شكري عبدالغني الزعيتري
... فبعد الانتهاء من المرحلة الثانية والتي وشرحناها بالحلقة السابقة وهي البحث والتنقيب عن اليورانيوم واستخراج خام اليورانيوم يتم الانتقال إلي المرحلة الثالثة وهي استخلاص اليورانيوم من خاماته إذ دائما تقام وحدات استخلاص اليورانيوم من خاماته بالقرب من المناجم بقدر الإمكان لتقليل تكاليف النقل وفي هذه الوحدات يمر الخام بعدة عمليات تبدأ بتكسيره إلي حبيبات دقيقة بقطر في حدود المليمتر ثم طحنه علي عدة مراحل لتوصيله إلي حجم الحبيبات المناسبه حسب الدراسات المسبقة ثم معالجته بعد ذلك بالمحاليل المناسبة لتحويل اليورانيوم إلي مركبات ذائبة في هذه المحاليل . يفصل بعد ذلك المحلول الذي يحتوي على اليورانيوم من المواد الصلبة بالترشيح ويعاد ترسيب اليورانيوم من هذه المحاليل على هيئة مركبات كيميائية مختلفة لليورانيوم مع بعض الشوائب حسب الطريقة التي استخدمت في ترسيبها ويتم التخلص من المواد الصلبة كنفايات ثم يجفف الناتج النهائي ويعبأ . وبغض النظر عن التركيب الكيميائي للناتج النهائي فهو في كل الحالات يكون علي هيئة مسحوق اصفر يعرف باسم الركاز الأصفر أو( العجينة الصفراء ) واليورانيوم في هذا الركاز يتكون من النظيرين (اليورانيوم 235 + اليورانيوم 238 ) وبنسبة ( 140 : 1 ) ولكنه قد تخلص تماماً من النظائر المشعة التي تكون سلسلتي اليورانيوم والاكتينيوم حيث تبقى هذه النظائر مع النفايات الصخرية الصلبة التي استخلص منها اليورانيوم ولذلك فان العجينة الصفراء لا تطلق أشعة (جاما) ولذلك لا تؤثر علي العدادات الإشعاعية فاليورانيوم يتحلل إشعاعيا بإطلاق أشعة ( بيتا) فقط أما أشعة جاما في خامات اليورانيوم فمصدرها نظائر سلسلة التحلل الإشعاعي مثل الراديوم والرصاص المشع .. وهناك طريقتان أساسيتان لاستخلاص اليورانيوم من خاماته هما : الأولي الطريقة الحامضية التي يستخدم فيها حامض الكبريتيك كعامل أساسي في إذابة اليورانيوم . والطريقة الثانية تسمى القلوية ويستخدم فيها كربونات الكاليسوم كعامل أساسي في إذابة اليورانيوم وهناك طريقة ثالثة أخرى غير تقليدية لاستخلاص اليورانيوم تستخدم فيها بعض الأحماض العضوية ولكنها لازالت في مرحلة التجريب والميزة الأساسية لهذه الطريقة الثالثة هي خفض تكلفة محاليل الإذابة . وفي حالة الخامات المنخفضة الرتبة تجري بعض الدول عمليات استخلاص اليورانيوم منها بطريقتين غير تقليديتين لتقليل تكلفة النقل إلي حد كبير هما طريقة الأكوام وفيها يتم تكويم الخام بعد تكسيره إلي الحجم المناسب علي مصاطب خاصة حيث يرش عليه محلول الاستخلاص برشاشات خاصة ثم يجمع المحلول في مجاري خاصة من المصطبه ويعاد رشه على الخام في دورة مغلقة حتى يتشبع وبعدها يجمع المحلول في مستودعات الترسيب حيث يرسب منه العجينة الصفراء . أما في طريقة الاستخلاص الموضعي فتستخدم في حالة الخامات التي توجد علي أعماق ضحلة وفيها لا يستخرج الخام من موضعه بل يتم الوصول إليه بواسطة حفر سلسلة من الآبار حيث يضخ محلول الإذابة في بعضها تحت الضغط المناسب ثم يشفط المحلول من بعض الآبار الأخرى بعد مروره في الخام وقد يحتاج الأمر إلي تكسير الخام في موضعه أيضا عن طريق عمل بعض التفجيرات في بعض الآبار التي تخترقه وتستلزم كلتا الطريقتين إجراء دراسات مسبقة لتحديد الظروف المثلي لكل حالة وكذلك لتجنب تلوث المياه الجوفية نتيجة تسرب محاليل الإذابة إليها ... ثم يتم الانتقال إلي المرحلة الرابعة تنقية الركاز الأصفر حيث يحتاج تصنيع الوقود النووي إلي يورانيوم نقي جدا لأن أية شوائب تظل به يمكن أن تكون ماصة للنيوترونات وتقلل من كفاءته كوقود نووي وقبل الدخول إلي المرحلة اللاحقة وهي إثراء اليورانيوم أو تخصيبه يعرض الركاز الأصفر إلي اختبارات كيميائية صارمة للتأكد من مطابقته للمواصفات القياسية المطلوبة وهي اختبارات قد تفوق في دقتها وصرامتها الاختبارات التي تجري على المواد التي تصنع منها الأدوية وفي هذه المرحلة يعاد إذابة الركاز الأصفر واستخدام وسائل كيميائية مختلفة لتنقيته من الشوائب ... تابع بالعدد القادم غدا الحلقة السادسة بعنوان (دورة الوقود النووية وتخصيب اليورانيوم وتخليق البلوتونيوم)
Shukri_alzoatree@yahoo.com