علي منصور مقراط
برزت حالياً وبشكل ملفت ويكاد يكون شبه يومي ظاهرة التقطع والاختطاف للسيارات والتي لم تعد تنحصر على سيارات الدولة والشركات، بل وصل الأمر إلى سيارات المواطنين المغلوبين على أمرهم، فمن اختطاف الأجانب والأطفال والسياح الأجانب نساءً ورجالاً وهي ظاهرة متدنية نسبياً إلى اختطاف السيارات التي تصاعدت وتطورت كثيراً للحد الذي لا يصدقه العقل والمنطق، واللافت أن ذلك يحدث من أفراد من قبائل يدركون العادات والتقاليد والقيم الأخلاقية والدينية والإنسانية ويدركون هذا الجرم الذي يرتكبوه وخطورته بحجة أن لهم مطالب لدى الدولة مثل التوظيف وقطع المعاش أو معتقلين على ذمة قضايا مختلفة.
لقد كانت هذه الظاهرة المقيتة والمسيئة لمجتمعنا إلى الأمس القريب محدودة ولم تبلغ الرقم المخيف كانت تنحصر في بعض المناطق بمحافظات معينة من السهل محاصرتها ووقف زحفها الجارف، لكن للأسف توسعت مؤخراً وانتشرت بشكل مذهل في كثير من المحافظات ومنها محافظة أبين التي أصبحت تتفوق وبشكل مؤلم على بقية المحافظات باختراقها للأنظمة والقوانين النافذة، وهنا وبعد أن كانت تركز الأنظار وعلى ما يحدث في مدينة جعار من مشاكل أمنية وجرائم قتل وإستباحة المرافق العامة وأعمال التفجيرات وإن كانت سرقة السيارات طفيفة مؤخراً شهدت هذه المدينة هدوءاً نسبياً نأمل أن يستمر، لكن الحاصل حالياً انفجار ظاهرة اختطاف السيارات وأعمال التقطع في الخطوط العامة وفي مشهد إرهابي صرف أن يقدم مجموعة من الشبان على إيقاف صاحب سيارة في الخط العام وينزلونه بقوة السلاح ويخطفون سيارته نهاراً جهاراً ويمرون بها من النقاط الأمنية بتبجح واستهتار، هذا ليس شيئاً عادياً الذي يحدث في أبين، بل أسوأ من القراصنة المحترفين الذين يرتكبون جرائم القرصنة على السفن البحرية بامتداد البحار حتى خليج عدن.
لعل ما فرض علي تناول هذه المشكلة وهي قضية الساعة في أبين ما يصلني من بلاغات مؤسفة من المتضررين الذين نكبوا باختطاف سياراتهم فخلال اليومين الماضيين أقدم أشخاص على إيقاف سيارة "دينا" تحمل على متنها معدات لمشروع طريق باتيس رصد وفي خط الاسفلت من جعار إلى باتيس انزلوا صاحب السيارة بقوة السلاح وتركوه في قارعة الطريق وأخذوا السيارة وعند متابعة الجهات كانت الإجابة أن أحد الخاطفين لديه حقوق عند الدولة وفي اليوم التالي أقدم "3" شبان على إيقاف سيارة هيلوكس بنفس الطريق وأنزلوا سائقها وأخذوا السيارة التي تتبع مصنع اسمنت باتيس وستكون الأسباب طلب التوظيف وهذا حق من حقوقهم، لكن ليس بهذه الطريقة التي تتنافى مع الأعراف القبلية وليس القانونية فقط.
أن مثل هذه المشاهد تصور لنا الوضع المنفلت في هذه المحافظة وكم بايكون المحافظ أحمد الميسري في قدرته على المعالجات والإصلاحات ونحن ندرك أنه يعمل بنيات صادقة لكن يفتقد لتعاون معاونيه في تحمل مسؤوليتهم معه وأطالب العقلاء والمثقفين والمشائخ والواجهات إلى الاصطفاف لمعالجة المشكلات الراهنة ومنع تكرار هذه الظواهر لخطر الراهن المحدق قد يعتقد أنه سيدفع ثمنه المسؤولون والصحيح سنكون جميعنا ضحية فتدارك الأمور قبل استفحالها أفضل من خروجها إلى ما يصعب احتواه ولا ينفع الندم وسلامي لكل الخيرين الشرفاء.
رسائل سريعة
الشيخ سالم ناصر عباد المرقشي من المشائخ الذين لهم مواقف طيبة في التدخل لمعالجة كثير من المشكلات القبلية وقد نجح كثير من مساعيه بالفصل بعدد من القضايا ووقف تداعيات الفتن، الأرجح أن أمام هذا الشيخ حالياً كثير من المشاكل الخطيرة التي تحوم من حوله في مصانع الاسمنت واختطاف السيارات نطالبه بالتدخل كعادته لإصلاح ذات البين ومنع كل من يحاولون إشعال الحرائق التي قد تلتهم الجميع والساكت عن الحق شيطان أخرس والله المستعان.
الأوضاع الأمنية بمحافظة أبين بحاجة إلى وقفة جادة ومسؤولة، فقد بلغت خطورة الانفلات ذروتها وما هروب سجناء واغتيال أحد حراس سجن جعار وتوجيهات وزير الداخلية بنقل المساجين إلى عدن يؤكد ما نقوله وما حذرنا منه في السابق، لكن ما زلت متفائلاً بالمدير العام للأمن العميد/ حمود الحارثي بأن لديه آلية وخطة لإعادة الأوضاع إلى نصابها أو على الأقل نسبة "4%" عما كانت عليه سابقاً، وعلى المدير الحارثي أن لا يلتفت لإشاعات التغيير التي يروجها البعض فهو ما زال جديداً ويحمل كثيراً من الأفكار الجديدة وهو يمثل الدولة وليس هواة الإشاعات المحبطة والله الموفق. <