الأحداث والوقائع السابقة أثبتت أن الأمة العربية هزيلة جداً وخاصة ما يطلق عليه النظام الرسمي العربي، فأحداث غزة وضعتنا أمام ذلك الوهن وهذا الضعف حيث عجزت التيارات العربية عن فعل شيء يصب في اتجاه وقف إطلاق النار ومنع العدوان والاعتداء الغاشم على قطاع غزة وفك الحصار وفتح كامل المعابر ومنها معبر رفح الأمر الذي ولد خيبة أمل في الشارع العربي والإسلامي تجاه تلك الزعامات والقيادات التي تعد أحجار شطرنج تلعب بها الإدارة الأميركية كيف شاءت في استخفاف بالعقول وتجني على حقوق الإنسانية والآدمية السليبة الجريحة التي لم تقوى على شيء.
* ومن أجل التخلص من ذلك الوهن وهذا الضعف كان لا بد من التضامن العربي الفعال الذي يخرج الأمة من الويلات ويمضي بها في طريق العزة والكرامة والإباء والشموخ، ذلكم أن الباطل عربد وأهلك الحرث والنسل وبلغ السيل الزبى من جراء السياسة العربية الفاشلة التي هي عبارة عن هوة سحيفة من الألام والآمال ولا تكون صحوة الأمة إلا بتمثل قيم الدين الإسلامي الحنيف وأخلاقياته من أجل بعث المارد العربي والإسلامي الجفول الذي سيهب مدافعاً وقائداً عن حياض الأمة في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان فالتضامن العربي حلقة من حلقات التواصل على مستوى القيادات والزعامات العربية، وهو بادرة جميلة جداً، ونريد تفعيله من أجل تحقيق النجاح المزيد في العديد من مجالات الحياة الهامة المتعددة والمتنوعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتعليمية والتربوية والأمنية والعسكرية وغيرها من مجالات وميادين الحياة المتعددة والمتنوعة.
* إن التضامن العربي العربي الفعال هو المخرج الوحيد من الأزمة العربية الراهنة ومن الوهن والضعف الذي أصابنا في مقتل وعلينا أن نتحد ونفعل دور الجامعة العربية التي لم يصبح لها أي دور يذكر، فعلينا جميعاً أن نكون يداً واحدة على أعدائنا وأعداء الأمة الإسلامية والعربية، فغير معقول أن يتحد الأعداء وأن يوجهوا سهامهم إلى الأمة ونحن لا نزداد سوى فرقة وشتات، فالعالم يحسب للأمم المتحدة ألف حساب والعرب لو كانوا يداً واحدة فإن الكيان الصهيوني لن يجرؤ على ارتكاب جرائم حرب في غزة أو في أي بقعة على أرض فلسطين المحتلة السليبة الجريحة.
والتضامن العربي العربي هو السبيل إلى الوحدة ذلكم أنه ممهد حتمي لها وسيحول الأمة العربية إلى نسيج متآلف، فالأمة لا تقوى على تحمل المزيد ذلك أنها في غرفة الإنعاش علماً بأن التضامن العربي العربي الفعال لن يجد له طريقاً إلى الدول والأمصار العربية إلا من خلال الكشف عن الزيغ والإسراع في توطيد علاقاتنا بخالقنا من خلال الاعتصام بحبل الله المتين قال تعالى في محكم الآيات البينات: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، فالاعتصام بحبل الله المتين هو المخرج الوحيد من جميع الأزمات، ولنخلق التضامن العربي العربي من خلال التمسك بالدين الإسلامي الحنيف عقيدة وشريعة ومنهاج حياة.
أيها العرب استفيقوا من السبات العميق، وبادروا بالخطى إلى التوحد، فأنتم أمة ذات رسالة ودين عظيم، تحملوا الأمانة عن جدارة ونافحوا عن الدين الإسلامي الحنيف، فالدين الإسلامي الحنيف هو المستهدف الأول من كافة الاعتداءات، فعلينا تضميد الجراح من خلال تحسين علاقاتنا بخالقنا وإبداء تمسك فعلي بالدين الإسلامي الحنيف الخاتم ذلك أن الإسلام هو مصدر عزتنا قال الفاروق رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".
والتضامن العربي العربي مقدمة حتمية للوحدة العربية الشاملة حلم الجماهير والشعوب العربية في أرجاء المعمورة، فنحن ومن خلال التضامن العربي العربي نكون قد استهدفنا الوحدة العربية الشاملة بكل الرعاية والاهتمام، فلا بد أن نقوم بتوحيد المقررات والمناهج الدراسية في الصفوف الأساسية والثانوية العلمية والجامعات، وفي بعض المعاهد المتخصصة على نحو يدفعنا دفعاً إلى تمثل حقيقة الوحدة العربية الشاملة، فلماذا لا يكون هنالك تنسيق بين الدول العربية في حقل التربية والتعليم؟ فهذا المجال جد خطير ونحب أن نسعى فيه بمقدراتنا وإمكاناتنا الحيوية الهامة من أجل انتشال الواقع العربي من الراهن المظلم في جميع مجالات الحياة الهامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والأمنية والعسكرية وغيرها من مجالات وميادين التنمية المتعددة والمتنوعة، فنحن ننشد الوحدة والسلام ونبغي أن نحقق المزيد في كافة مجالات ومضامير البناء والأعمار التنموي الشامل ذا الأوجه المتعددة والمتنوعة والله أعلم.
