كروان عبد الهادي الشرجبي
تشاجرت يوماً مع صديق لك من أجل شيؤ ما هل تبتعد عنه وتقاطعه أم تتذكر أنكما أصدقاء بالرغم من كل شيء وتبادر إلى الاعتذار إذا كنت أنت المخطئ؟
كثيرون منا لا يجيدون لغة الاعتذار، حتى وإن كانوا على خطأ فيرجعون ذلك إلى الكرامة، أي أن من يعتذر عن خطأ قد ارتكبه يفقد كرامته، هل هذا صحيح عزيزي القارئ؟
قد يوافقني البعض والبعض لا وأنا لا ألوم أحداً لأنها أولاً وأخيراً طبائع في البشر والطبع دائماً يغلب التطبع.
ولكن نحن بشر نخطئ ونعتذر، أي واجب علينا أن نعتذر فمن منا يعترف بخطئه ويعتذر؟
إن الاعتراف بالخطأ فضيلة، فكل أبناء آدم يخطئون، ولكن القليل يعدون الشجاعة ويعتذرون عن أخطائهم هذا بالنسبة للأصدقاء والمقربين.
وعلى المستوى العائلي عزيزي القارئ هل إذا ما أخطئت يوماً ما بحق زوجتك هل تتقبل فكرة الاعتذار لها؟
اعتقد لا، أنا متأكدة أن أصعب محنة يمر بها الزوج عندما يتطلب الأمر اعتذاره لزوجته فتجد لديه مبررات غير موجودة إلا في عقله هو فقط ولكنه قد يستعمل عدة طرق للاعتذار ولكن بأسلوب غير مباشر ولكنه يفي بالغرض، قد يكون عن طريق شراء هدية جميلة أو يدعوها للخروج في نزهة فهذا بحد ذاته اعتذار، ولكن بصورة مبطنة فالزوج بشكل لا يقبل الاعتذار اللفظي على العموم هذا أفضل بكثير من الرفض الكامل للاعتذار، فالبعض يرفض الاعتذار نهائياً وبشكل قطعي بحجة أن ذلك يهدر كرامته ويقلل من رجولته أمام المرأة.
لماذا هذا التكبر على الزوجة؟
اعلم أنها زوجتك رفيقة عمرك وأم أولادك وسندك في هذه الحياة، وكلاكما شريك الآخر، فليس عيباً ولا إهداراً للكرامة ولا يقلل من رجولتك إن اعتذرت عن خطأك، ولكن العيب أن تخطئ وتصر على خطئك.
نعم على الزوج أن يعتذر لزوجته إن أساء إليها، على العموم الاعتذار بشكل عام لا يقلل من كرامة الإنسان، فعلينا أن نعتذر لكل من نسيء لهم وليكن تعاملنا مع بعضنا انطلاقاً من عقيدتنا الإسلامية التي تحثنا على التسامح والآخاء.