;

المــبـــادئ قـــبـــل المـصــــالــــح 675

2009-02-11 03:29:15

بقلو/ ممدوح طه

الملفات الرئيسية المعقدة الثلاثة التي تطرح نفسها بقوة على إدارة أوباما والتي خلفتها إدارة بوش، هي ملف المقاربة الأميركية الجديدة للتعامل مع دول ما يسمى ب « محور الشر »، وملف ما يسمى ب« الحرب على الإرهاب»، وملف كيفية الخروج من المستنقعات الحربية بإطفاء الحرائق الأميركية المشتعلة على أكثر من بؤرة والانسحاب بترتيبات سياسية لا عسكرية وصولا إلى علاقات جديدة ووصولا إلى السلام، خصوصا فيما يتصل بحالة الاشتباك والحرب والعداء التي ورطت أميركا مع شعوب العالم العربي والإسلامي.

هذه هي الملفات الشائكة التي أدت إلى الحالة التي يحاول الرئيس باراك أوباما، برسائله السياسية ذات الدلالة، وبمبعوثيه ذوي الخبرة الدبلوماسية بأكثر من إشارة إيجابية، إلى الدول العربية والإسلامية التي استعدتها الإدارة السابقة ووضعتها تعسفا بدوافع صهيونية لا أميركية في محور العداء، بهدف تفكيك عقدها وإزالة آثارها الكارثية على مراحل بانتهاج طريق جديد يقوم على الحوار بدلا من المواجهة سالكا الطريق الجديد إلى العالم الإسلامي وصولا معه إلى طي صفحة الماضي.

في ملف «محور الشر» فإن ما انتهت إليه إدارة بوش قبل رحيلها، هو كوريا نووية عسكرية، وإيران نووية و فضائية، وسوريا مستعصية على الخضوع لا أميركيا ولا صهيونيا بعلاقاتها القوية مع جيرانها المسلمين في تركيا و إيران، وجيرانها العرب في لبنان والعراق وفلسطين، بل ووجهت بدعم المقاومة اللبنانية والعراقية والفلسطينية أكثر من رسالة قوية لمن يهمه الأمر في واشنطن وتل أبيب. . وفى ملف «الحرب على الإرهاب» فإن مسرح العمليات بات يمثل مستنقعات حربية تورطت فيها أميركا بالقوة السياسية والعسكرية فجعلت العالم أكثر إرهابا وأقل أمنا، لكنها بجرائمها الحربية وبممارساتها الإرهابية أفرغت الحرب على الإرهاب من مضمونه الصحيح وفقدت مصداقيتها والثقة في شعاراتها الملونة بألوان الحقوق الإنسانية والديمقراطية، بل و أوصلت أعداءها في البلاد التي احتلتها بهذه المسميات إلى وضع إنساني أسوأ وميداني أقوى. .

وحينما وصلت إلى قمة المأزق ووجدت نفسها بلا مخرج أصبحت بحاجة قوية إلى مساعدة من دول «محور الشر ذاتها» لإخراجها من حفرتها بعد أن تخلت الدول الحليفة عنها واحدة وراء الأخرى و بعد أن تخلت هي عن مبادئها وقيمها الأساسية المناصرة للحرية والعدالة والسلام في العالم، وحين تحولت إلى إمبراطورية شر استعمارية رفضتها شعوب العالم !

وآخر المشاهد لتخلي الحلفاء و رفض الشعوب كان إعلان رئيس «قرغيزستان »طرد القاعدة العسكرية الأميركية من بلاده وهي التي أقامتها أميركا لدعم حربها على أفغانستان. .

وفيما تعد إشارة واضحة إلى الانخفاض الكبير في سقف الطموحات الأميركية في أفغانستان بعد تردي الأوضاع الأمنية فيه، مع تصريح وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأن أفغانستان تشكل الآن أكبر تحد عسكري لبلاده وللناتو، وإعلان قائد القوات المشتركة في أفغانستان الأدميرال مايكل مولين بأن السبيل إلى حل قضية أفغانستان قد يكون عبر إيران! ، وآخر التوجهات والتحركات السياسية بتسريع الانسحاب من العراق والحوار مع العالم العربي والإسلامي خاصة مع «محور الشر» فيه سوريا وإيران، وبوضع ملف القضية الفلسطينية على سلم أولوياته العاجلة وصولا إلى السلام، ترجح ذكاء الإدارة الأميركية الجديدة في مقاربتها الجديدة لكل ملفات الكوارث والأزمات الموروثة في الطريق إلى تغيير السياسات الإمبراطورية الاستعمارية الأميركية السابقة وإقامة علاقات إيجابية أميركية عربية وإسلامية وعالمية جديدة تقوم على المبادئ قبل المصالح والحق قبل القوة. . ودعونا ننتظر لنرى !. <

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد