إسماعيل صالح السلامي
شرع الله عز وجل الزواج حفاظاً على الأنساب ودرعاً من عواقب الزنا، فالزواج سنة من سنن المصطفى الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وحصن حصين يحصن الشباب والشابات على حد سواء، وقد رغب الإسلام في الزواج وحث عليه في القرآن وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما وراءه من أهداف وما يحققه من مقاصد في الحياة الإنسانية، ولا يمكن لأحد الاستغناء عنه، ولذلك عندما خلق الله آدم وأسكنه الجنة لم يدعه وحده في الجنة؛ لأنه لا يمكن أن يسكن الإنسان في الجنة وحده ولا أنيس له ولا جليس، ولذلك خلق الله آدم وخلق من جنسه زوجه ليسكن إليها كما في الآية: "وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة".
فالزواج هو السبيل الناجح لبناء وتشكيل الأسرة السعيدة، ولكن أولياء الأمور يضعون العوائق والمعوقات في طريق الشباب الراغبين بالزواج، فيغالون في المهور ليصل مهر وشرط الفتاة إلى مليون أو أكثر غير آبهين بعزوف الشباب عن الزواج، فهم يتخذون بناتهم كأي سلعة لغرض التجارة وتحقيق الأرباح بغض النظر عن مستقبل بناتهم كون المهور المرتفعة عندما تشكل أعباء وعوامل ضاغطة يمكن أن تثير النزاع بين الزوجين وتوضع البذور الأولى لتوتر العلاقات الأسرية والقرابة، ومن ثم تصبح المهور عوامل غير مباشرة تسهم في التفكك الأسري أو اضطراب العلاقات الداخلية والخارجية للأسرة.
هذا فضلاً عن الشباب الذين لا يقدرون على دفع المهور والذين لا يردعهم وازع ديني فإنهم سيتجهون إلى الزنا تلك الآفة التي باتت تفتك بشبابنا هذه الأيام لا سيما مع انتشار البث الفضائي الذي يبث كل ما يهيج غرائز الشباب والأفلام الأجنبية التي تجعل الشباب يحاول تطبيقها على أرض الواقع، إضافة إلى ذلك ما تلبسه بعض الشابات من ملابس ضيقة وملفتة للنظر تجعلها كوسيلة للمتعة بدلاً من أن تكون شريكة حياة أو أم أطفال أو ربة بيت الأمر الذي يعمل على سعي الشباب إلى مراقبة الفتيات واختطافها وقد حدثت هذه الجريمة أكثر من مرة ولكن أولياء الأمور لا يظهرون ذلك خوفاً من الفضيحة فيسكتون على غيظ.
من هذه الرؤية فإننا نطالب الإعلام المرئي والمقروء والمسموع الوقوف أمام ظاهرة المغالاة بالمهور وتجسيم تداعياتها وانعكاساتها على واقع الشباب حتى يعتبر أولياء الأمور من تلك التداعيات ويحافظون على بناتهم من قبل أن تلحق بهم الفضيحة، وخصوصاً في عصرنا هذا الذي كثرت فيه المغريات وفتحت فيه أبواب الحرام على مصارعها، ووجدت الفتن ما ظهر منها وما بطن، كما أن غلاء المهور سبب الممارسات الجنسية غير الشرعية التي تعد سبباً رئيسياً للأمراض الجنسية الفتاكة التي ليس لها علاج وتودي في أحسن الظروف والأحوال إلى الوفاة مثل أمراض الايدز والزهري والسيلان فنريد تحصين المجتمع بالعفة وأن ينجذب الشباب إلى الزواج الشرعي بالحد من المغالاة في المهور والله من وراء القصد.<
Asmail J alsalami @ yahoo.com