99% ) عن النوعين الآخرين. . . والنوع الثاني : يسمي اليورانيوم القابل للانشطار والوزن الكتلي له (235) ويتواجد في الطبيعة بشكل ضئيل جدا وبنسبه (7'0 % ) وهذا النوع هو الذي يستخدم كوقود نووي كما يستخدم في إنتاج وصناعة الأسلحة الذرية. . والنوع الثالث : اليورانيوم الذي وزنه الكتلي (234) ويتواجد في الطبيعة بشكل نادر بنسبة اقل من (3'0 % ). . واليورانيوم نتيجة لخصائصه الطبيعية فهو يتواجد في الطبيعية بنسب عادية غير ضارة علي الإنسان. إذ يتواجد في المياه والتربة والأحجار مع كثير من النظائر المصاحبة له كغاز الرادون. . ومن الناحية الجيولوجية يتواجد هذا العنصر في القشرة الأرضية المكونة لسطح الكرة الأرضية وبمعدل (2 4 ) جرام للطن الواحد كما يمكن أن يتواجد مع نظائره والعناصر المشعة الأخرى في المياه ومياه البحار وغيرها. . وبشكل عام يتواجد هذا العنصر بشكل اليورانيوم الطبيعي وبصفة خاصة في الصخور الحامضية خاصة الجرانيت والبجماتايت وعروقها المنتشرة في السلاسل الجبلية والطبقات الصخرية المنتشرة بالقشرة الأرضية وتضاريسها والتي تغطي الكرة الأرضية وتعتبر الدول العربية واليمن احد المواقع التي يتواجد بها هذا العنصر (اليورانيوم الطبيعي ). وتكون بالنتيجة أن الإنسان في هذه المواقع يتعرض لجرعات إشعاعية نووية طبيعية تختلف من موقع إلي آخر بحسب نوعية الصخور الحاملة له وهذا طبيعي لا يخلف أي تأثيرا علي الصحة العامة أو البيئة بل بالعكس إن لهذه التأثيرات الإشعاعية كما يقول العلماء لها طفرات محسنة للجينات ويفترض أن تقدر الجرعات الإشعاعية التي يتعرض لها الإنسان السنوية والناتجة من الصخور أو التربة بحيث تحدد احتمالات الأضرار الناتجة منها أو من الإشعاعات الصناعية بحيث يتم تفادي الجرعات التي تفوق عن احتمالات قبول جسم الإنسان لها إذ تمثل إي إشعاعات صناعية أو ملوثات إشعاعية ناتجة من عمليات صناعية كإضافة لجرعات إشعاعية طبيعية ولما يتقبله الجسم فيؤدي إلي تزايد كمية الجرعات إلي أن تصبح هذه الإضافات محصلة جمع الإشعاعات الطبيعية بإجمالية كمية إشعاعية تفوق قدرة جسم الإنسان تقبلها فتصبح ضارة. . (فمثلا الإشعاعات الصناعية تأتي من الإشعاعات السينية التشخيصية والعلاجية أو الأجهزة المضيئة التي تبث إشعاعات أو تلوث مواد غذائية ببعض الملوثات الإشعاعية التي تسربت أثناء تصنيعها أو دخول وانتقال الغبار الذري الذي ينتقل عبر الهواء من مواقع التفجيرات النووية أو انفجارات مفاعلات نووية في دول مجاورة. . )). وتتواجد لعنصر اليورانيوم في الطبيعة معادن أساسية ومعان ثانوية معروفه يبلغ عددها أكثر من خمسة عشر معدن ومن أشهرها اليورانايت وغلبا ما تكون العوامل المناخية والجيولوجية والطبوغرافية ساهمت في الاحتفاظ بها دون تحول أو تأكسد كما هو حاصل في معادن أفريقيا وأمريكا وغيرها من الدول. . . وهنا تعتبر هذه المعادن لها قيمة اقتصادية وإستراتيجية يستفاد منها في العمليات الصناعية المتعددة. . وفي هذه الحالة تختلف أضرار التأثير الإشعاعية علي السكان. . وفي الوطن العربي تواجد ظواهر إشعاعية لبعض المعادن الثانوية لليورانيوم وعنصر البوتاسيوم المشع وهو لا يشكل أهمية أو ضرر علي البيئة والسكان. . وتتميز معادن اليورانيوم بألوان متعددة كبقية المعادن والمعادن الثانوية لليورانيوم كثيرة ومنشره وبشكل واسع ولها ألوانها المميزة الصفراء والخضراء والبرتقالية والحمراء. . . وللحصول علي معادن اليورانيوم المذكورة يعتمد بدرجة أساسية علي خاصية النشاط الإشعاعي. . . كما انه ليس كل ما يشع من معدن يحمل معادن اليورانيوم. . وليس كل معدن يشع هو يورانيوم إذ أن كثير من المعادن تشترك في خاصية النشاط الإشعاعي (فمثلا ليس كل ما هو اصفر اللون ويلمع هو ذهبا ). . . تابع بالعدد القادم غدا الحلقة الرابعة بعنوان ( البحث والتنقيب عن اليورانيوم)
Shukri_alzoatree@yahoo. com