;

من خفايا الطاقة النووية :دورة الوقود النووي و تخصيب اليورانيوم وتخليق البلوتونيوم .. الحلقة السادسة 1196

2009-02-11 03:32:49

شكري عبدالغني الزعيتري

في حلقة سابقة ذكرنا أن العلماء النوويين قالوا : أن عنصر اليورانيوم له ثلاثة نظائر معروفة النوع الأول : يسمى اليورانيوم الطبيعي والوزن الكتلي له (238) وينتشر في الطبيعة بشكل كبير وبنسبة ( 99% ) عن النوعين الآخرين والنوع الثاني : يسمى اليورانيوم القابل للانشطار والوزن الكتلي له (235) ويتواجد في الطبيعة بشكل ضئيل جدا وبنسبه (7'0 % ) وهذا النوع هو الذي يستخدم كوقود نووي كما يستخدم في إنتاج وصناعة الأسلحة الذرية والنوع الثالث : اليورانيوم الذي وزنه الكتلي (234) ويتواجد في الطبيعة بشكل نادر بنسبة اقل .. حيث تحتوى جميع ذرات اليورانيوم علي 92 بروتون بالإضافة إلي النيوترونات التي يبلغ عددها 146 في بعض الذرات و143 في البعض الآخر ولذلك يقال إن اليورانيوم يوجد علي هيئة نظريين هما اليورانيوم 235 لان ذراته تحتوى علي 238 جسيم (92 بروتون +146 نيوترون ) . واليورانيوم( 235 ) لان ذراته تحتوى علي 235 جسيم وهذا واليورانيوم( 235 ) يتميز بخاصيته الفريدة التي لا يشاركه فيها أي نظير طبيعي آخر وهي قابليته للانشطار ... وللحصول علي اليورانيوم القابل للانشطار ذي الوزن الكتلي (235) .. وبأقل تكلفة يتم التنقيب عنه في خاماته الأساسية في مناجم اليورانيوم الطبيعية ... فمثلا : بافتراض جمع كمية طن من اليورانيوم الطبيعي ذي الوزن الكتلي (238) لابد من إجراء عملية كيمائية وميكانيكية وغيرها ... للحصول علي اليورانيوم القابل للانشطار ذي الوزن الكتلي (235) من خلال دورة تعرف باسم دورة (الوقود النووي) التي يتم خلالها عملية ( التخصيب ) حيث تتم بمراحل متعددة تبدأ بالتنقيب عن المنجم لليورانيوم الطبيعي وبعدها الاستخراج لليورانيوم الطبيعي وبعدها الإذابة الكيميائية وبعدها مرحلة الاستخلاص تسمي بعملية (السحب ) ومن ثم الاسترجاع والترسيب ومن ثم تحويله إلي مادة غازية قابلة لفصل اليورانيوم القابل للانشطار ذي الوزن الكتلي (235) ... فمثلا الطن الواحد من اليورانيوم الطبيعي ذي الوزن الكتلي (238) قد يمكن أن يستخلص منه (واحد ميلجرام) أو أقل من اليورانيوم القابل للانشطار ذي الوزن الكتلي (235) وقد لا يوجد هذا القدر(واحد ميلجرام) من اليورانيوم القابل للانشطار أو حتى اقل من ذلك في الطن من اليورانيوم الطبيعي ذي الوزن الكتلي (238) وقد لا يتم الحصول على أي شئ من اليورانيوم القابل للانشطار ذي الوزن الكتلي (235) في أطنان متعددة .. ومن المعروف بأنه كلما زادت الكميات المستخرجة من المناجم لليورانيوم الطبيعي ذي الوزن الكتلي (238) والذي يخضع لاستخلاص منه اليورانيوم القابل للانشطار كلما يزيد احتمال الحصول علي اليورانيوم القابل للانشطار بدرجة أكبر وبكمية اكبر( وهذا ما يسمي بعملية تخصيب اليورانيوم ) والتي تحتاج إلي تقنيات خاصة تقوم علي خصائص وطبيعة ذرات اليورانيوم الموجود في المنجم الطبيعي لليورانيوم وتتم بثلاث طرق منها : طريقة الطرد المركزية وأخرى طريقة الانتشار الغازي والطريقة الثالثة الكهرومعناطيسية ... والجدير بالذكر أن كثيراً من الدول التي تمتلك خامات تقليدية أو غير تقليدية لمعادن اليورانيوم قد تكون قادرة علي إتمام المراحل الأمامية من دورة الوقود النووي التي تنتهي بما يعرف علميا (بالعجينة الصفراء) ذات النقاوة العالية ومرحلة التصنيع ... وبعد هذا لا تستطيع انجاز المراحل الخلفية من دورة الوقود النووي وذلك لعدة أسباب منها اشتراطات الوكالة الذرية للطاقة أو لأسباب فنية وعلميه ... أو سياسية ... أو اقتصادية ... أو أمنية ... وفي هذه الحالة تلجا و يقتصر دور الدولة التي وصلت الي انجاز العجينة الصفراء إن تمكنت من القيام بالمراحل الأمامية من دورة الوقود النووي بتصنيع العجينة الصفراء علي تخزينها . ولا يكون أمامها سوى أن تقوم بإجراء تطبيقات علمية عليها أو بيع هذه العجينة لدول متقدمة تستطيع مواصلة المراحل الخلفية لدورة الوقود النووى والتي تتمثل باثراء اليورانيوم (235) من اليورانيوم الطبيعي (238) وبما تسمي بعملية التخصيب لليورانيوم فلورة اليورانيوم وأكسدته ليسهل التعامل معه فيزيائيا وميكانيكيا ومع ظروف وآليات طرق الفصل والتركيز وحسب خصائص وذرات اليورانيوم بأحد الطرق المستخدمة طريقة الطرد المركزية أو طريقة الانتشار الغازي أو طريقة الكهرومعناطيسية لهذا فان الدول الكبرى هي التي تتحكم بالسوق الدولي للوقود النووي (اليورانيوم المخصب ) .. أما فيما يخص تخليق البلوتونيوم فهذا عنصر قابل للانشطار ولا يتواجد في الطبيعة وإنما يتوقف إنتاجه حسب نوعية المفاعلات النووية المستخدمة وحجمها وقدرتها والتي لها استخدامات خاصة لإغراض إنتاج الطاقة الكهربائية أو غيرها لتعطي كميات كبيرة مترسبة من البلوتونيوم بعد استخدام اليورانيوم (235) القابل للانشطار كوقود نووي للمفاعلات النووية لانتاج الكهرباء ... وكلما زادت قدرة المفاعل النووي زادت كمية ترسب مقادير أكثر من هذه المادة المشعة (البلوتونيوم) وهي المادة الخطرة والقابلة للانشطار والتي تترسب على القضبان النووية المستهلكة في المفاعلات النووية حيث تتم مرحلة استخلاص مادة البلوتونيوم وهي المادة التي يتم استخدامها في إنتاج الأسلحة النووية .. ولهذا توضع أميركا ودول كبرى اشتراطات علي التعامل مع الطاقة النووية لدى بلدان أخرى.. وتقوم باحتكار تكنولوجية التعامل مع المواد النووية ومخرجاتها وبناء المفاعلات النووية حتى لا يتم استخدام مخرجاتها كمادة ( البلوتونيوم) في صناعة أسلحة الدمار الشامل والقنابل النووية وبالتالي استخدامها لإغراض عسكرية ... تابع بالعدد القادم غدا الحلقة السابعة بعنوان(الانشطار النووى والتفاعل المتسلسل).<

Shukri -_alzoatree@yahoo.com 

  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد