علي منصور مقراط
صارت التداعيات المؤسفة وتفاقم الأوضاع الأمنية وتراجيديا الأحداث المتسارعة التي صارت تعيشها محافظة أبين الآن تكون حديث الساعة ومبعث قلق للعقلاء والخيرين الشرفاء المتابعين باهتمام لما يحصل فيها من مآسي مفجة وأعمال إجرامية غير مسبوقة وتحديداً مدينة جعار التي تشهد أفعالاً بشعة بلغت مداها مما يحتم علينا كصحفيين أن نتعامل معها بمسؤولية وعدم السكوت والخوف من خطر التهديدات والتحذيرات التي توجه، لكن لا بد من الحرص على إبراز الحقائق أمام السلطات للوقوف أمامها ومعالجتها، لكن ندرك أن قيادتنا السياسية العليا ممثلة بفخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح على إطلاع في ذلك وتدخل فخامته شخصياً ومعه نائبه الفريق/ عبدربه منصور هادي والشيخ/ طارق الفضلي وبحضور المحافظ أحمد الميسري وتم اللقاء مع مجاميع الشباب من جعار المختلفين مع الدولة وخرجت بتسوية الخلافات ووقعت اتفاقيات، حدث ذلك قبل أسابيع واعتقد الناس أن الأمن والسكينة ستعود وتدني الجريمة، لكن للأسف حدث ما هو أسوأ من ذي قبل وأن جماعات أخرى نشطت وارتكبت أعمالاً بشعة وحسب تعبير الشيخ/ حسان عبدربه ديان أحد أعضاء لجنة الوساطة أن هناك أياد خفية مدعومة من مسؤولين بالأمن وغيرهم يدفعون بالأمور إلى الهاوية بغية إثارة الشك لدى القيادة وتعطيل الاتفاقيات والذين سيظلون ملتزمين بها لافتاً إلى أن جميع الأجهزة الأمنية تعرف أسماء العابثين بالأمن حالياً في جعار وغيرها.
* اللافت أن أسبوعاً وأكثر كان حافلاً بأسوأ الأحداث الأمنية في جعار من قبل الخارجين عن القانون، فقد دشن باختطاف سيارتين تابعتين لمشروعي طريق باتيس رصد ومصنع الوحدة للأسمنت وهروب "4" مساجين ومع أن لقاءً حاشداً تداعى إليه مشائخ يافع والمسؤولون بمديرياتها مع المحافظ الميسري وقيادة الأمن بالمحافظة أكد فيه المحافظ والمشائخ على التصدي لعناصر الشر إلا أن رسالة الرد كانت سريعة بتفجير مكاتب مدير مديرية خنفر حدث ذلك بعد نحو "13" ساعة وتلاه الصدام المسلح في بوابة مصنع الوحدة للأسمنت الذي أودئ بحياة شخصين على الأقل من رجال الحماية الأمنية لذات المصنع وعصر اليوم ذاته اغتيل مواطن بعمر "70" عاماً ويعد السابع يلقي حتفه في إطار مسلسل الاغتيالات بتهم لا تستحق الذكر فضلاً عن منشورات وزعت بشكل مكثف تطعن في شرف النساء في حارات جعار وغيرها ورسائل التهديد بإهدار دم عدد من خطباء مساجد المدينة الذين علت أصواتهم من منابر بيوت الله منددين بهذا الفعل المنكر الذي تنساق معه الأمور إلى المربع الخطير، ولم يذهب الزميل فيصل الصوفي بعيداً عن تناوله بعموده اليومي بصحيفة "14" أكتوبر عندما أشار إلى أن الجماعات المتطرفة والإرهابية أصبح شراً مستطيراً وهي تقدم للجميع براهين بأنها عدوة لهم أجمعين فلا يكفيهم أنها تقتل أبنائهم باسم الشرع ولا يكفيهم أنها أصبحت تؤكد أن بيوتهم لا حرمة لها، وأن زوجاتهم وبناتهم يتهمن بالفاحشة ويهددن بالقتل في بيوتهم، ما الذي تبقى للمتطرفين فعله أكثر من هذا لكي يقتنع الناس بخطورة الأمر؟
* الحاصل أنني رصدت هنا القليل مما حدث في أسبوع فقط وتناسيت الكثير من وقائع إجرامية أخرى مثل نهب بريد جعار والذي لحق ببقية المرافق الحكومية التي نهبت بالكامل ولم يتبق إلا المستشفى والكهرباء وزاد اختطاف سيارة أخرى الأرجح أن الدولة ليست عاجزة عن إخماد هذه العناصر والدافعين بها إلى نار جهم حتى وإن استمرت وصفا لها الجو لأنها حاولت المعالجات وتحمل التبعات، والصحيح أن أياد خفية تدفع إلى تكريس وضع الدولة في جعار لكن ستفشل ليس ذلك بتعيين العقيد/ محمد ناصر الجريبية أمس مديراً لأمن خنفر جعار وليس بحملات المداهمات لمنازل المواطنين وضربها العشوائي، بل الذي يؤكد ما نقوله أن لديها علم بكل المخربين والدافعين وبالاسم ومن خلال آلية مدروسة وناجحة سيكون انتصار الحق وإزهاق الباطل وسنذكركم قريباً إن أمدنا الله بالعمر ولا تأمنوا الدولة وإن باتت نائمة أو ضعيفة فهي الأقوى.
* ولعل قيام المحافظ م. أحمد الميسري بالأمس بالزيارة الميدانية لمدينة جعار دون حذر ولا يخشى ولا يخاف إلا من المولى جل جلاله وبقوة إيمانه وصدقه وشعوره بمسؤوليته وبضمير صاح ويقظ يواجه كل المشاكل والاحتقانات وحتى قوى الشر والتآمر بكل جسارة وثبات ويعمل ليلاً ونهاراً لتصريف أمور المواطنين وقضاياهم دون أن يشعر بطيف من الانهزام والانكسار التي بدون شك يمر بها كل مسؤول وإنسان لكن يبدو من براءته وعفويته وصدق تعامله مع الناس بحيادية هو الحافز والسير في الصراط المستقيم ومع الحق والعمل فإننا ومعنا كل الرجال الوطنيين الشرفاء والمخلصين في هذه المحافظة نقول إن الخير قادم والشر زائل. ??