نبيل مصطفى الدفعي نشرت الصحف اليمنية خلال الفترة الماضية العديد من الكتابات النقدية المختلفة المتعلقة بالسياسة أو الاقتصاد أو غير ذلك من الجوانب الاجتماعية التي كان أبرزها الكتابات النقدية عن البذخ في الأفراح والليالي الملاح وقد كانت الكتابة عن ذلك يعاقب عليها قبل قيام الجمهورية اليمنية حيث يتم القبض على الكاتب أو الصحفي الناشر لتلك المواضيع ويقدم للمحكمة بتهم مختلفة أبرزها أنه ضد مصلحة الوطن.
الآن الناس أحرار فيما يكتبون، وربما وجد النظام القائم فيما يكتب عامل ردع لسفاهة بعض المسؤولين الكبار والأغنياء السفهاء أو للتنفيس عن الجماهير على الأقل.. وأعتقد وهذا شيء مؤكد أن هذه التصرفات التي تنفق فيها الملايين تزيد من هوة الفوارق الطبقية، فالشباب لا يجد الكثير منهم عملاً، ولا مسكناً ولا عروساً، ولا معنى لوجوده في الحياة، بينما هناك من الأموال تسيل على الأرض كأننا في ساحة قتال دون جدوى، وإذا كان البعض قد سخر من الصراع الطبقي فهناك البعض أيضاً يقول أن السفهاء يخلقونه خلقاً، بل يصبون الزيت على النار في وقت نريد فيه تحقيق السلام الاجتماعي ببعض التنازلات والمداراة وتقديم يد العون.
إن ذلك هو أقل خطر يهدد المجتمع اليمني، فقد تصدع ذلك المجتمع قبل الوحدة اليمنية المباركة وقيام الجمهورية اليمنية من مظاهر سفيهة أقل من هذا الخطر الثاني هو كل ما يتعلق بالمشاركة المتساوية السياسية وإدارة العمليات الانتخابية من قبل ممثلي مختلف قطاعات وفئات الشعب والأحزاب والمنظمات المدنية والاجتماعية وغيرها، بالإضافة إلى حل مسألة الأراضي وأزمة السكن لمحدودي الدخل وغيرها من المواضيع الذي تتجاهل البعض منها الدولة.
أما عن الغلاء وأعباء الأسر فهي وحدها تمثل أخطاراً جسيمة على المجتمع، ولا بد من توافر خبراء للبحث عن تخفيف الأوضاع بشكل جاد عن الأسر اليمنية، أسعاراً وتعليماً وصحة ومواصلات.
الجميع يعلم أن أنماط الاستهلاك قد زادت وتغيرت، ولكن الصراحة ترغمنا أن نقول لكم يا أولياء الأمر ويا ساستنا أن الأوضاع الاجتماعية سيئة وخطرة وفيها معالم مما كان من قبل، يساعد على ذلك أن هامش الحرية السياسية يحتاج إلى مزيد من التوسع.
كلمة أخيرة أن هذه الأوضاع السيئة تمثل شرعية حديثة لنمو الإرهاب، وأقول بقلق وطني خالص أني أرى خلال الرماد وميض نار فأضيقوا وأصلحوا الأمور وإلا لا يعرف أحد ما هو القادم إلا الله سبحانه وتعالى والله من وراء القصد.<
