وجدي أحمد عبدالقادر
الأحكام الجاهزة والسرعة في تنفيذها لا تخدم المجتمعات، بل تساعد على تدميرها نهائياً وما حصل من كارثة في الوسط التربوي بإقصاء الدكتور/ النهاري من منصبه وفي هذا الزمن المحرج مع اختتام الفصل الدراسي الأول والبدء في الفصل الثاني فهذا أمر غير مقبول ومرفوض رفضاً قاطعاً لا يقبله عقل ولا منطق.
فالأسلوب الذي اتخذ والذي يراد به تغييره كان خطأً فادحاً من قبل الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بمحافظة "عدن" بإصدار حكم ظالم ضد شخصية تربوية أعطت للمحافظة كل النجاح وحققت في ضل قيادته الرشيدة العديدة من المشاريع المشيدة في المدارس، واحتلت المحافظة في عهده المراكز الأولى في امتحانات التعليم الأساسي والثانوي وتطورت العملية التربوية والتعليمية بالمحافظة من خلال متابعته المستمرة وعلى مستوى الميدان والإشراف المباشر مع فريق التوجيه الفني لجميع مدارس المحافظة.
وبهذه السرعة تسحب الثقة من الدكتور النهاري بقرار غير مدروس وغير مقبول لأن القرار الجمهوري لا يلغيه إلا قرار جمهوري حسب معرفتي وليس قرار الهيئة الإدارية للمجلس المحلي م. عدن.
وما يؤسفنا جميعاً بأن استهداف د/ النهاري كشخصية وطنية وتربوية دون أن نعرف الأسباب هو استهداف للتربية والتعليم هو استهداف لكل الكوادر المتعلمة والمتسلحة بالمعرفة.
وترونا هنا نسأل أصحاب القرار "الهيئة الإدارية للمجلس المحلي م/عدن".
هل بدأت الصلاحيات المطلقة تحاسب؟
وهل فكرت الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالمحافظة بتصفية طابور الفساد من بعض مدراء العموم بمديرية صيرة "المكاتب التنفيذية" الذين أصبحت لهم إمبراطورية كبيرة ومملكة محصنة وأسوار عالية تحميها "رموز" كي تبقى؟
وهل بدأت المحاسبة الحقيقية للفساد والفاسدين من وجهة نظر الهيئة الإدارية للمجلس المحلي م/ عدن؟ إذاً فلنبدأ على مستوى المديريات الثمان ولدينا الاستعداد الكامل في أن نبدأ على مستوى الصحافة المرئية والمقروءة ليحدد الشعب والرأي العام من هو الفساد ومن يحمي الفساد بمحافظة عدن.
فالقرار الذي اتخذ ضد د/ النهاري بحاجة إلى توضيح أكثر للرأي العام لأن الأمور غير واضحة كما روجت له بعض العناصر المقربة من قيادة الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بمحافظة عدن بأن أبرز الأسباب في إعفاء النهاري من منصبه هي تعثر المشاريع المدرسية.
كلام غير صحيح، كلام واهي ولا أساس له من الصحة، فالنهاري هو أول شخص يحاسب إدارة المشاريع والتجهيزات المدرسية ومدير إدارته السابق وكان شخصياً يتابع المشاريع المدرسية عبر النزول الميداني مع أعضاء المجالس المحلية بالمديريات وكلاً في مديريته.
وأتذكر "مشروع ثانوية أبان" التي تجهزت واستكملت لولا جهود الأساتذة أ. أحمد الكحلاني ود. النهاري وأ. خالد وهبي وأ. عوض مبجر وقاموا على الفور بإعفاء مدير إدارة المشاريع والتجهيزات المدرسية بسبب تقاعسه عن أداء عمله.
وللحقيقة شهادة للتاريخ بأن ما جرى للدكتور النهاري كان خطأً وقراراً سريعاً وأنا لست ضد د. العبادي الذي أكن له كل الحب والاحترام وأتمنى منه بأن لا يقبل هذه المهمة بهذه الطريقة والأسلوب.<