;

اعرف ذاتك 949

2009-02-12 03:45:30

عصام المطري

الحياة جميلة، وأجمل ما فيها العيش الهادئ الآمن، إذ بمقدور الإنسان كائناً من كان أن يحيط عش حياته بعوامل الهدوء والأمن والاستقرار، ويعود السر في ذلك إلى شخصية الفرد التي تتمتع بثقافة عالية، فتجنب الذات ويلات السقوط في المستنقعات الآسنة، وتحرمه من فخاخ الشراك المنصوب له يومياً كي يقع فيه.

* ولعل هنالك عدة عوامل تغير الحياة إلى حياة جميلة منها معرفة الفرد الإنسان العاقل لذاته معرفة علمية ونفسية دقيقة تؤهله لاجتياز اختبارات التهيئة النفسية والبرمجة الذاتية بنجاح منقطع النظير حيث يجب على الإنسان السوي العاقل معرفة ذاته والوقوف ملياً أمام أهم مكونات الشخصية لديه ليتعرف على مكامن القوة فيه ومواطن الضعف في شخصيته حتى لا يحملها ما لا تطيق من الأعمال على أن الإنسان السوي العاقل هو المنخرط في البيئة الاجتماعية، وهو الذي له حراك اجتماعي كبير، فيعيش مع ذاته أجمل اللحظات ثم ينطلق للعيش مع ذوات الآخرين، وله له خبرة واسعة في مجال التعاطي والتعامل مع الذات البشرية، فنحن هنا نشجع الآخرين على الحراك الاجتماعي وبذل أقصى الجهود من أجل زعزعة عروش الوحدة الزائلة والفائتة بغية النهوض والتقدم والرفاه والتطوير الحضاري الإبداعي.

* ولا نخالف عين الصواب إن قلنا بأن معرفة الذات هي المقدمة الحتمية للنجاح الاجتماعي وبذل الجهد والتفاني في ذلك من أجل إنعاش الحياة الاجتماعية، فمعرفة الذات معرفة أكيدة وحقيقية هي سلم الرقي والمجد والسؤدد، فالفرد يمكن أن يحقق لنفسه المزيد من المجد على هذه القاعدة التي تبدأ بمعرفة الذات معرفة أكيدة من جميع الجوانب، فنحن هنا نشيد بالأخوة العظماء الذين جعلوا معرفة الذات سلماً لمعرفتهم الحقيقية بذوات الآخرين واستعداداتهم الشخصية، فمعرفة الذات حصيلة ومحصلة واعية لثقافة الفرد واملاءاته الثقافية واستعداداته الشخصية في محيط الجماعة، فالفرد بالجماعة وليست الجماعة بالفرد، فعلى الإنسان العاقل الذي عرف ذاته أن يدور في رحى الجماعة، فعلي بن أبي طالب قال في هذا المجال: "كدر الجماعة ولا صفو الفرد"، فهو يفضل كدر الجماعة على صفو الفرد لما للجماعة من قيمة وأهمية في حياة الفرد المسلم، فمن عرف ذاته عليه أن يعرف جماعته معرفة أكيدة وحقة، فالدوران حول رحى الجماعة أمر لا بد منه.

* إن الفرد الاجتماعي الذي يعيش في ظل جماعة هو الفرد المثقف المتطلع صاحب الطموح الوسطي المعتدل، فلقد رغب الإسلام بالجماعة وجعلها سبيلاً في دخول الجنة والتمتع بنعيم الجنة، قال النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الصدد: "من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة"، فمن أراد نعيم الجنة فليلزم الجماعة، ويقول الرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فيما معنى الحديث النبوي الشريف: "من أراد أن يشق عصا الطاعة فاقتلوه"، نعم جوز بقتله لأن إنشقاق الجماعة وتفرقها شيء خطير، وهو ليس بمصلحة أحد من المسلمين، ذلكم أن مصلحة الفرد والإنسان السوي العاقل أن تبقى الجماعة، وأن لا يكون هنالك خروجاً عن ولي الأمر ما لم يأتي بكفر بواح، فانظر أخي القارئ الكريم أهمية الجماعة في حياة الفرد المسلم، وأنهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فالجماعة ذات قيمة وأهمية.

* اعرف ذاتك واجعل ذلك مطية لأن تعرف جماعتك، فقد قال الرسول والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه"، فمن يريد أن يخلع ربقة الإسلام من عنقه فليفارق الجماعة شبراً سواءً كان ذلك الفراق بالتصور والمبادئ والأفكار أم كان بالترك والتخلي العملي عن الجماعة، فحذاري أخي الكريم أن تفارق الجماعة شبراً، فحالك سوف يضطرب، وستخلع ربقة الإسلام من عنقك، وسوف تتبوأ آخر الأماكن وجوداً على الإطلاق، فأنت بالجماعة وليست الجماعة بك، فالإنسان السوي العاقل هو من يعرف ذاته ويمضي في طريق معرفة الجماعة، ويحتل مكاناً في جماعة المسلمين يتوافق واستعداداته وميوله وقدراته وامكاناته، فمن عرف ذاته حق المعرفة فقد عرف جماعته أيضاً حق المعرفة، واستعن بالله ولا تعجز، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك وما ينفع أمتك ولا تعجز، فإن العجز سقم خطير وليس له علاج ناجع، المهم حاول أن تعرف وتفهم ذاتك من أجل أن تفهم وتعرف جماعتك واستعن في ذلك بالله عز وجل القوي المنان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد